|
رموز عملية شرق الفرات

أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه المرة واضعًا "تهديد الوقت"؛ إذ قال "سنبدأ عملية شرق الفرات خلال بضعة أيام". وكان لصدور هذا التصريح خلال قمة الصناعات الدفاعية بمقر رئاسة الجمهورية مغزى كبير. وبما أنه استخدم عبارة "بضعة أيام" للتعبير عن وقت العملية، فيمكن القول إننا نستطيع الانتظار مع عد الساعات حتى موعد العملية.

كنت قد كتبت في مقالي المنشور يوم الإثنين، استنادًا إلى معلومات حصلنا عليها من مصادر عسكرية، ما يلي "لقد اكتملت استعدادات عملية شرق الفرات".

ولنكرر بعض المعلومات بما أنً الأنظار صارت تركز على هذا التطور عقب تصريح أردوغان:

- تشير المعلومات التي حصلنا عليها إلى أن العملية ستنفذ من خلال استهداف نقاط محددة.

- سيستهدف الجيش التركي كامل الخط الحدودي الذي يطلق عليه شرق الفرات ويتخطى طوله 500 كم.

- حدد الجيش التركي نحو 150 نقطة تتمركز بها عناصر بي كا كا / ي ب ك.

- يمتلك الجيش التركي القدرة على ضرب هذه الأهداف بشكل مؤثر برًّا وجوًّا دون دخول المجال الجوي والبري السوري.

- تستطيع الطائرات المقاتلة استهداف النقاط المحددة حتى عمق 30 كم، كما أنّ المدفعية قادرة على بلوغ مسافة 40 كم داخل العمق السوري.

ما رد الفعل الأمريكي المحتمل؟

لقد جاءت التطورات في شمال سوريا وشرق الفرات دائمًا في المرتبة الأولى لدى إدراك أنقرة للتهديدات المحيطة بها، وذلك منذ اللحظة التي بدأت، فيما تشكل كيان بي كا كا / ي ب ك المدعوم أمريكيًّا في المنطقة.

ولقد كانت هناك نتيجة طبيعية لإدراك أنقرة لهذا التهديد بسبب آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة والمساعي الرامية لتشكيل جيش قوامه 60 ألف فرد، وهو ما دفع الرئيس أردوغان يكرر السؤال الذي قال فيه "أين وضد من ستستخدم هذه الأسلحة مستقبلا؟"

لا زلنا نتذكر عندما نفذ الجيش التركي عملية مؤثرة في منطقة كاراجوك الواقعة ضمن المنطقة الحدودية التي نتحدث عنها بمشاركة نحو 40 طائرة مقاتلة ليلة 17 أبريل/نيسان 2017. لكن الضغوط الأمريكية لم تسمح حتى اليوم بتنفيذ المزيد من العمليات.

ومن الواضح أن هذه الأخبار الأخيرة تبرهن على أن أنقرة تجاوزت العقبة النفسية التي يمكن أن نصفها بأنها "مقابلة الضغوط بالتردّد".

وأما أصل المسألة هو أن فكرة تنفيذ عملية عسكرية في شرق الفرات لم تخرج أبدًا من أجندة الاجتماعات التي تعقد في أنقرة وتركز على المسائل الأمنية. لكن من المفيد كذلك أن نتذكر أنّ هناك وضعيتين جديدتين يبدو أنهما تتحكمان في قرار الضغط على الزر لبدء العملية.

1. محاولة الولايات المتحدة لإقامة "نقاط مراقبة" مباشرة على الجانب السوري من الحدود مع تركيا. ويحاول المسؤولون الذين يدلون بتصريحات باسم واشنطن تفسير هذه المحاولة من خلال حجة مضحكة مفادها أنّ هذه المحاولة تهدف للحيلولة دون التهديدات المحتملة التي يمكن أن تستهدف تركيا، غير أنه كان من الواضح أنّ الغرض الأساسي من حركة كهذا هو منع عملية عسكرية تقوم بها تركيا ضد ي ب ك.

2. كان رئيس الأركان الأمريكي جوزيف دنفورد قد أدلى بتصريح قاصدًا المناطق التي يسيطر عليها ي ب ك قال فيه "نعتقد بضرورة تدريب قوة محلية قوامها 35 – 40 ألف فرد وتجهيزها بكل ما يلزم لضمان الاستقرار"، وهو ما يؤكد فكرة ضرورة التحرك قبل فوات الأوان.

إذن، هل يمكن أن يكون مضمون تصريحات الرئيس أردوغان أمس قد نقل إلى المسؤولين الأمريكيين قبل إعلانه للرأي العام؟

يعلم جميعنا أنّ مفاوضات بين الجانبين التركي والأمريكي كانت حاضرة قريبًا بشأن هذه المسائل. ومثال ذلك زيارة أنقرة التي أجراها المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيفري. وربما يكون المسؤولون الأتراك قد أخبروا جيفري خلال هذه الزيارة، صراحة أو ضمنيًّا، بأنّ بلادهم تستعد لتنفيذ عملية في شرق الفرات.

ولا شك أنّ هذا التطور الجديد لن يسعد الولايات المتحدة. لكن لا يتوقع أن تحشد واشنطن جيوشها وتنضم إلى عناصر ي ب ك في حرب ضدّ تركيا.

ربما يكون ما قد حدث تواصل مع واشنطن لإبلاغها بما سيحدث

كان تصريح الرئيس أردوغان الذي أعلن خلاله أمس عن بدء عملية شرق الفرات خلال بضعة أيام يضم عبارة كانت ملفتة أكثر من غيرها:

"لا نستهدف أبدًا القوات الأمريكية، بل إنّ هدفنا هم العناصر الإرهابية في المنطقة".

وتفيد هذه الكلمات بأنّ الجيش التركي سيتجنب خلال العملية العسكرية أيّ تصرف يمكن أن يضع حياة الجنود الأمريكيين في المنطقة في خطر، وأنّ هذا الأمر سيكون أكثر الأمور التي ستأخذ بعين الاعتبار.

وكانت القيادة العسكرية التركية قد أطلعت المسؤولين الأمريكيين على إحداثيات المناطق التي ستستهدفها الجيش التركي قبل ساعة واحدة من بدء عملية كاراجوك في أبريل/نيسان 2017، وطلبت سحب الجنود الأمريكيين من هذه المناطق. وهو ما يطلق عليه "عملية قائمة على الإخبار". واليوم ربما تتبع تركيا أسلوبًا مشابهًا؛ إذ ربما تصدر تبليغات للجانب الأمريكي بعد تحديد توقيت لا يتسبب في المخاطرة بحياة الجنود الأمريكيين لكنه – في الوقت نفسه – لا يسمح بنقل الخبر إلى عناصر ي ب ك.

#محمد آجات
#ي ب ك
#تركيا
#عملية شرق الفرات
#الولايات المتحدة الأمريكية
٪d سنوات قبل
رموز عملية شرق الفرات
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان