|
فيروس كورونا: ما هي السيناريوهات المتفائلة؟ وما هي السيناريوهات المتشائمة؟ إيقاف الوباء مبكرا. قفزة في المعلومات والتكنولوجيا وثورة ذهنية. قادرون على ذلك. أو انهيار النظام الصحي وحدوث انفجارات اجتماعية. انهيار الدول وإعلان حالة طوارئ عالمية. فما الذي تغير من الآن؟

إن فيروس كوفيد-19 (كورونا) ليس وباء محليا أو إقليميا، بل وباء عالمي. وربما تكون البشرية أمام أصعب اختبار في تاريخها، لتكتشف جوانب ضعفها من جديد.

إن تعريف القوة يتغير، ففي الوقت الذي تتعرض فيه حدود المعرفة للضغط، يهدد كائن بسيط للغاية الإنسانية كلها. ولهذا فإن نمط الحياة الذي لطالما عهدناه يتغير بشكل جذري.

لا يلقي الوباء بالا لأي اختلاف بين الدول والأقاليم والمجموعات العرقية والأديان والأوساط الثقافية والأغنياء والفقراء ومختلف الطبقات الاجتماعية.

تهديد شامل يشهده العالم كله للمرة الأولى

ربما يشهد العالم تهديدا دوليا لهذه الدرجة للمرة الأولى في التاريخ الحديث، وهو تهديد قادر على الوصول إلى أبعد نقطة في العالم. فالحروب الإقليمية والعالمية والكوارث الطبيعية وكل ما شهدناه إلى يومنا هذا كان قاصرا على حدود الدول والأقاليم وكان دائما ما يبقى خارج جزء من العالم.

لكن هذا قد تغير هذه المرة، فالبشرية كلها واقعة تحت تهديد/هجوم شامل، ولهذا فهي تخوض حملة دفاع شاملة.

إن أخطر شيء في هذا الأمر هو الغموض. فلقد بدأنا محاربة "التهديد المشترك" بالإمكانات التي بين أيدينا إلى أن نتمكن من إنتاج لقاح لعلاج هذا المرض. فما الذي يمكن أن يحدث في المرحلة التالية؟

السيناريو المتفائل: إيقاف الوباء مبكرا

1- الوصول إلى لقاح كورونا بشكل مبكر عما هو متوقع.

2- إنتاج العلاج بشكل مبكر مقارنة بالأوبئة الأخرى.

3- الوصول إلى حل بشكل مبشر مقارنة بأمراض مثل إيبولا والإيدز وسارس وإنفلونزا الخنازير.

4- إطلاق حملة تضامن بين الدول للوصول إلى لقاح. لأننا مجبرون على ذلك. فيشهد العالم حملة مشتركة، وهو ما حدث بالفعل.

5- إيقاف المرض قبل الوصول إلى الكارثة التي يخشاها الجميع وقبل أن يداهمنا الخوف ويزول عنا الأمل.

6- سيتعلم الأفراد والشعوب والدول والحكومات عقب التغلب على هذا الوباء ما هي التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها الجنس البشري.

7- انتشار وعي يدعو لمحاربة التهديدات المشتركة بدلا من محاربة بني البشر بعضهم البعض. وهو المجال الذي سيشهد ثورة فكرية.

8- ربما تزول الأولوية عن مسائل مثل الاحتلالات والحروب والصراعات الداخلية والتقاتل على السلطة والحروب التجارية وسلب الموارد والأسواق.

انهيار الرأسمالية وتراجع جنون الإنتاج والاستهلاك وتدعيم القيم الدينية

9- تنهار الرأسمالية وتقوى النظرة العالمية القائمة على مزيد من التضامن والعدل والتشارك.

10- إضفاء صبغة عقلانية على جنون الإنتاج والاستهلاك، ليصبح مصطلح "الاحتياج" أكثر وضوحا.

11- التأكد من أن أطماع الشركات متعددة الجنسيات بدأت تهدد الجنس البشري، وهو ما سيتمخض عنه اتخاذ تدابير مقيدة.

12- تغير مفهوم المدينة والإسكان.

13- تطور الوعي البيئي بشكل كبير.

14- اكتساب المعتقدات والقيم المعنوية قوة.

15- تقوية الدول لأنظمتها الصحية خلال هذه الحرب ضد الفيروس وبعدها.

16- تغيير الدول والأفراد نمط حياتها بشكل إيجابي. تشكل شبكة علاقات اجتماعية جديدة.

17- انتشار نموذج حياة أكثر صحة ونظافة وعناية.

قفزة في المعلومات والتكنولوجيا وثورة ذهنية

18- تأسيس خطوط تضامن مشتركة بين الدول عقب انحسار الوباء. تشكيل منصات فوق وطنية جديدة. ترسيخ دعائم معاهدات وقواعد وهيئات دولية جديدة تضع حدودا للدول والأمم.

19- سيشهد العالم طفرة استثنائية في مجال المعرفة والتكنولوجيا عقب تراجع الوباء. وربما نعيش أكبر طفرة معرفية وأقوى تحول ذهني في تاريخ البشرية.

20- سنشعر برغبة ملحة في إعطاء الأولوية لكل ما هو "إنساني" في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونمط حياتنا والإنتاج والاستهلاك وإدراكنا لمسألة "الاحتياج". وربما نقدم على خطوات أكبر في هذا المجال.

أكثر السيناريوهات تشاؤما: لو انهار النظام الصحي ستنهار الدول

أنا متأكد من أن خبرة البشرية المشتركة وعزمها ورغبتها في الحياة ومهاراتها وقدرتها المعرفة ستتغلب على وباء كورونا بأقل الخسائر. لكن توقع أسوأ السيناريوهات والاستعداد لمواجهته لن يخسرنا شيئا.

1- إذا انتشر الفيروس بسرعة كبيرة وخرج عن السيطرة، فربما ينهار النظام الصحي للدول.

ذلك أن العديد من دول أفريقيا لديها أنظمة صحية ضعيفة للغاية. كما أن النظام الصحي في كثير من الدول ضعيف جدا. بل إن حتى الدول القوية ربما لا تستطيع التحمل إذا ما خرج الفيروس عن السيطرة.

2- يعتبر النظام الصحي هو أهم القطاعات الاستراتيجية القادرة على مساعدة الدول للصمود في مواجهة هذا الوباء. فلو انهار هذا النظام سينهار كل شيء، وحينها سيصبح الجميع عاجزا عن مواجهة الوباء، فتبدأ جميع المؤسسات بالانهيار تباعا.

وقوع انفجارات وثورات اجتماعية وانهيار الأنظمة المدنية

3- ربما تنهار الأنظمة المدنية، وهو ما سيؤدي إلى مشاكل أمنية، فتضطر دول عدة للانتقال إلى أنظمة الطوارئ.

4- تنهار نفسية الجماهير بسبب فرض حظر تجوال طويل واتباع أساليب الحجر الصحي وإدراك الجميع أن الوباء غير قابل للسيطرة، وهو ما يقلل القدرة على المقاومة والصمود، ما يفضي في نهاية الأمر إلى انفجارات وتمردات وفوضى اجتماعية.

5- تتعرض الدول والعالم كله للركود بسبب ركود الاقتصاد وانهيار النظام المالي وتباطؤ آليات الإنتاج أو توقفها تماما.

حروب جديدة وأيدولوجيات وتنظيمات خطيرة

6- الحروب هي حروب مصالح اقتصادية للسيطرة على الموارد. فكما أن الثراء يفضي إلى وقوع الحروب، فإن الفقر كذلك يؤدي إلى اندلاعها.

7- يمكن أن تخوض الدول الصراعات والحروب والاحتلالات بطريقة لا يمكننا حتى توقعها اليوم من أجل موارد الأرض.

8- ربما نشهد ظهور أيدولوجيات ومعتقدات وتنظيمات أكثر خطورة.

9- انهيار الأنظمة المدنية في أوروبا المركزية (وهذا هو التهديد الأكبر) سيؤثر في العالم كله. كما أن التوتر السياسي والاجتماعي في أوروبا وأمريكا سينتشر في كل دول العالم.

حالة طوارئ عالمية: هل هي "نهاية العالم" بالنسبة للغرب؟

10- سينهار النظام العالمي الذي لطالما عهدناه، لتؤدي موجات الفوضى إلى انتشار هزات شديدة حول العالم، وهو ما لربما يدفعنا للسير نحو "حالة طوارئ عالمية".

11- ستنهار بعض الدول، لتظهر على الساحة قوى جديدة. كما ستكسب بعض الدول قوة كبرى، وستتغير القوى التي تتحكم في النظام والسلطة العالمية. هذا فضلا عن إمكانية تغير خريطة القوى العالمية والخرائط الفيزيائية.

12- ربما ينهار تنظيم الدول المركزية، وحينها تنهار الحكومات والدول والشعوب.

13- يحدث أكبر انهيار في تاريخ الإنسانية، فيتغير محور العالم، وهو ما يعتبر "نهاية التاريخ" بالنسبة للغرب على وجه الخصوص.

لن يحدث هذا لكن نظام العالم سيتغير

ستتحول بعض الدول إلى "دول العالم الثالث"..

1- لكن هذه الأمور لن تحدث، لأننا سنكافح بكل ما أوتينا من قوة من أجل ذلك، وسنستغل كل معرفتنا ومهاراتنا وعزيمتنا. ولأن البشر جميعا سيخوض حملة مشتركة، وهو ما بدأ بالفعل، للتصدي لهذه الكارثة.

2- لكن يمكن القول من الآن إننا سنشهد تغيرا في الأنظمة السياسية والاجتماعية والهويات السياسية والتنظيمات والخطابات والحساسيات الاجتماعية وأنماط الحياة.

3- كما يمكن القول إن بعض الدول والحكومات والقوى المستترة بغطاء الثراء والقوى التي "تدير العالم" ستفقد قوتها عقب تراجع هذا الوباء لتتحول إلى "دول من العالم الثالث".

أوروبا، وليست أفريقيا، هي أضعف مكان في العالم!

4- لا شك أن فيروس كورونا سيغير الأنظمة السياسية والأيدولوجيات والهويات والنظريات المستقبلية والصراعات الاقتصادية والتفرقة بين الثراء والفقر وخرائط القوة وتحديات، أو أن الوضع الذي أفضى إليه الوباء سيمنح الفرصة لتغير هؤلاء.

5- لقد أصبحنا على يقين من أن كبرياء الغرب ينهار، كما ينهار نظامه الاقتصادي وتفوقه من ناحية القوة، فهذا ما يحكيه لنا ما نراه في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

6- كما رأينا أن أضعف نقطة في العالم ليست أفريقيا أو أي مكان آخر، بل الغرب نفسه! وهو ما قضى على كل المسلمات التي داخل أذهاننا.

السلطة المركزية والزعامة القوية

تركيا تتمتع بمميزات كبرى

7- يبدو أن ثمة خسائر كبرى بانتظار الدول التي تعاني ضعفا في السلطة المركزية وتفتقد الزعامة القوية وتفشل في تحقيق التضامن الاجتماعي والتنسيق الجيد بين أجهزتها. وتعتبر تركيا من بين الدول القليلة المتفوقة في هذه المجالات.

8- ينبغي لنا في تركيا المحافظة على صمود نظامنا الصحي وسلطتنا المركزية. فلو نجحنا في المحافظة على هذين الأمرين، فسننجح في الظهور كدولة أقوى بكثير عقب تراجع الوباء. كما أنه عندما تتغير موازين القوة والثراء ستكون تركيا إحدى الدول التي ستنال نصيب الأسد.

9- سنتغلب على هذا الوباء؛ إذ لو تصرف الأفراد بشكل مسؤول كما تفعل الحكومة ومؤسساتها، وهو ما يفعلونه بالفعل، سنتغلب على هذا التهديد.

#إبراهيم قراغول
4 yıl önce
فيروس كورونا: ما هي السيناريوهات المتفائلة؟ وما هي السيناريوهات المتشائمة؟ إيقاف الوباء مبكرا. قفزة في المعلومات والتكنولوجيا وثورة ذهنية. قادرون على ذلك. أو انهيار النظام الصحي وحدوث انفجارات اجتماعية. انهيار الدول وإعلان حالة طوارئ عالمية. فما الذي تغير من الآن؟
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان