|
القضايا الساخنة ومعلومات من خلف الكواليس

من المعلوم والواضح أن مجال تأثير ونفوذ تركيا قد نما بشكل غير مسبوق.

ولو نظرنا بشكل سريع نحو الأماكن التي تتواجد فيها القوات التركية منفردة، لأدركنا مدى اتساع "مجال النفوذ" الذي نتحدث عنه.

هناك جملة لطالما حافظ وزير الدفاع التركي على استخدامها بشكل متكرر؛ "على الجميع أن يعلم من الآن فصاعدًا، أن الجمهورية التركية باتت محط أنظار العالم".

نحن نتحدث عن أماكن مثل سوريا، شمال العراق، ليبيا، شرق المتوسط، قطر، الصومال، أذربيجان.. يمكن أن نعدّ هذه فقط بلمح البصر.

وإن متابعة ما يحدث ويجري في هذا البلد أو ذاك أو في عموم المنطقة، لا تنفصل عن متابعة ما يجري في تركيا.

"نحاول التقدّم نحو الأمام مع روسيا في إدلب بشكل منطقي ومعقول".

نتحدث هنا بموجب المعلومات التي تلقيناها من مصادر أمنية، ردًّا على الأسئلة التي طرحناها حول آخر المستجدات والتطورات في المناطق التي تشهد نفوذًا تركيًّا.

لبندأ من سوريا، من إدلب.

من المعلوم أن هناك تحركات في نقاط المراقبة الموجودة بإدلب مؤخرًا. والمصادر تقيّم هذه التحركات على أنها إعادة موضعة حسب الحاجة.

حينما سألنا عما لو كان هناك احتمال لوجود تصعيد جديد في إدلب، تلقينا هذا الجواب:

"لا ينبغي حدوث ذلك، نحاول التقدم نحو الأمام بشكل منطقي ومعقول ضمن محادثاتنا مع روسيا، لكن بالطبع يمكن حدوث أي شيء غير متوقع بشكل مفاجئ. ولذلك يجب على تركيا أن تكون في وضعية الاستعداد. كرجل الإطفاء الذي لا يعلم من أين يمكن أن تندلع النيران ثانية، إلا أنه مستعد كل لحظة لها. والقوات التركية هي مستعدة على الدوام".

"يتم تجربة صواريخ إس-400 واختبار أنظمتها"

طالعنا في الأيام القليلة الماضية أخبارًا حول تجربة تركيا صواريخ إس-400 التي اشترتها من روسيا، في سينوب التركية. ولقد سألنا المصادر ذاتها عن مدى صحة ذلك وما الذي يجري بالفعل؟

ليأتي الجواب حرفيًّا؛ "إنها عبارة عن تجربة واختبار للأنظمة".

بمعنى آخر، إنها كمحاولة تجربة جهاز تلفاز اشتريته، وتريد التحقق من أنه يعمل أو لا.

وحين التركيز على ردود الفعل الأمريكية بشكل رئيسي، أخذتنا الأجوبة إلى تاريخ تلك المرحلة من أساسها:

"منذ العام 2011 كانت التهديدات تحيط بنا، طلبنا شراء باتريوت الأمريكية، لكنهم لم يعطوها لنا. طلبنا صواريخ سام كذلك لم يعطوها. هل يمكننا أن نترك مصير 83 مليون شخصًا معلقًا بمزاجيتكم إذن؟ عندها قررنا شراء إس-400، وحين تشتري شيئًا لا بد أن تجرّبه وتعاينه بدقة، ما يعني أن ما يجري هو تجربة واختبار لأنظمة تلك الصواريخ، ليس إلا".

سؤال آخر: هل هناك تاريخ محدد لنشر تلك الصواريخ كاملًا؟

الجواب: “هناك خطة ونحن نمشي وفقًا لها. نتحدث عن نظام معقّد، ومن ناحية أخرى لا يوجد شيء من قبيل "تحوّل المحور أو المسار"، يعني أننا دولة ملتزمة بمسؤوليتها على أتم وجه ضمن حلف الناتو، سواء في البر أو الجو أو البحر".

"نحن الدولة الأكثر تحدثًّا مع روسيا في العالم"

بما أننا نتحدث عن مجال النفوذ الذي تتمتع به تركيا، فلا بد لنا إذن من الوقوف على أمر رئيسي في هذا الصدد؛ العلاقات مع روسيا.

من المعلوم أن كلّا من تركيا روسيا يتبنيان رؤى مختلفة وفق مصالح متضاربة، في العديد من الملفات في أكثر من مكان في المنطقة، لا سيما قضية قره باغ التي نتابعها بدقة مؤخرًا.

وحينما سألنا المصادر ذاتها، عن التوقعات حيال النتيجة التي يمكن أن تحصل عليها تركيا من روسيا، والعديد من الأسئلة حول ذلك، لنحصل على جواب قصير إلا أنه يلخص القضية بشكل عام.:

"لا تنظروا للعلاقات التركية-الروسية على أنها سيئة للغاية، نحن الدولة الأكثر تحدثّا ولقاءًا مع روسيا".

الجزر منذ العام 1997 لا يُسمح لها بالخروج عن السيطرة

حينما نأتي على ملف اليونان وشرق المتوسط، فإن المصادر الأمنية تتحدث عن آليات منفصلة من أجل تفعيل قنوات الحوار بين تركيا واليونان.

على رأس تلك الآليات؛ المحادثات الاستكشافية المشتركة.

والثانية، المحادثات العسكرية التي تركز على عدم حدوث نزاع ما داخل حلف الناتو. وفي هذا الصدد دعونا نشارك حكاية مثيرة للاهتمام ضمن تلك المحادثات:

تقول المعلومات، أن الوفد العسكري التركي تلقى إشادة كبيرة من الناتو خلال سير المحادثات، على عكس الوفد اليوناني الذي تعرض لتأنيب. والسبب في ذلك، هو أن الوفد العسكري اليوناني يقول في كل مرة أنه عليه مراجعة العاصمة أثينا، ولذلك فإن الأمور تأخذ وقتًا أكثر من اللازم.

أما الثالثة، فهي "اجتماع تدابير بناء الثقة"، والذي بدأ بمبادة من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار. ولقد انعقد هذا الاجتماع 3 مرات، مرتين في أثينا ومرة في أنقرة.

حينما تطرقنا للحديث حول سماح اليونان بتسليح الجزر المتنازع عليها، والتي من المفترض أن تبقى منزوعة السلاح، والانتقادات التركية حول ذلك، تلقينا معلومة من المصادر الأمنية ذاتها، أشارت إلى أنّ الوضع في تلك الجزر لم يتم السماح له بالخروج عن السيطرة منذ العام 1997، وكذلك الأمر الآن.

"انتهى الفرق بين العلاقات المدنية العسكرية"

أخيرًا، نشارك هذه الجملة القصيرة التي تلقيناها من المصادر الأمنية ذاتها، في سياق العلاقات المدنية العسكرية:

"لم يعد هناك فرق أو اختلاف بين العلاقات المدنية والعسكرية، لكن لا يزال من الواجب تخميرها واختبارها بشكل أكبر".

#تركيا
#النفوذ التركي
#أردوغان
3 yıl önce
default-profile-img
القضايا الساخنة ومعلومات من خلف الكواليس
من سيحل محل هتلر في الرواية الصهيونية القادمة؟
نداء لأغنياء المسلمين
مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف": تنظيم "واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا لتركيا وحلف الناتو
غزة.. نقطة تحول تاريخية
ملف إيران يزداد تعقيدا