|
الجيش التركي مستعد لتنفيذ العملية العسكرية ولكن...

لا أدري إذا كنتم تلاحظون!

بدأت آلية الدولة القومية التي ارتأتها الامبريالية العالمية لمنطقتنا، تدوير عجلاتها بالضبط على الجانب الآخر من الحدود الجنوبية لتركيا.

وإنّ هذه الآلية تدير عجلاتها في أماكن أخرى، وليس في تلك المنطقة فحسب، بيد أنّ ما يحدث في تلك المنطقة اتخذ حالة أكثر ظهورًا.

وفي الواقع فإنني لا أتحدث عن شيء جديد، بل عن بعض الأشياء التي ظهرت عناصرها الأخرى حديثًا.

فوفقًا للتقرير الذي عرضه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمام مجلس الأمن، فإننا عندما ننظر البعد التعليمي لـ"انتهاكات الحقوق" في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "بي واي دي"، فإنّ المخطط الذي نتحدث عنه يظهر بوضوح كبير.

ويشير التقرير إلى أنّ انحصار تعلم اللغات على اللغة الكردية فقط؛ إذ يُمنع أبناء الأسر العربية في المدارس من تلقي دروس تعلم اللغة العربية، حتى إنّ المطالبين بتعلمها يُجبرون على الهجرة، وفي نهاية المطاف تقام منطقة متجانسة ترتكز على "القومية الكردية".

يمكننا وصف الشيء الذي نطلق عليه الامبريالية بالضبط على النحو التالي:

عندما تتعلق المشكلة بمنطقتها تكون الدعوات من قبيل " اتحدّوا من أجل حلّ مشاكلكم"، لكن عندما تحدث جملة من المشكلات بين المجتمعات القاطنة هنا، تكون التوصيات هكذا "مادام هناك مشكلة بينكم، تفرقوا، انقسموا، انفصلوا".

ما أريد قوله هو:

إننا على وشك دخول مرحلة جديدة ينفذ فيها كلّ شيء على الأراضي التركية من خلال مفهوم القومية ليظهر أمامنا نتيجته في صورة "مشكلة الأكراد/اللغة الكردية"، فهذه مرحلة تخطيط كلّ شيء وتنفيذه هذه المرة في شمال سوريا على يد منظمة بي كا كا الإرهابية من خلال ترتيب عكسي.

هل اُرسلت آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة لأجل هذا؟

سيكون من الأفضل أن نتناول "تهديد البقاء" الذي يستهدف به وجود بي كا كا تركيا في الشمال السوري وشرق الفرات بالأبعاد التي سردناها أعلاه وليس من خلال المنظور الأمني البحت.

لأنه أصبح واضحًا أنهم لن يكتفوا بكيان الدولة المصغرة في سوريا بل سيستغلون الفترة التي تعيشها فيها تركيا "مشكلة استقرار" ولن يتخلوا بسهولة عن إرادتهم الرامية لنقل المخطط ذاته بيد بي كا كا لتنفيذه على الجانب الآخر من الحدود.

عند ذلك نكون قادرين أن نقول ما يلي:

هذا يعني أن لو كان إرهاب الخنادق الذي اندلع في صيف 2015 قد وصل إلى مأربه ونجحت محاولات نقل "مشروع روج آفا" إلى الأراضي التركية، أو كانت محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليو/تموز قد نجحت كما ذكرنا ذلك كثيرًا، ربما لكانت الأسر التي تطالب اليوم في منطقة شرق وجنوب شرق الأناضول بتعليم أبنائها اللغة التركية قد أجبرت على الهجرة القسرية.

تحديد الأهداف المقصودة من أجل شرق الفرات
والآن لننتقل للحديث عن الاستعدادات لعملية عسكرية محتملة...

تفيد المعلومات التي حصلنا عليها من جهات عسكرية بأنّ الجيش التركي أكمل استعداداته لعملية محتملة في شرق الفرات.

وتتحدث مصادرنا عن "عمليات في نقاط محددة"، أي عمليات تستهدف نقاط تمركز عناصر "ي ب ك" في المناطق القريبة من الحدود التركية. وهناك معلومات تشير إلى أن عدد هذه "النقاط المستهدفة" يصل إلى نحو 150 نقطة.

كما أنّ هناك معلومات تشير إلى أنّ الجيش التركي يتمتع بالقدرة على تنفيذ هذه العملية دون الحاجة لاستخدام المجالين الجوي والبري السوري. فالطائرات المقاتلة قادرة على ضرب الأهداف بشكل ناجح على عمق 30 كم دون دخول المجال الجوي السوري. وأما الوحدات المدفعية فتستطيع إصابة أهدافها من مسافات أبعد بقليل من ذلك.

وفي الواقع فإن تمركز عناصر "ي ب ك" والتهديد الذي يشكله ضد الأراضي التركية يقع في المناطق القريبة من الحدود. ولو أخذنا بعين الاعتبار كذلك التجارب السابقة، فإن ذلك التنظيم لا يمتلك أي فرصة للصمود أمام الجيش التركي كذلك في شرق الفرات.

أنقرة تبحث عن خيار بين ضمان مستقبلها والتهديدات الأمريكية

لا يخفى على أحد ما هو أكبر عائق يقف أمام تحرك تركيا في شرق الفرات. فالولايات المتحدة تحاول منع أنقرة من التحرك من خلال ضغوط تزيد شدتها في بعض الأحيان.

ويعلم جميعنا أنّ هناك الكثير من النقاشات الطويلة والمشاورات بين الأوساط العسكرية والإدارة المدنية في أنقرة حول "الخيار" الذي ستتحرك من خلاله تركيا.

وقد أخبرني قائد متقاعد بالجيش التركي تحدثت إليه قبل أيام بأن هذه المسائل صارت تناقش بكثر في اجتماعات مجلس الأمن القومي، مشيرًا إلى أنه يؤيد فكرة التحرك باستقلالية دون الإذعان للتهديدات الأمريكية.

وبطبيعة الحال فإنّ هذا الخيار ليس خيارًا سهلًا.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص في سوريا جيمس جيفري قد زار أنقرة نهاية الأسبوع الماضي وأجرى بعض اللقاءات بها، وكان لسان حاله وكأنه يقول "إياكم أن تتحركوا رغمًا عن إرادتنا".

لكن ليس هناك شيء اسمه أنّ الأمر سيسير على هذا المنوال لأن جيفري قال هذا الكلام.

ولنقل فقط ما يلي:

إن حساسية الرئيس أردوغان وتصميمه وتزامن هذه الحساسية وهذا التصميم مع المؤسسات المعنية بالدولة يقدم لنا معلومات أكثر مما قاله جيفري حول ما يمكن أن يحدث مستقبلًا.

#محمد آجات
#أردوغان
#تركيا
#أنقرة
#سوريا
#الحدود التركية السورية
#جيمس جيفري
#بي واي دي
#ي ب ك
5 yıl önce
الجيش التركي مستعد لتنفيذ العملية العسكرية ولكن...
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان