|
بسم الله! كسر ذلك الحصار في شرق الفرات.. لن يكون هناك "حزام الأرهاب"، بل سيكون حزام تركيا أين من يصدرون التوجيهات بالأعلام الأمريكية والإسرائيلية؟ أردوغان هو نصيبنا، والنصر حليف شعبنا..

بدأنا بسم الله..

لقد صُفرت كل الحسابات في منطقة شرق الفرات بدءا من أمس الأربعاء.

لقد قُلبت الطاولات رأسا على عقب وصارت كل مخططات الخرائط جزءا من سلة المهملات.

لقد تحركت مجددا تلك الفراسة العميقة والعقلية والوعي الجيوسياسي والحضارة والهوية لنصل مجددا إلى ما وصلنا إليه اليوم ونتدخل مرة أخرى في التاريخ السياسي العالمي.

أين من تحدوا تركيا ووجهوا لها "التوجيهات" وهم رافعين الأعلام الأمريكية والإسرائيلية؟

أين الآن من تحدوا تركيا وأطلقوا التهديدات وحاولوا ابتزازها؟ أين من حاولوا توجيه التعليمات لهذا الشعب العظيم وكسر عينه وهم يلوحون بالأعلام الأمريكية والإسرائيلية؟

أين من أرادوا التلاعب بهذا الشعب الذي وحّد المنطقة بأكملها منذ مئات السنين وحثها على التحرك دائما تحت "نحن أمة عظيمة" وتصدى لكل الهجمات التي استهدفت هذه الأراضي القديمة ودفن جنود الحملات الصليبية في الأناضول وضحى بأرواحه في كل شبر من أراضي المنطقة إبان الحرب العالمية الأولى ليرثي بذلك شهداءه، لكنه شعب لم يبك أبدا ولم يشتك، بل دائما ما خاض الكفاحات دفاعا عن المنطقة.

من أجل الإسلام وشعبنا ومنطقتنا..

أين الذين حاولوا معاقبة شعبنا بالعصيان الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية، ذلك الشعب الذي أسس الدولة السلجوقية ونقل الدولة العثمانية إلى أعماق أوروبا ودافع عن الإسلام في كل شبر وكان في المقدمة دائما دون أن يسأل عمن يساعده في ذلك.

أين الذين حاولوا إجبارنا على الركوع والاستسلام ومارسوا علينا كل الضغوط نحن ومن جادلنا معهم على مر التاريخ من أجل الإسلام وشعبنا ومنطقتنا؟

أين من مزقوا سوريا والعراق و"ظنوا أنهم سيمزقون تركيا كذلك" بعدما وضعوا ذلك المخطط الرخيص رغبة منهم في تحويل تركيا إلى نسخة جديدة من سوريا؟

تبدأ كل النهضات في الأناضول

وتنتهي كل المخططات في الأناضول أيضا

أين من نسوا أن كل النهضات التي شهدتها المنطقة على مدار ألف عام كانت قد بدأت في الأناضول وأن كل المخططات قد أُفشلت على هذه الأرض؟ أين من لم يدركوا الصعود الجديد لتركيا ومن فسروا صبرها على نحو خاطئ؟

لقد انهارت مخططات من أرادوا حصارنا من ناحية البحر المتوسط وبحر إيجة وشمال سوريا، كما فشل مخطط "الممر الإرهابي" الأمريكي وخطة "إسرائيل الثانية" الإسرائيلية وكذلك محاولات حصار تركيا من ناحية الجنوب. لقد حدث هذا الانهيار اليوم في شرق الفرات، على أن تتسع رقعته كذلك غدا نحو البحر المتوسط وبحر إيجة.

القضاء على ممر الإرهاب

ليحل محله ممر السلام، ممر تركيا..

لقد كانوا سيشكلون "جبهة تركيا" من حدود إيران إلى البحر المتوسط ليستخدموا تلك المنطقة كقاعدة أساسية لهم لشن الهجمات ضد تركيا والمنطقة بأكملها.

لقد أقدمت تركيا أمس على اتخاذ الخطوة التي ستحول "ممر الإرهاب" الممتد من حدود إيران إلى البحر المتوسط إلى الممر الآمن، "ممر السلام"، "ممر تركيا".

لقد فعلت تركيا ما يجب أن يحدث من أجل مستقبلها ووحدها سوريا والمنطقة كلها؛ إذ تحدت صراحة أكبر وأقرب تهديد يحدق بأراضيها، لتعلن للعالم بأسره مجددا أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن ينجحوا في الضغط عليها بالتعاون مع تنظيم إرهابي.

إن هذا التدخل العسكري قضى تماما على حجة إشعال فتيل الحرب في سوريا. فالذين يحتلون ثلث أراضي سوريا أشعلوا فتيل هذه الحرب استهدافا لتركيا، ذلك أن حرب سوريا إنما اندلعت لتشكيل جبهة تركيا.

لقد جاؤونا بخريطتهم

وهذه هي خريطتنا!

إن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يهتموا أبدا بمطالب النظام السوري أو المعارضة أو الشعب السوري. فواشنطن رسمت خريطة في شمال سوريا وتحركت عناصرها على الأرض وفقا لها. واليوم فإننا نكمل مسيرتنا من خلال خريطة مختلفة تماما.

ولو كانت محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 تموز قد نجحت لكانوا قد بدأوا المرحلة التركية من خريطتهم. ولهذا فإن عملية التدخل التي بدأت أمس في سوريا هي استمرار لمقاومة 15 تموز.

لقد أخطأوا تفسير هدوء تركيا عندما خططوا لألاعيبهم وأعدوا عدتهم أمام أعيننا. حاولوا تحويل دولة كبرى إلى دمية بيد بي كا كا/ي ب ج، وقالوا "لا تستطيع تركيا التحرك بمفردها، فهي مرتبطة بالولايات المتحدة وحلف الناتو".

ظنوا أن احترامنا ضعفا

إننا ندفع الثمن كل يوم منذ ألف عام

سنذكّرهم اليوم بما نسوه...

لقد ارتكبوا أكبر أخطائهم في هذه النقطة تحديدا عندما ظنوا أن علاقتنا المبجلة مع النظام الدولي ضعفا، اعتقدوا أن احتراما هو ضعفنا.

ظنوا أننا سنثق على الدوام بالوعود التي لم تف به واشنطن أبدا وأن المسرحية التي مثلوها علينا ستستمر إلى الأبد، اعتقوا أنهم شلّوا حركتنا من خلال الجبهة التي شكلوها بالداخل.

لقد نسوا أنني نصنع التاريخ ونرسم ملامح الجغرافيا منذ ألف عام على هذه الأرض، وأن حملات صعودنا وأزمات سقوطنا هزت هذه المنطقة بأسرها.

لقد نسوا أن هذا الشعب يتخذ أصعب القرارات دون أن يثق بمساعدة أحد أو دعمه، وأنه لم يصنع التاريخ أبدا بالتوسل للآخرين، وأنه لم يصمد مطلقا برحمة من أحد، وأنه يدفع الثمن كل يوم منذ أرض عام على هذه الأرض.

إننا نذكّرهم بما نسوا، نحكي لهم مجددا أن أحدا لن يستطيع تهديد هذا البلد بعد اليوم، ونعيد ونكرر أن أحدا لن يستطيع الاستخفاف بهذه العقلية السياسية التي يرجع تاريخها إلى مئات السنين.

إننا ندافع عن المنطقة ومدننا ومقدساتنا

إننا اليوم في شرق الفرات على ما كنا عليه في جاناق قلعة واليمن والقناة وصاريقاميش وكوت العمارة، فجميعهم كانت به القوى والأعداء أنفسهم.

إننا ندافع فيهم كلهم عن الشيء ذاته، ندافع عن بلادنا ومنطقتنا وتاريخنا وهويتنا المشتركة وحضارتنا ومدننا ومقدساتنا.

لم نرض أبدا وبأي شكل من الأشكال باحتلال وسلب ونهب القوى التي جاءتنا من خارج المنطقة وشركائهم في الداخل وفي مختلف دول هذه المنطقة. لم ولن نقبل أي من ذلك.. ولقد أعلنا مرة أخرى هذا الأمر أمام العالم كله.

لقد كنا نتحرك من خلال العقلية ذاتها ونحن نقول قبل عامين إنه "يجب تنفيذ هذا التدخل حتى لو كان هذا يعني الانتحار". وكنا نقول إن المسألة أكبر من قضية الإرهاب، وأنها جزء من موجات الاحتلال الكبرى الموجهة للمنطقة، وأنها مرحلة من مراحل "الحرب على الإسلام والمسلمين" المستمرة منذ ثلاثة عقود.

مخطط "إيقاف تركيا":

إننا اليوم نكسر ذلك الحصار

لقد كان مخطط "إيقاف تركيا" واحدا من أخطر المخططات الدولية منذ ليلة 15 تموز 2016؛ إ كان يرمي لإقصائنا من قطار التاريخ كما حدث قبل مائة عام. وبعدما فشلوا في إيقافنا من الداخل، حاولوا إيقافنا من الخارج عن طريق حصارنا!

إننا اليوم نكسر هذا الحصار. إنها ليست قضية إرهاب وحسب، بل إنها مسألة يعود تاريخها إلى مئات السنين. ولقد كنا سنتحرك وفق هذه المسألة، وإننا نفعل ذلك بالفعل حاليا.

ليس هناك أي مشكلة تتعلق بشرعية تدخل تركيا في شرق الفرات! فليس هناك حتى أدنى تردد. فهذا دفاع عن الوطن، دفاع عن الأناضول، كفاح وطني، التعجيل باستهداف من خططوا لنقل المعركة إلى قلب الأناضول وهم لا يزالون في مواقعهم.

نقلوا إلى أراضينا كل أنواع الشرور

ما كان لأي دولة أن تتصرف بهذا القدر من الصبر في مواجهة تهديد ينمو بسرعة ويستهدفها بشكل مباشر عند النقطة صفر من حدودها. فتركيا صبرت صبرا لا تستطيع أي دولة تحمله.

لقد احتلوا أفغانستان وارتكبوا هناك أفظع المذابح بحجة وجود طالبان والقاعدة، كما احتلوا العراق وقتلوا مئات الآلاف من شعبه بكذبة الأسلحة الكيماوية، وأغاروا الدول التي تبعد عن أراضيهم آلاف الكيلومترات بعد اختلاق تهديدات كاذبة.

وبينما كانوا يفعلون ذلك دعموا التنظيمات الإرهابية المتمركزة عن النقطة صفر من حدود حليفتهم في الناتو تركيا. كما نقلوا كل التنظيمات الإرهابية حول العالم لتستقر في هذه المنطقة. دعموا تنظيما إرهابيا مثل تنظيم غولن في محاولة لإشعال فتيل الحرب الأهلية في تركيا، نفذوا هجمات إرهابية شرسة داخل تركيا بالتعاون مع بي كا كا وداعش، نلقوا إلى أراضينا وحدودنا كل أنواع الشرور.

ليس لديهم ما يقولونه لتركيا!

وما عسانا كنا لنفعل؟

ليس لديهم ما يقولونه لتركيا للاعتراض على جهودنا لحماية حدودنا في الوقت الذي جاؤوا فيه من على بعد آلاف الكيلومترات للتدخل في المنطقة.

إن كل تهديد ترونه وهو يكبر في أعينكم يصغر مجددا ما إن تكونوا عازمين ومصممين في قراركم. إن تركيا ستطهر هذه المناطق بالكامل، ليبقى كل طرف بين يدي ما فعل. إننا نعيش عصر فيه القوي هو من يضع قوانين اللعبة ويتحكم في كل شيء كما أراد.

إذا كانوا قد جاؤونا بمخططات خرائطهم ومشاريع الاستعمار، فإننا نزلنا إلى الساحة بخرائطنا وطموحاتنا التي نحملها منذ قرون.

لن تستطيع أي دولة، بمن فيهم الولايات المتحدة، الاعتراض صراحة على تدخل تركيا في ممر الإرهاب. ولهذا أدعو الجميع لألا يلقوا بالا للضجيج والتصريحات الغاضبة والتهديدات والابتزازت التي نشهدها اليوم. فكل هذه الأمور ستهدأ بمرور الوقت، لكن تأثير هذه الخطوة التي أقدمت عليها تركيا باق ومستمر طيلة القرن الحادي والعشرين.

أردوغان هو نصيبنا، والنصر حليف شعبنا!

إن الرئيس أردوغان هو زعيم يصنع التاريخ بقراراته، فهو صوت تاريخنا السياسي وهويتنا وذاكرتنا ووعينا الإقليمي. ما كان لهذا القرار أن يتخَذ بسهولة، وهو ما يعتبر نصيب شعبنا ومنطقتنا!

لقد أقدمت على خطوة عظيمة بفضل إدراكه لتاريخنا الممتد لمئات السنين بعدما أطلق تلك التصريحات الحكيمة التي تعكس ثراء تاريخنا السياسي.

لقد تحركت اليوم جينات سياسية تتمد حتى السلاطين محمد الفاتح وسليم الأول وسليمان القانوني ومؤسس الجمهورية كمال أتاتورك والرئيس أردوغان. إن ما أقوله ليس من قبيل الحماس السياسي، بل إنه حقيقة تاريخية. فهكذا كتبت صفحات الماضي، وهكذا أيضا ستكتب صفحات المستقبل.

أدعو الله أن يكون النصيب حليفا لشعبنا.

إن كل من يساهم في هذه العملية العسكرية هو شخص يحمل صفات خاصة، ذلك أن ما يفعلونه سيكون صفحات جديدة في مستقبل عظيم.

#نبع السلام
#إبراهيم قراغول
5 yıl önce
بسم الله! كسر ذلك الحصار في شرق الفرات.. لن يكون هناك "حزام الأرهاب"، بل سيكون حزام تركيا أين من يصدرون التوجيهات بالأعلام الأمريكية والإسرائيلية؟ أردوغان هو نصيبنا، والنصر حليف شعبنا..
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية