|
ليس الجيش من تمّ بيعه بل هناك عقول خائنة

قال الأولون "التكرار أحسن ولو كان 180 مرة". ولنوضح هذه المثل ليفهمه الآخرون:

"من الجميل تكرار الشيء ولو 180 مرة".

لعل هذه ستكون المرة الثالثة التي أتناول هذا الموضوع، لكني لا أرى مانعًا من تكراره لأنّ الكلام عاد مجدّدًا للحديث عن مسألة قطر. وأتحدث هنا بالتحديد عن ذلك الكلام الذي قاله أمير قطر تميم بن حمد الثاني عبر الهاتف للرئيس الفرنسي ماكرون؛ إذ كان رد أمير قطر على ماكرون الذي قال "لولا دعمك لأردوغان لانهار اقتصاديًّا" كالتالي:

"لم يدعمني أحد غير أردوغان خلال محاولة الانقلاب ضدنا في حزيران 2017، إنه والدي وسيظل كذلك حتى الممات، ولن أتخلى عنه أبدًا".

ربما يكون هذا أحد الردود التي يمكن الرد بها على من يتساءلون عن سبب اهتمام قطر بعلاقتها بتركيا إلى هذا الحد. ففي الواقع لم يقف أحد سوى أردوغان بجانب أمير قطر عندما تعرضت بلاده لمحاولة انقلاب من السعودية والإمارات في صيف 2017 لتفشل هذه المحاولة بفضل هذا الدعم.

وقاحة لا مثيل لها من نائب "الشعب الجمهوري"

كان أمير قطر قد ترأس وفدًا إلى أنقرة الأسبوع الماضي في زيارة لحضور الاجتماع السادس للجنة التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين اللذين وقعا 10 اتفاقية كان من بينها اتفاقية تقضي بشراء جهاز قطر للاستثمار لما نسبته 10% من بورصة إسطنبول.

لا يخفى على أحد أنّ كل تطور يعكس التقارب التركي – القطري، أو بالأحرى وجود رأس المال القطري في تركيا، يصيب حزب الشعب الجمهوري بالجنون ويجعل كوادره يصرخون وكأن أحدهم ضغط على جرحه.

وكان رئيس الحزب كيليجدار أوغلو يعبر في وقت من الأوقات عن انزعاجه من الاستثمارات القطرية في تركيا بالعبارات ذاتها تقريبًا في كلّ خطاب له في اجتماع كتلته البرلمانية كل يوم ثلاثاء كالذي يكرر ما يحفظه". لكننا شهدنا هذه المرة بعد هذه الزيارة الأخيرة ما هو أكبر مما يفعله من يصرخ لأن أحدًا ضغط على جرحه، المزيد من الوقاحة والعبارات القاسية.

ولقد استخدم كيليجدار أوغلو عندما تحدث عن بورصة إسطنبول عبارات مماثلة لتلك التي استخدمها يوم 24 تشرين الثاني الجاري عند حديثه عن يوم المعلم "لا أطلق وصف المعلم على ذلك المعلم الذي يدلي بصوته لصالح حزب العدالة والتنمية"؛ إذ قال "يحرم عليكم كل صوت تدلون به لصالح هذا الحزب".

أما النائب البرلماني المنتمي للحزب ذاته والمدعو علي ماهر باشارير فاستخدم عبارات أكثر وقاحة على ما يبدو بتأثير من "الأجواء المسمومة" دخل حزبه بسبب المسألة المتعلقة بقطر. وفي برنامج حواري شارك به على قناة خبرتورك الفضائية التركية تطرق باشارير للحديث عن مصنع تانك باليت مستخدمًا مصطلح "الجيش المُباع".

يعلم جميعنا المسألة المتعلقة بمصنع تانك باليت. وكانت وزارة الدفاع التركية قد أصدرت بيانًا للردّ على علامات الاستفهام التي ترسخت في العقول بعدما تطرق كيليجدار أوغلو في كلّ خطاب له لهذا الموضوع خلال عام 2019، وجاء في البيان أن ملكية وإدارة هذا المصنع تابعة لوزارة الدفاع التركية، أما قطر فلديها الحق في تشغيل هذا المصنع لكنها لا تتمتع بأيّ أحقية في شراء ملكيته.

لا ريب أنّ القضية لا تتعلق بهذا المصنع أو من يمتلكه، بل إنّ القضية بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري متعلقة بأنّ هذه الصفقة تنطوي على رأس مال عربي، أي وجود قطر في الصورة.

كانت أسهم بورصة إسطنبول قد بيعت في السابق لأوروبا

تشير بيانات وكالة الاستثمار التركية إلى أن هولندا تتربع على رأس قائمة الدول الأجنبية التي ضخت استثمارات في تركيا فيما بين عامي 2003 – أيلول 2020، تليها دول أوروبية والولايات المتحدة، بينما تأتي أذربيجان في المرتبة العاشرة، أي أنّ قطر ليست حتى ضمن العشرة الأوائل.

أما فيما يتعلق ببيع ما نسبته 10% من أسهم بورصة إسطنبول فاسمحوا لي أن أسرد عليكم هذه الحكاية التي لا يعلمها أحد عن هذه الصفقة:

إن هذه النسبة التي استحوذت عليها قطر في بورصة إسطنبول تتكون من النسبة التي اشتراها البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير عام 2015، وبطبيعة الحال لم يرفع حزب الشعب الجمهوري صوته عندما تمت صفقة كهذه قبل خمس سنوات.

وصدقوني ما كان ليرفع صوته لو كانت دولة غربية وليست قطر ق استحوذت على مصنع تانك باليت الموجود في ولاية صاقاريا. لكن كما ترون فإن المسألة عندما تعلقت بقطر ورأس مال قطري فإن الحزب يستطيع أن يتمادى في وقاحته ليصف جيشنا الوطني بـ"الجيش المُباع".

وقد كان نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ماهر أونال قد أدلى بالتصريح التالي عندما تطلق للحديث عن هذه المسألة في برنامج حواري أمس أذيع على القناة السابعة بالتلفزيون التركي:

"ما كان حزب الشعب الجمهوري ليفتعل المشاكل بشأن قطر لو كانت هذه الدولة العربية قد دخلت إلى تركيا من بوابة من يحاولون حصارها، فلا تجدهم يقولون شيئًا عن اليونان والسعودية والإمارات. ولعلكم تلاحظون أنهم لا يعيشون أيّ مشكلة مع أعداء تركيا، فلن تسمعوا منهم شيئًا عنهم أبدًا".

فلهذه المسألة جانب آخر، ألا وهو أن الحساسية التي يشعر بها هؤلاء إزاء تقارب تركيا مع الدول الإسلامية، وهي الحساسية التي تحولت لديهم إلى مرض أيدولوجي. وإلا فكيف يمكنكم تفسير موقفهم العدائي تجاه قطر؟

#محمد آجات
#قطر
#تركيا
#الشعب الجمهوري
3 yıl önce
ليس الجيش من تمّ بيعه بل هناك عقول خائنة
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان