|
حديث مع رئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير.. هل ستؤثر العقوبات الأمريكية على المشاريع الهامة؟

مع مساء قبل أمس، بات القرار الأمريكي حول فرض عقوبات على تركيا، واضح المعالم. وبناء على ذلك تمّ وضع رئيس الصناعات الدفاعات التركية، إسماعيل دمير، بالإضافة إلى أسماء بارزة في الرئاسة، مثل مصطفى ألبر دنيز، وسرحات غينتش أوغلو، وفاروق يغيت، ضمن قائمة تلك العقوبات.

حسنًا، ما الذي يعنيه ذلك؟

وهل سيؤثر ذلك بالسلب على مؤسسة الصناعات الدفاعية التي باتت من أثمن القيم التي تمتلكها تركيا؟

وهل سيتم تعليق المشاريع المهمة بسبب تلك العقوبات؟ وما الذي سيحدث مستقبلًا؟

لن نتأثر من قرار العقوبات

لقد أجريت اتصالًا برئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير، الذي كان هدفًا لتلك العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد تركيا، في إطار قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة، المعروف اختصارًا بـ "كاتسا".

ولقد أجاب السيد إسماعيل بدوره عن أسئلتي بإجابات قصيرة وواضحة، وكانت كل كلمة منها في غاية الأهمية.

وتجنبًا للإطالة، دعوني أشارك معكم ذلك الحوار على هيئة سؤال وجواب:
السؤال
: من المعلوم أنك تشرف على أكثر من 700 مشروع دفاعي، في إطار عملك كرئيس للصناعات الدفاعية، بناء على ذلك؛ إلى أي درجة يمكن أن تؤثر العقوبات الأمريكية على تلك المشاريع؟
الجواب
: أقولها مجددًا مرة أخرى: لن نتأثر على الإطلاق جرّاء تلك العقوبات. نحن مصممون على ذلك. وإن كان هناك بالفعل بعض المجالات أو الأدوات التي يمكن أن تتأثر بذلك، فإن هذا بحد ذاته سيكون بمثابة فرصة لنا نحو مزيد من العمل، حيث سيزيد ذلك من مستوى انتباهنا ويقظتنا. وإن كان هناك ما أغفلناه، أو اعتمدنا به سهوًا على أحد، فإنه الآن سيزيد من اعتمادنا على أنفسنا بشكل أكبر، وطاقة أقوى.
نحن في الأصل لم نكن نستورد منتجات ذات أهمية عالية
السؤال
: هل هناك منتجات ذات أهمية عالية أمريكية الصنع كنتم تعتمدون عليها؟ ولو كان كذلك فإلى درجة يمكن أن يؤثر هذا الأمر؟
الجواب
: نحن الأصل لم نكن نستورد ما وصفتَه بالمنتجات ذات الأهمية العالية. وبالنسبة لنا لن يكون هناك أي تغيير على هذا الصعيد. لكن ومع ذلك لو كان هناك أي شيء من هذا القبيل، فالأمر بسيط للغاية ويمكن أن نتداركه ونعمل على حلّه. وكمثال على ذلك، مؤخرًاأصبحنا نصنّع سلسلة ضخمة من المنتجات التي مُنعت عنّا، منعتها دولة ما، ولكن ما الذي حدث؟ خلال شهرين أو ثلاثة عملنا على حل هذه المسألة وبتنا نصنّع هذا المنتج بأنفسنا بشكل أفضل.
هذه القرارات لا تزيدنا سوى عزيمة وقوة ويقظة
السؤال
: إذن ألا ترون كرئيس للصناعات الدفاعية أي مشكلة على صعيد الأهداف المستقبلية لهذه المؤسسة؟
الجواب
: ذكرت لك، هذه القرارات لا تزيدنا على صعيد أهدافنا، إلا عزيمة وقوة ويقظة.
السؤال
: في ضوء تلك العقوبات، تم فرض قيود على تأشيرة دخولكم للولايات المتحدة، لا أعلم إن كان لديكم أي عمل في الولايات المتحدة؛ ما هو رأيكم في هذا الصدد؟
الجواب
: كل لدينا هو في تركيا. نعم لقد أقمت في الولايات المتحدة سابقًا ثماني أو تسع سنوات، أتممت تعليمي هناك، كما أن لديّ أصدقاء هناك أيضًا، وعلاقات جيدة كذلك الأمر؛ إلا أنه ليست لدي أدنى مشكلة في منعي من الذهاب إلى هناك.
السؤال
: برأيكم، ما هي استراتيجية حل قضية هذه العقوبات مستقبلًا؟

الجواب: لا أعلم. إلا أن الأمريكيين لا يزالون ينتظرون من تركيا خطوة نحو الوراء أو شيء من هذا القبيل، على صعيد شرائها إس-400، إلا أن تركيا لطالما أفصحت بشكل واضح حول ذلك؛ وأكدت أنها تتخذ قراراتها بشكل مستقل، كما أن قراراتنا تصدر في ضوء مصلحة بلدنا، وليس هناك أي تنازل على هذا الصعيد. لقد أكدنا مرارًا على أن لغة التهديد لن تؤثر على تركيا، وأننا مستعدون الآن ومستقبلًا لتأسيس علاقات في ضوء التحالف والصداقة، وأن هذه العلاقات مهمة بالنسبة لنا، وسنواصل تأكيدنا على هذا الأمر. وإذا استجاب الأمريكيون لذلك فبها ونعمت.

انتهى نص الحوار.

من الجدير بالذكر أن نشير إلى أن إسماعيل دمير، يتولى زمام رئاسة الصناعات الدفاعية منذ ست سنوات. تلك المؤسسة التي باتت قرة عين لتركيا.

ومنذ ترأسه هذه المؤسسة العريقة، رفع مستوى المشاريع وعددها من 300 مشروع إلى أكثر من 700 مشروع مختلف. كما ارتفع عدد الشركات التركية التي دخلت تصنيف "ديفينس نيوز الأمريكية" لأقوى 100 شركة صناعات دفاعية على مستوى العالم، إلى 7 شركات، خلال العام الجاري.

وحتى نعرف إلى أي مدى من الأهمية ذلك، علينا أن نتذكر أن عدد الشركات التركية ضمن تلك القائمة ذاتها، كان يبلغ 3 شركات فقط، قبل 3 سنوات من الآن.

من الواضح للغاية من خلال الأسئلة التي طرحناها والأجوبة التي ساقها دمير، أنه لن يكون هناك أدنى تراجع عن الأهداف الاستراتيجية في هذا المجال، وأنها لن تتأثر بأي حال جرّاء العقوبات الأمريكية. وإنّ هذا بحد ذاته لخبر سارّ ومفرح للغاية بالنسبة لتركيا.

لا يحقّ للولايات المتحدة أن تفرض أيّ عقوبة على تركيا، بسبب شرائها منظومة إس-400 الروسية.

لقد أكد ترامب أمام الجميع خلال قمة العشرين في اوساكا العام الماضي، أنّ "تركيا كانت محقة" في هذا الأمر.

صحيح أنّ تلك العقوبات التي تمّ إعلانها مؤخرًا، ليست بذلك الحجم الكبير أو المؤثّر بأيّ حال على تركيا، وأنها كانت بمثابة إرضاء للنفس أو الحفاظ على ماء الوجه بالنسبة للولايات المتحدة؛ إلا أنّ ذلك بكل الأحوال لا يعني على الإطلاق أنّ من حق الولايات المتحدة فرض أيّ عقوبة ضد تركيا.

#تركيا
#العقوبات الأمريكية
#إسماعيل دمير
3 yıl önce
حديث مع رئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير.. هل ستؤثر العقوبات الأمريكية على المشاريع الهامة؟
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن