|
ممن يتلقى التعليمات "لوبي مونترو" المعارض لقناة إسطنبول؟ الخريطة هي الذاكرة إنها تدلنا على المستقبل بقدر الماضي من طريق الحرير إلى مضيق بيرنغ: تغير خريطة الثراء والقوة تغير مساحة بلدنا! بعد قناة إسطنبول سيقولون "هناك سلاح نووي"، فلنرَ ماذا سيفعلون!

إن الخريطة هي الذاكرة والخبرة والقوة ومصير الشعوب. فعندما تنظرون إلى الخريطة لا ترون الماضي فحسب، بل ترون المستقبل أيضا وتستخرجون منها أكثر المعلومات قيمة.

يمكنكم أن ترصدوا من خلال الخريطة حملات صعود الأمم وانهيارها وقوة الدول وتمزيقها وأسباب الحروب والأزمات التي حدثت في الماضي ومن سيلمع نجمه ومن سيخفت نجمه في المستقبل.

كما تستطيعون بواسطة الخريطة استنتاج النظريات السياسية والأمنية وأسباب التحالفات والنزاعات الكبرى وأسباب انهيار بعض المناطق والحضارات.

إنها كالساعة الموقوتة

تخبرنا بماذا سيحدث ومتى وأين

إنها كالساعة الموقوتة التي تخبرنا بماذا سيحدث ومتى وأين بكل حذافيره. وإذا كانت لديكم القدرة الكافية على قراءة الخرائط، فيمكنكم توقع هذا التوقيت وانتظاره.

ولا شك أنني لطالما كنت أحد الذين يحصلون على أوثق المعلومات من الخريطة، فاحتمالية الوقوع في الخطأ بالنسبة من يستخدم هذه الطريقة في قراءة الأمور ضئيلة للغاية.

إن الخريطة هي التي تحدد كل شيء بشأن كل المسائل في مجالات التجارة والسياسة والأمن والثقافة وصعود الحضارات وانهيارها وانتشار الفقر أو الغنى.

من طريق الحرير إلى مضيق بيرنغ: تغير خريطة الثراء والقوة

لقد تغيرت خريطة قوى العالم عندما انتقلت حدود طريق الحرير إلى البحار. وهو الأمر الذي استمر على مدار قرون. واليوم تتغير طرق التجارة العالمية من جديد مع ذوبان جليد مضيق بيرنغ، لتتغير خريطة القوى العالمية هي الأخرى.

إن طريق الحرير الحديدي الممتد من الصين إلى لندن وممرات طاقته وحركته المرورية تغير وستغير خريطة القوى والثروات، وهو التغيير الذي سيستمر لقرون.

وإن "المنطقة الإسلامية"، التي أطلق عليها اسم "الحزام الأوسط"، الممتدة من المحيط الأطلسي إلى سواحل الهادئ وتشكل المحور الأساسي للعالم، تتحكم بالقسم الأكبر من طرق التجارة البرية والبحرية وموارد الطاقة وممرات المواصلات.

الحزام الأوسط يتحول من جديد إلى "مركز" في القرن 21

لقد كان الأمر هكذا لمئات السنين، وقد كان سببا في أن قاومت الدولة العثمانية ودفعت الثمن غاليا في اليمن وسواحل البحر الأحمر والخليج العربي. فعندما انتقلت ممرات التجارة ناحية البحر ضعف دور الغرب ليكون مركزا لهذه المنطقة.

واليوم في القرن 21 يعود هذا الحزام ليتموقع في المركز ويتقدم نحو تشكيل المحور الأساسي للعالم، لتتركز من جديد في هذا الحزام الممرات البرية والبحرية وموارد الطاقة وممراتها.

إن هذا التغيير الكبير هو سبب كل تطور تشهده منطقتنا وكل المشاكل التي تواجهها تركيا اليوم. كما أنه سبب حملات الاحتلال التي تشهدها المنطقة من أفغانستان إلى العراق وكل الحروب التي تعيشها المنطقة من اليمن إلى سوريا والصراع على القوة في ليبيا.

تركيا ترد بخريطتها على من يرسمون الخرائط

لقد ظهرت تركيا بصفتها لاعبا جديدا وقويا على الساحة في خضم تصفية الحسابات الكبرى هذه بين القوى، لتبادر إلى خوض كفاح من أجل البقاء في منطقتها بعد قراءتها جيدا لتغير موازين القوى العالمية؛ إذ ردت بخريطتها على من رسموا أمامها الخرائط.

لقد بدأت تركيا تسير في طريقها عن طريق تدمير كل آليات الوصاية والرقابة التي فرضت عليها عقب انهيار الدولة العثمانية، كما أطلقت مسيرة كبرى بعدما فتحت ملف خسائر الحرب العالمية الأولى ونقلت طموحاتها الإقليمية إلى عالم اليوم ونظرت مجددا بشكل أكثر دقة إلى الخرائط الموجودة على الطاولة.

قالوا لهم "هدفكم الجديد هو قناة إسطنبول"

إن هذا التغيير هو السبب الرئيس لكل مخططاتهم بدءا من أحداث غيزي بارك إلى 15 تموز ومن "ممر الإرهاب" إلى محاولات الحصار من شرق المتوسط. ولهذا السبب كذلك مولوا التنظيمات الإرهابية. وللأسف فإن بعض الأحزاب والكيانات السياسية داخل تركيا وقفت على جبهة الوصاة في خضم هذه العاصفة ضد تركيا.

وإن الذين لم يقدموا الدعم أبدا لاستئصال شأفة ممر الإرهاب لم يقدموا الدعم أيضا لاتفاق تركيا مع ليبيا. وهم أنفسهم صدرت لهم التعليمات اليوم للهجوم على مشروع قناة إسطنبول، وهم كذلك أنفسهم الذين قدموا الدعم الصريح أو الخفي لأحداث 15 تموز.

لقد هددتم تركيا بالقوائم!

فمن أعد لكم تلك القوائم؟!

لقد كانوا خلال أحداث غيزي بارك يعارضون الجسر الثالث والمطار الجديد وقناة إسطنبول، وكانوا يقدمون قوائم للحكومة وكأنهم يقدمون مذكرات تحذيرية، فكانوا يهددون تركيا نيابة عن ألمانيا وإسرائيل وأمريكا ودول الأطلسي.

وكان تنظيم غولن الإرهابي قد وهب الجهة الأوروبية من إسطنبول لأمثال هؤلاء ليلة 15 تموز، فهكذا نصت اتفاقاتهم! فكانوا يقولون "سنغرق تركيا في الإرهاب"، وهو ما فعلوه حقا...

لقد خططوا لإسقاط الحكومة وإيقاف تقدم تركيا قبل أن تستطيع إنجاح حملاتها الدفاعية الكبرى. فبدأوا يلعبون على المكشوف ويخوضون حربا معلنة.

ممن يتلقى التعليمات "لوبي مونترو" المعارض لقناة إسطنبول؟

لقد ساهم اتفاق تركيا وليبيا في توسيع رقعة مساحة تركيا بنحو 200 ألف كم. فالخريطة التي في أذهاننا تغيرت، وهو الأمر الذي يفزعهم لدرجة أنهم سيبادرون اليوم لاستغلال كل أذناب الوصاية في الداخل.

لقد فزعوا عندما تيقنوا أن معاهدة مونترو ستصبح طي النسيان بفضل حفر قناة إسطنبول الجديدة. ذلك أن هذه المعاهدة تقيد حقنا في السيطرة على المضائق. إذن، لصالح من يعمل "لوبي مونترو" الذي يعارض قناة إسطنبول؟ لصالح من يسرقون من تركيا ليمنحوه؟

سينزلون إلى الشوارع بعد حفر قناة إسطنبول رافعين شعار "يوجد سلاح نووي"..

إنها معارضة متسلسلة مستمرة منذ البداية، واليوم بدأوا هجومهم على قناة إسطنبول، وفي المستقبل القريب سيقلبون الدنيا بقولهم "تركيا تعمل لإنتاج سلاح نووي".

لقد بدأت حملة في إسرائيل واستمرت في أمريكا، لتأتي إلى تركيا قريبا. فيحرضون البعض داخل تركيا. فها هم اليوم جهزوا لهم ما سيقولونه بعد حفر قناة إسطنبول.

إن مراكز الوصاية التي حرضتهم اليوم لمعارضة قناة إسطنبول ستصدر لهم هذه التعليمات غدا. وحينها أدعوكم لمتابعة "المدافعين عن البيئة"! فستجدونهم جميعا يقفون على جبهة الاحتلال.. بالضبط كما حدث إبان الحرب العالمية الأولى.. ولهذا نطلق عليهم اسم "المحتلين الداخليين".

إن تصفية الحسابات هذه كبيرة للغاية!

#قراغول
#تركيا
#إسطنبول
4 yıl önce
ممن يتلقى التعليمات "لوبي مونترو" المعارض لقناة إسطنبول؟ الخريطة هي الذاكرة إنها تدلنا على المستقبل بقدر الماضي من طريق الحرير إلى مضيق بيرنغ: تغير خريطة الثراء والقوة تغير مساحة بلدنا! بعد قناة إسطنبول سيقولون "هناك سلاح نووي"، فلنرَ ماذا سيفعلون!
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية