|
هناك من يلهث خلف الأجواء الضباببة! ومن يبحث عن عهد الاغتيالات! هل تكون الاغتيالات الطريقة الجديدة لمهاجمة تركيا. هل يروجون لمخطط جديد من خلال إمام أوغلو؟ لم يهدد بالاغتيال بل هددت تركيا.

لقد طرحوا على الطاولة كل الخيارات، فتراهم يصورون أخطر السيناريوهات وكأنها أمور عادية، كما يصورون أكثر السيناريوهات الخيالية وكأنه واقعي، فهم يريدون تكرار ما لطالما جربوه وتنفيذ ما عجزوا عن تنفيذه.

إنهم ينفذون عملية ذهنية ويحاولون إدارة الرأي العام وتوجيه الجماهير. فلديهم مخطط موضوع بحرفية يحاولون تنفيذه، ويعلمون جيدا أننا نعيش عصرا لم يعد فيه أحد قادر على التفريق بين الحقيقة والكذب. لذا يحاولون استغلال هذا الوضع الذي يحدد تحركاتهم.

هل أسسوا في تركيا أيضا "مكتب تأثيرات استراتيجية"؟

إنهم ينفذون عملية نفسية لخداع الجماهير بشكل أخطر من الاتفاق السياسي الموجود داخل تركيا. ويحاولون كذلك إصابة الناس في تركيا بالكآبة ليرسخوا داخل أذهانهم أن كل شيء يحدث في تركيا سيئ دون أن ينظروا لما يحدث حولنا في العالم.

إنهم يعملون وكأنهم مكتب تأثيرات استراتيجية أسسته الولايات المتحدة لاحتلال العراق ووكلته بمهمة وحيدة ألا وهي إنتاج الأخبار الكاذبة وكذلك تصوير جرائم قتل مئات الآلاف من البشر وكأنها شيء عادي. ويبدو أنهم أسسوا داخل تركيا مراكز وتنظيمات مماثلة قادمة إلينا من الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية، وهي المراكز والتنظيمات التي تعمل بشكل ممنهج بشكل استثنائي.

من شنوا هجوم 15 تموز سيجربون كل طريق لإسقاط تركيا

فكروا معي فقط في ذلك، إن الذين تدخلوا صراحة ليلة 15 تموز في تركيا لإسقاطها سيجربون كل طريق للوصول إلى هذا الهدف، فيمكننا أن نتخيل أنهم سيقدمون على فعل ما بوسعهم لإيقاف تركيا التي كشفت النقاب عن صعودا قويا واستثنائيا عقب 15 تموز في كل من سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط وقره باغ. كما أن الذين أقاموا الجبهات المعادية لتركيا في شمال سوريا وشرق المتوسط وبحر إيجة وجمعوا التنظيمات الإرهابية تحت سقف واحد مع الأحزاب السياسية داخل تركيا سيفعلون كل ما بوسعهم في حربهم ضد تركيا!

من عجزوا عن إيقاف تركيا في شرق المتوسط يحاولون إيقافها من الداخل

في الوقت الذي تواجه فيه تركيا العالم فإنها من ناحية أخرى تبدد طاقة كبيرة للغاية لمكافحة هذه المراكز في الداخل. ولعل أبرز استراتيجياتهم هي إعادة تركيا لتركز على الداخل وتستهلك في صراعها مع القوى الداخلية.ولقد جربت الولايات المتحدة وأوروبا هذا على مدار سنين طوال ويحاولون تجربته الآن من جديد.

الذين فشلوا في إيقاف تركيا في البحر المتوسط يحاولون إيقافها في الداخل، ويبدو أنهم استعانوا بكل هذه الكيانات التي أقاموها لهذا الغرض. ومن الخطير للغاية أن نرى مؤخرا تلك التصريحات الموجهة الصادرة عن حزر الشعب الجمهوري والشكاوى المرسلة للولايات المتحدة وأوروبا ودعوات "التدخل في تركيا".

تأسيس جبهة احتلال داخلي

الدور المسند للتنظيمات الإرهابية أسند إلى الأحزاب السياسية

ومن الخطير كذلك استهدافهم للجيش التركي الذي يتنقل بين الجبهات لخوض الكفاح العظيم ومحاولاتهم لتعطيل بؤر المقاومة داخل تركيا، ومن الأخطر أنهم يفعلون ذلك من خلال الأحزاب السياسية. وما يشعرنا بالقلق أن الدور المسند للتنظيمات الإرهابية أصبح مسندا إلى الأحزاب السياسية.

إنهم يحاولون الآن في الداخل هزيمة تركيا التي عجزوا عن هزيمتها في الخارج. لذا نقول "إنهم أسسوا جبهة احتلال داخلي" ونقول "إن حزب الشعب الجمهوري مشكلة أمن قومي بالنسبة لتركيا" ونسعى الحديث عن أن زعماء التنظيمات الإرهابية بدأوا التحكم بالأحزاب السياسية وأن القضاء على هذا يعتبر مسألة حيوية بالنسبة لمستقبل تركيا.

الآن انتقلوا للمرحلة الجديدة

الاغتيالات.. الأجواء الضبابية..

هل سيبدأون تنفيذ الجرائم مجهولة المنفذ؟!

يبدو أن هذا المخطط الممنهج انتقل لمرحلة جديدة، ألا وهي مرحلة الاغتيالات والأجواء الضبابية. إياكم أن تقولوا إن هذا مستحيل، لأنهم يمكن أن يفعلوا ذلك، فلن يتراجعوا وسيجربون كل ما لم يجربوه من قبل.

هل سيبدأون عهد تنفيذ الجرائم مجهولة بعد كسر شوكة الإرهاب؟ هل سيعيدون استحضار تلك الأجواء الضبابية؟ هل سيكسرون بهذه الطريقة شوكة مقاومة تركيا؟ هل سيجربون هذه الطريقة كذلك الآن للانتقام من الرئيس أردوغان؟

المخطط الكبير: لم يهدد إمام أوغلو بالاغتيال بل هددت تركيا

لقد استعانوا بمحاولة تحويل الأجواء الضبابية إلى قضية رأي عام في البداية من خلال شخصية إمام أوغلو؛ إذ حولوا "التدابير الأمنية" المحتملة لجميع الشخصيات العامة أمام الرأي العام إلى حملة ترويج سياسي من خلال شخصية رئيس بلدية إسطنبول. وأعتقد أن هذا الأمر إنما هو جزء من مخطط كبير.

وعندما ننظر للنماذج الترويجية السابقة لهذه الجهات يظهر أمامنا شيء آخر. فالتهديد الأساسي هنا هو محاولة إثارة الرأي العام من خلال بلاغ محاولة الاغتيال أكثر من البلاغ ذاته. فهم يقدمون على تنفيذ محاولة اغتيال تستهدف تركيا كلها وليس إمام أوغلو.

هل تكون الاغتيالات طريقة جديدة للهجوم؟

هل سيجرب الذين عجزوا عن تحقيق أي شيء من خلال الإرهاب طريق جديدة من خلال التنظيمات الإرهابية أو أذنابها أو محاولات الاغتيال؟ وهل تولى حزب الشعب الجمهوري وإمام أوغلو دورا في هذا المخطط كما في تنفيذه؟

لا شك أن ثمة علاقة بين هذا المخطط والكفاح الذي تخوضه تركيا على كل هذه الجبهات. ذلك أن ذلك يعتبر شكلا جديدة من أشكال مهاجمة تركيا. فهناك علاقة وثيقة بين جبهة شمال سوريا وجبهة شرق المتوسط والخطاب الذي يروجون له من خلال إمام أوغلو.

ولعلنا نقول بأريحية تامة إنهم خططوا لهذا المخطط والتهديد بشكل مبشر في تلك المقرات الخارجية و"مكاتب التأثيرات". أما ما لا نعلمه فهو كيف سينفذون هذا الأمر وما إذا كانوا سينجحون في ذلك.

ليست معارضة بل جبهة تدخل

محور تركيا سينجح في ذلك أيضا

لكن هناك حقيقة مفادها أنهم سيفشلون مجددا بغض النظر عمن استعانوا به لتنفيذ مخططهم، فإن مخطط إيقاف تركيا ستفشل لا محالة. ومهما كان السيناريو الدولي الذي انضم له حزب الشعب الجمهوري وإمام أوغلو فإن مقاومة تركيا أقوى مما يظنون، ولن يستطيعوا بعد اليوم نقل هذه الأحزاب الضبابية إلى داخل تركيا.

إن تركيا تخوض في الخارج والداخل كفاح الاستقلال الأخير والكبير في القرن الحادي والعشرين. ولو نظرنا للأمر من خلال مصطلح جبهة التدخل لا المعارضة فإن هذا الكفاح سيكتسب المزيد من القوة، لينجح محور تركيا في تخطي كل هذه الصعاب.

#إبراهيم قراغول
3 yıl önce
هناك من يلهث خلف الأجواء الضباببة! ومن يبحث عن عهد الاغتيالات! هل تكون الاغتيالات الطريقة الجديدة لمهاجمة تركيا. هل يروجون لمخطط جديد من خلال إمام أوغلو؟ لم يهدد بالاغتيال بل هددت تركيا.
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان