|
محور تركيا يتعرض للهجوم.. ستخسرون!

إنهم يبحثون عن طرق خارج طريق الديمقراطية، فيقيمون التحالفات وينشئون الجبهات ويتولون طواعية أو بتعليمات أدوارًا في مخططات وسيناريوهات من شأنها تدمير تركيا.

كما أنهم يقدمون على أفعال ستضرم النار ببلادنا وديارنا بسبب عماهم السياسي وأطماعهم الشخصية ورغبتهم في الانتقام، ويقدمون كذلك على خطوات ستحول تركيا إلى سوريا لتضعفها وتقزيمها.

إنهم يطلبون العون من الشارع والعنف والإرهاب والصراع الداخلي ولغة الكراهية والانقسام المجتمعي، ويتلاعبون بأعصاب شعبنا ويهاجمون مقدساته، كما أنهم عاجزون عن أن يدركوا أنهم لن يستطيعوا هم حتى أنفسهم تقبل ما سيحدث من تطورات.

غريب ومدمر

لقد تخلوا عن الآليات والأساليب السياسية والطرق والقنوات الشرعية، فحادوا عن جادة الحق وسجنوا خلف قضبان سيناريوهات الآخرين. وكذلك فقد ابتعدوا عن كل شيء يحمل الخير لتركيا.

إنهم يقدمون على خطوات من شأنها أن تقدم بلادنا وشعبنا وتاريخنا ومستقبلنا فريسة لسلطة الدول الاستعمارية القديمة صاحبة الوصاية والشركات الدولية، فينضمون إلى الكيانات والتحالفات التي تستهدف بلادنا.

إن لغتهم السياسية والطريق الذي يسيرون فيه والهدف الذي يرغبون في الوصول إليه ليس طريق تركيا، وما يسعون إليه لا يمت لنا ولا لهويتنا بصلة، بل إنه شيء غريب ومدمر.

نسوا أفكارهم المحافظة والوطنية والقومية

لقد نسوا أفكارهم المحافظة والوطنية والقومية ونحّوا جانبًا كلّ شيء تنطوي عليه هذه الأفكار والهويات. كما نسوا كل الوعود التي قطعوها على أنفسهم إلى يومنا هذا، ونسوا الكفاح الذي خاضوه والثمن الذي دفعوه. نسوا ماضيهم بعدما أسندت إليهم تعليمات تجعلهم يسيرون في طريق يجعلهم يضعون مستقبلهم قيد رهن آخرين.

إنهم يهاجمون كل شيء يمنح الدولة القوة ويحافظ على وحدة الشعب ويفتح الطريق أمام تركيا ويرفعها في خضم هذه العاصفة العالمية الجديدة، كما يتمادون في التقليل من شأنه وقيمته بهدف تقويضه.

يعرقلون نهوضنا بعد مائة عام من الغفلة

إنهم يعرقلون نهوض شعب الأناضول بعد مائة عام قضاها في الغفلة، ويوجهون ضرباتهم من الداخل في الوقت الذي من المفترض فيه أن يمنحوا هذا الشعب القوة ويفتحون فيه صفحة جديدة في تاريخنا في المنطقة الذي يمتد لألف عام ليعيشوا معنا جميعًا حالة الحماس والفرح التي نعيشها.

وفي الوقت الذي من المفترض أن ينشروا فيه هذه المعجزة الكبرى في كل مكان من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى ومن أواسط أفريقيا إلى جنوب آسيا لنجمع سويا كل شيء قد تفرق ونهب بعد انهيار إمبراطورية عظيمة ونسير في كل مكان مرفوعي الرأس، فإنهم يعلِمون تركيا حدودها نيابة عن القوى الاستعمارية القديمة التي أخذت بالانهيار.

ينتظرون إشارة من بايدن والعون من البنتاغون والدعم من أباطرة الإرهاب

إنهم يدعون الولايات المتحدة لتقدم لهم يد العون، فينتظرون إشارة من إدارة بايدن وتعليمات من البيت الأبيض. كما يطلبون العون من البنتاغون وأباطرة الإرهاب الذي يعملون لصالحه في سوريا والعراق. فيعاملون من يناصرهم وكأنهم صديقهم، بينما يعاملون من تصادقه تركيا بكراهية وعدوانية.

إنهم يقيمون التحالفات السياسية مع القوى المسلحة التي يحركها من يخوضوه حربًا غير مباشرة ضدّ تركيا منذ خمسة عقود من خلال بي كا كا وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى، ويتعاملون معاملة عدائية مع كل شيء وشخصية وحركة وكفاح ينتمي لتركيا.

كم ألف شهيد قدمتهم تركيا بسبب التنظيمات الإرهابية التي تسلحها أمريكا؟ فالتفكير في هذا الأمر وحسب كاف للغاية ليحدد المرء هوية أيّ إنسان أو حزب سياسي. فلو أن كل همكم هو وطنكم تركيا فهذا المعيار يكفيكم لإصدار الأحكام.

ارتدوا عباءة فرنسا في شرق المتوسط وعباءة اليونان في بحر إيجة

إنهم يدعون دول أوروبا لتقديم يد المساعدة لهم، ويتخذون كل مؤسسات الاتحاد الأوروبي وكياناتها الهامشية شركاء لهم. كما يتقلون التعليمات من خلال سفارات الدول الأوروبية في تركيا ويحاولون الوصول إلى السلطة بدعم العواصم الأوروبية، بالضبط كما كان يحدث في السنوات الأخيرة من عمر الدولة العثمانية.

وعندما ندخل في مواجهة مع فرنسا في البحر المتوسط يرتدون العباءة الفرنسية، ويحاكمون تركيا بعين فرنسا بعدما انفتحت على القارة الأفريقية. أما في قره باغ فيرتدون العباءة الأرمنية والأوروبية، وفي بحر إيجة يرتدون عباءة اليونان والاتحاد الأوروبي.

كما أنهم يرتدون في سوريا عباءة بي كا كا علانية، أما في الخفاء فيرتدون عباءة داعش ومن خلفها، ويتعاونون مع كل أعداء تركيا في كل المناطق التي تخوض فيها كفاحها وتنفذ فيها مبادراتها وتقيم فيها علاقاتها القوية.

سلطة من بالداخل واحتلال من بالخارج

من وضع هذا المخطط؟

كيف يمكن لهذه الدرجة أن يكون هناك توافقا بين حسابات من يبحثون عن السلطة داخل تركيا ومخططات من يسعون لوضعها قيد الرهن بالخارج؟ من وضع هذا المخطط؟ من أقام هذه الجبهة؟ ولماذا تتخذ المعارضة في تركيا من التنظيمات الإرهابية وساداتها شركاء وليس الشعب التركي ودولته ومستقبلنا المشترك؟ إن هذا هو الخطر والتهديد الذي نواجه، وهو ما لم يعد مسألة سياسة داخلية.

إننا لن نعيش أبدا بعد اليوم حالة التفكك التي عشناها مطلع القرن الماضي. فما نخوضه كفاح كبير يعبر عن استعدادنا لاستقبال مستقبل باهر مخلوط بتاريخنا العريق الذي يرجع لمئات السنين.

يكتبون سيناريوهات تمرد ستحرق ديارنا وشوارعنا

لقد جربوا هذا الأمر 10 مرات خلال آخر 10 سنوات، لكننا منعناهم وسنمنعهم من أن ينجحوا. بل لن نكتفي بمنعهم، ولكن سنتقدم نحو الأمام بخطوات أقوى للغاية، وسننتصر في هذه المعركة التي تدار من الداخل بتعليمات قادمة من الخارج.

ولقد رأينا اليوم أن الذين يطلبون منهم الدعم محرومون من القوة التي تمكنهم من تركيع تركيا، كما رأينا أنهم يعانون داخليا بسبب الصراعات على السلطة التي أفقدتهم قوتهم بينما فتحت أمام تركيا مسارات قوية وواسعة للغاية، ورأينا أيضا كيف سيتحركون خلال المرحلة المقبلة.

لقد رأينا مخططات التمرد التي أرادوا أن تشعل النار بديارنا وشوارعنا بعدما أرادوا نشرها من داخل جامعة بوغازيجي إلى سائر الجامعات ومن إسطنبول إلى سائر المدن الأخرى.

نخوض نوبة حراسة منذ معركة ملازكرد

لم يتبق على عام 2023 سوى القليل...

سنتولى نوبات حراسة للوطن في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية كافة حتى عام 2023. وهذه النوبات لن تكون من نصيب رجال الشرطة والجيش، بل من نصيب كل من ينتمي لهذا الوطن. فنحن نتولى هذه النوبات منذ معركة ملازكرد قبل ألف عام في كل شبر من أرض الأناضول والمنطقة بأكملها.

إننا نقدم الشهداء على هذه الأرض على الدوام منذ مئات السنين، ولن يستطيعوا تضليل عقولنا ومقاومتنا بتأثير من أمريكا أو أوروبا أو أي قوة أخرى أو أي تنظيم مسلح أو أحصنة طروادة التابعة لهم أو حتى منظمات المجتمع المدني والكيانات الهامشية التي يمولونها.

إنها معركة تخسرونها منذ بدايتها

ولا تقدرون على تركيعنا

إنهم يخوضون معركة يخسرونها منذ بدايتها. فهذه المعركة أكسبتهم الإرهاب والدول صاحبة الوصاية، لكنها جعلتهم يخسرون تركيا وشعبها وهويتنا المشتركة، والأهم من ذلك جعلتهم يخسرون محور تركيا الذي يمثل العقلية والعقيدة التي تتصدى لحملات الاستيلاء الصليبية، كما أنه يمثل الفكرة التي لمت شملنا ووضعت أسس الصعود الكبير عقب الكوارث والحملات الاستعمارية التي دمرت المنطقة كلها.

ولا يستطيع من عجزوا عن رؤية هذه العظمة بل ورفضوها وصاروا أغراب عن تركيا أن يلقنونا أي درس. كما وأنهم لا يقدرون على محاسبتنا والسيطرة علينا وتهديدنا. وكذلك فإنهم لا يستطيعون لا هم ولا سادتهم ومن يقفون وراءهم أن يجبرونا على أن نطأطئ رؤوسنا.

فدعوكم منهم وتعالوا لنعمل سويا من أجل دعم تركيا وتقويتها وتسريع وتيرة صعودها. فلا تنسوا أننا لم نعد نتحدث هنا عن السياسة الداخلية، بل نتحدث عن تصفية حسابات تخوضها تركيا مع القوى الدولية.

لذلك أوصيكم بالوقوف إلى جانب تركيا.

#تركيا
#أوروبا
#الصليبية
٪d سنوات قبل
محور تركيا يتعرض للهجوم.. ستخسرون!
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات