|
أمريكا تبحث عن "حامي" جديد لبي كا كا/ي ب ك

قبل نحو أسبوع أو عشرة أيام...

نتجاذب أطراف الحديث مع أحد قادة القوات المتقاعدين من الذين اهتموا عن كثب بالملف السوري بينما كان في الخدمة، كما أنه مطلع على كل المسائل والتطورات وقادر على قراءة المشهد في هذا السياق.

أخبرني بقوله "إنهم قادمون من أجل صنع سلطة كلام. لكن يجب الانتباه جيدًا لجولة بومبيو الذي جاء من قمة السي آي ايه ليتولى منصب وزير الخارجية".

كان القائد المتقاعد يقصد بكلمة "إنهم" الوفد الأمريكي الذي زار أنقرة الأسبوع الفائت وكان يرأسه جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي.

وإذا نظرنا إلى مضمون اللقاءات التي عقدها بولتون وجيفري ودانفورد مع نظرائهم في أنقرة وما حدث خلف الكواليس، يمكننا القول إن تشبيه "سلطة الكلام" جاء في محله بشكل كبير.

لقد حاولوا استدراجنا في الكلام بقولهم "نود معرفة ما تكلمتم بشأنه مع الجانب الروسي"، وقبل أن يقدموا أي رؤية مستقبلية واضحة قالوا "حتى نحن نعاني من وجود اختلاف في وجهات النظر فيما بيننا" رغبة منهم في إقناعنا بما مفاده "فحتى نحن لا نعلم جيدا ماذا سنفعل"، ولم يجبوا على الأسئلة المطروحة عليهم إلا بعبارات غامضة.

وما أسفرت هذه المباحثات عن شيء ملموس سوى ما يمكن أن نلخصه تحت عنوان "التقدم في إطار تنسيق مشترك".

بحث بومبيو عن "القوة العربية"

ولننتقل الآن للحديث عن الجولة التي لفت الجنرال المتقاعد انتباهنا نحوها بقوله "علينا التركيز عليها".

لا يزال بومبيو في جولة شملت السعودية والأردن ومصر والبحرين والإمارات وقطر وعمان والكويت. فزيارة شاملة كهذا تضمنت 8 بلدان عربية يجب أن يكون لها أجندة مشتركة، ناهيكم أصلا عن العلاقات الثنائية، أليس كذلك؟

وبغض النظر عن أننا لا نمتلك معلومات كافية حول ما تم الحديث عنه خلف الأبواب المغلقة بقدر اللقاءات التي عقدت في أنقرة، إلا أننا يمكننا التخمين بسهولة ما تضمنته جعبة بومبيو الباحث عن بعض الخيارات بشأن مستقبل منطقة شمال شرق سوريا.

ولنطرح سؤالين حول هذه النقطة:

- هل يفكرون في التنازل لـ"قوة عربية مشتركة" عن الجزء الذي تسيطر عليه منظمة بي كا كا/ي ب ك الإرهابية حاليا، والذي يشكل ثلث أراضي سوريا، عقب انسحاب القوات الأمريكية؟

- هل يبحثون عن "حامي" جديد لبي كا كا/ي ب ك ويعتزمون إسناد هذه المهمة لكيان كهذا؟

ويمكننا التوقع أن معظم تلك الدول الثمان التي شملتها جولة بومبيو، لا سيما السعودية ومصر والإمارات، ستدعم بكل ما أوتيت من قوة كل مخطط يضع تركيا في موقف صعب. ولا يخفى على أحد أن بعض تلك الدول فتحت أبواب خزائنها على مصراعيها للإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.

وعلينا ألا ننسى أن النقطة التي يركز عليها المسؤولون الأمريكيون وهم يبحثون عن خيارات جديدة هي دافع "كيفية حماية بي كا كا/ي ب ك تحت مظلة حماية جديدة".

وإن هذا الشعور هو الذي يشكل أساس حجة الهم الذي حمله الوفد الأمريكي الذي زار أنقرة بشأن عدم رغبته في أن يقال إنه ترك المنظمة دون حماية، وهو ما عبر عنه أمام المسؤولين الأتراك خلال الزيارة.

كيف يمكن إقناع أنقرة؟

وبطبيعة الحال عندما لاحظت واشنطن أن أنقرة مصرّة تماما على موقفها إزاء كيان ي ب ك، يبدو أنها بدأت تبحث عن "طريق وسط" يرضي الجميع.

ويمكننا أن نفهم هذه النقطة من الاتصال الذي جمع بومبيو بنظيره التركي جاويش أوغلو خلال جولة الأول في البلدان العربية، وكذلك من بين أسطر بعض التصريحات التي أدلى بها.

ونرى بومبيو يستخدم في أحد تصريحاته عبارة تميط اللثام عن رغبة بلاده في الوصول إلى طريق وسط:

"أؤمن بأن الولايات المتحدة قادرة على الوصول لنتيجة تحمي تركيا من تهديدات الإرهاب وكذلك تحمى أكراد سوريا".

وإذا ما سألنا أنفسنا عن ماذا يمكن أن يكون هذا الطريق الوسط، ترد إلى ذهننا فكرة عبقرية:

فتح مجال جزئي أمام تركيا على طول المنطقة الحدودية وحماية ي ب ك تحت مظلم "قوة عربية" محتملة تشكل في منطقة بعيدة بعض الشيء عن الحدود.

ويمكننا التخمين أن الخيارات التي يبحث بومبيو عنها تتضمن تقريبا هدفا كهذا.

لكن ليس من السهل تنفيذ هذه الأفكار دون إقناع تركيا التي قويت شوكتها بتفوقها على الأرض وعلى طاولة المفاوضات.

وكان الرئيس التركي أردوغان قد أعلن صراحة في مقاله بجريدة نيويورك تايمز الأمريكية خطة بلاده في سوريا. ولا تتضمن هذه الخطة وجود تنظيم يدعى ي ب ك يواصل تهديد مستقبل الأراضي التركي بحمل عناصره السلاح.

وهذا ما يعني أن الأيام والأسابيع القليلة المقبلة ستشهد جولات شرسة من التفاوض/المساومة بين أنقرة وواشنطن. بل يمكن القول إنها بدأت من الآن.

#محمد آجات
#ي ب ك
#شرق الفرات
#القوات التركية
#بي كا كا
٪d سنوات قبل
أمريكا تبحث عن "حامي" جديد لبي كا كا/ي ب ك
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن