|
دعوى تنصت على شخصية مهمة: عصابة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية. 15 تموز كان مخطط تدميري. بالضبط كما كان مخطط تدمير الدولة العثمانية قبل قرن. "غولن" و"بي كا كا" وأمريكا وإسرائيل ووليا العهد و"من بالداخل" يقفون جميعا على الجبهة ذاتها. لم ولن يتوقفوا. الآن يحضرون شركائهم الآخرين بعد استغلال "غولن"

صدر أمس حكم في القضية التي أطلق عليها اسم "التنصت على شخصيات رفيعة المستوى" بالسجن مدد تتراوح بين 3 سنوات و9 أشهر و45 سنة على 131 متهما من بينهم كل من علي فؤاد يلماز أر ورمضان آقيورك. فهذا الكيان الذي عرف باسم الكادر الاستخباراتي لتنظيم غولن الإرهابي وتنصت بشكل مخالف للقوانين على العديد من السياسيين والصحافيين ورجال الأعمال والفنانين، إنما هو كان – في الواقع – عصابة تابعة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل في تركيا.

لقد كنا ضحاياهم، فكانوا يحررون الملفات عنا ويسجلون كلامنا ويكلفون رجالهم بفتح التحقيقات بحقنا. وفي التسجيلات التي كانت خاصة بي كان هناك "مكالمات/حوارات" مع أشخاص لم أعرفهم في حياتي قط.

وما الذي يمكن أن يتكلم به إنسان مع شخص لا يعرفه أبدا؟ لم تحدث مكالمة كهذه. هذا فضلا عن أنهم سجلوا في ذلك الملف بيانات طالب جامعي يعمل في وقف كان قد دعاني لحضور أحد مؤتمراته.

كانت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ترسل إليهم قوائم بها أسماء لمعاقبتها!

كانوا يجعلون الأشخاص الذين يستهدفونهم يتكلمون مع من يريدون ويجعلون من أرادوا خونة للوطن أو جواسيس أو حتى إرهابيين. ولقد ضمت تلك القوائم وملفات الدعاوى والتحقيقات كل الأسماء التي كانت تنزعج منهم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في تركيا.

لقد كانت تلك الكيانات تحصل على قوائم ليقوموا بما يلزم! ولقد كان كل ضحاياهم أسماء تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل تهديدا لمصالحهما القومية.

هناك العديد من الصحافيين والسياسيين ورجال الأعمال الذين كانوا تجمعهم علاقة مقربة من الذين تعرضوا للعقاب فيما مضى، فلا تنخدعوا بأنهم اليوم أعداء لدودون لغولن، فهم مستعدون ليستهدفوا تركيا مجددا من تلك الجبهة في أقرب فرصة ممكنة، بل إننا بدأنا نشعر منذ فترة ببعض التحركات والتكتلات والخطابات المشتركة وأوجه التعاون بينهم بشكل ملحوظ في هذا الاتجاه.

نور ألتايلي وعلاقاته وكيان "غولن" البديل

ننشر منذ بضعة أيام أجزاء من لائحة الاتهام الصادرة بحق أنور ألتايلي عمل جهاز المخابرات الأمريكية (سي أي ايه). إن علاقة هذا الرجل بتنظيم غولن الإرهابي والرسائل التي كتبها لغولن نفسه والمكالمات الهاتفية التي جمعته به والتقارير التي أعدها تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تنظيما فرعيا لغولن، بخلاف كيانه الأساسي، تم استغلاله وتحريضه للتحرك هذه الأيام.

إن محاولاتهم لحصار تركيا والضغط عليها وإيقاف تقدمها مستمرة من خلال التحالفات والكيانات السياسية الجديدة في الداخل التركي والزعماء الصوريين في الخارج أمثال محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.

"غولن" و"بي كا كا" وأمريكا وإسرائيل ووليا العهد و"من بالداخل"

كانوا جميعا على الجبهة ذاتها

إن الذين بالداخل، أقصد في تركيا، يعارضون كل شيء يصب في مصلحة تركيا. ولهذا السبب تحديدا! فإنهم يعارضون كل شيء عارضه غولن وبي كا كا والولايات المتحدة وإسرائيل ووليا عهد السعودية الإمارات في كل المجالات والمناطق التي وقفوا فيها في المنطقة ضد تركيا.

لم يقفوا في صف تركيا في أي موقف بدءا من التدخلات العسكرية التي خاضتها في شمال سوريا إلى الكفاح الذي تخوضه في ليبيا والبحر المتوسط. وليس لدينا أدنى شك في أنهم لن يقفوا في صفها أبدا..

ويكفي هذا المعيار فقط ليكشف النقاب عن حقيقتهم.

لا ريب في أن من يقولون "وهل جميعهم ينتسبون إلى تنظيم غولن الإرهابي؟" محقون، ذلك أن غولن لا يقتصر على هذا التنظيم وحسب، فما هو إلا أحد الذين يتلقون "التعليمات" ومن تسند لهم المهام لتنفيذها داخل تركيا.

مكيدة "بايكال"، خروج "الشعب الجمهوري" من محور الوطن، انقسام "الحركة القومية"، المعارضة المحافظة.. الأمر خطير

يبدو الأمر في الظاهر أنه تنظيم فرعي يتلقى التعليمات من كيان أكبر، لكن سياق الصراع ليس قاصرا على هذا وحسب. فهناك تصفية حسابات أكبر بكثير، وهو ما يعتبر ليس مسألة سياسية داخلية أو صراعا على السلطة قاصرا على سياسة تركيا الداخلية.

إن معظمهم قد انضموا إلى هذا المخطط الواسع الذي يشمل العديد من الأحداث بدءا من مكيدة دنيز بايكال إلى انجراف حزب الشعب الجمهوري إلى الجبهة التي تقف عليها منظمة بي كا كا الإرهابية، ومن انقسام حزب الحركة القومية إلى مخططات تقسيم حزب العدالة والتنمية، ومن سجن حزب السعادة وراء قضبان ذلك المحور إلى تفرق الأوساط التي شكلت "المعارضة المحافظة"، ومن الكيانات البديلة لتنظيم غولن الإرهابي إلى من يحاولون إجبار تركيا على الانسحاب من كل بقاع المنطقة.

كل من علق آماله على 15 تموز صار عدوا لأردوغان

في أي صورة يقف كل واحد منهم؟

إن كل الذين علقوا آمالهم على أحداث 15 تموز ابتعدوا عن أردوغان، بل إنهم لم يكتفوا بذلك وصاروا أعداء له. بل والأدهى من ذلك أن كل من علق آماله على 15 تموز واتخذ مواقع سرية لتحقيق هذه الآمال يقف اليوم، بطريقة ما، على الجبهة المعادية لتركيا.

إنهم يقفون على الجبهة المعادية في كل المجالات من الاقتصاد إلى السياسة الخارجية ومن السياسات الإقليمية التي تنتهجها تركيا إلى العمليات العسكرية. وعندما ننظر بدقة نرى بوضوح في أي صورة يقف كل واحد منهم.

إن محاولة انقلاب 15 تموز هي محاولة لتدمير تركيا، بالضبط كما كانت عملية تدمير الدولة العثمانية. ولو كانت هذه المحاولة قد نجحت لكانوا أخرجوا تركيا تماما من المعادلة السياسية لمستقبل المنطقة. وعندما فشلت هذه المحاولة جربوا طريقة أخرى مختلفة، فبدأوا يستغلون "المخاوف المحقة" في الداخل غطاء لمحاولتهم الجديدة التي من خلالها مهدوا لبيئة نفسية جديدة. وإن كل هذه الجهود إنما هي جزء من مخطط 15 تموز.

لقد نفذوا ليلة 15 تموز السيناريو ذاته الذي من خلاله دمروا الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، فكانت تركيا ستتعرض للدمار للمرة الثانية، وما حدث كان هجوما دوليا وليس محاولة انقلابية.

تحريض كل أبواق الوصاية

جميعهم ينتمون للوسط ذاته

لقد تدخل بشكل مباشر من أدركوا أن تركيا بدأت ترسم طريقها بينما نقترب من الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية. ولقد كان لهم بالداخل شركاء آخرون وليس غولن وحسب، وها هم اليوم هؤلاء "الشركاء" بدأوا يعلنون عن أنفسهم. لقد جرى تحريض كل أبواق الوصاية، فهذا ما يحدث اليوم.

إن ما حدث ليلة 15 تموز مرتبط بأحداث غيزي بارك وسير أحداث مكافحة بي كا كا والخريطة التي حاولوا رسمها في شمال سوريا والتحزب في البحر المتوسط وانعكاساته على الداخل التركي والمعارك التي تخوضها ليبيا ووليا عهد السعودية والإمارات ضد تركيا، بل إن كل هذه الأحداث حزمة واحدة.

تحريض الشركاء والعناصر الاحتياطية بخلاف "غولن"

لقد ردت تركيا وسترد على كل هؤلاء بفضل الكفاح الذي تخوضه منذ مئات السنين، أي منذ أيام الدولة السلجوقية. ولقد أعلنوا أردوغان "عدوا" لهم لأنه يمثل رمز هذا الكفاح ولأنه فتح الباب أمام هذا الطريق.

علينا أن ننتبه بمناسبة صدور حكم في دعوى التنصت على الشخصيات المهمة وعصابة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، ذلك أنهم لم يتخلوا عن حلمهم بتحقيق الهدف الذي سعوا لتحقيقه ليلة 15 تموز، فهم يتبعون طريقة مختلفة هذه المرة.

إنهم يحرضون الآن العناصر الاحتياطية وشركاءهم بخلاف تنظيم غولن الإرهابي لينفذوا تعليماتهم.

#إبراهيم قراغول
4 yıl önce
دعوى تنصت على شخصية مهمة: عصابة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية. 15 تموز كان مخطط تدميري. بالضبط كما كان مخطط تدمير الدولة العثمانية قبل قرن. "غولن" و"بي كا كا" وأمريكا وإسرائيل ووليا العهد و"من بالداخل" يقفون جميعا على الجبهة ذاتها. لم ولن يتوقفوا. الآن يحضرون شركائهم الآخرين بعد استغلال "غولن"
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن