|
خلف كواليس زيارة الوفد التركي إلى ليبيا قبيل قمة الناتو ولقاء أردوغان-بايدن

تتجه الأنظار اليوم إلى قمة حلف الناتو في بروكسل، واللقاء الذي سيجمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي جو بايدن.

على الرغم من أن السؤال حول "كيف سيكون مسار وأجواء العلاقات التركية-الأمريكية في المرحلة المقبلة" أصبح متوقعًا جزئيًّا منذ فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية كمرشح عن الديمقراطيين في نوفمبر/تشرين الثاني 2020؛ إلا أنّ هذا السؤال لم يفقد حضوره بشكل كامل.

كما هو معلوم، سيكون هذا اللقاء اليوم هو الأول وجهًا لوجه بين أردوغان وبايدن.

إلى الآن، لا تزال تصريحات بادين "المسيئة" ضد أردوغان، بينما كان بايدن لا يزال في أولى حملته الانتخابية، حاضرة في الأذهان، كذلك موقفه الأخير حينما اتصل بأردوغان يوم 23 أبريل/نيسان 2021، كي يخبره بأنه سيعترف بمزاعم "الإبادة الجماعية" بحق الأرمن.

كان من اللافت للغاية تصريح الرئيس أردوغان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في المطار قبيل توجهه نحو بروكسل، حينما أعرب عن تمنيه بأن يسهم اللقاء في نسيان يوم 23 أبريل.

كذلك الأمر حينما أوضح الرئيس أردوغان الأسبوع الماضي، أن اللقاء المعتزم مع بايدن لن يكون فرصة لتقديم التنازلات، مما أعطى انطباعًا بأن أردوغان مفتائل لكن بحذر حيال لقائه مع بايدن.

دعونا نؤكد على وجود تحليلات وقراءات في الصحافة الغربية، أشارت إلى أن الرئيس أردوغان سيضغط على بايدن خلال اللقاء، بدافع مقاربة أردوغان الأمنية والسياسة الخارجية التي تركز على أولويات تركيا.

زيارة الوفد التركي إلى ليبيا قبيل انعقاد قمة الناتو

بينما نوجه أنظارنا اليوم إلى قمة زعماء الناتو في بروكسل، واللقاء الذي سيجري بين أردوغان وبايدن اليوم، أود أن أوجه انتباهكم أيضًا إلى "القمة" التي عقدتها تركيا أولًا في ليبيا قبيل توجهها إلى بروكسل لقمة الناتو.

ولو سألتم لماذا؟ فإن بعض المعلومات التي تحصّلت عليها من خلف الكواليس تشير إلى أن هناك معنى خاص وراء هذه الزيارة من وفد رفيع المستوى للغاية قبيل قمة الناتو على الفور.

وعندما ننظر بدقة إلى الأسماء التي كانت في هذا الوفد رفيع المستوى، نفهم لماذا نقول عنها "قمة".

كان وزير الدفاع خلوصي أكار، ووزير الداخلية سليمان صويلو، ورئيس الأركان العامة يشار غولر حاضرين في الوفد برئاسة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو.

كما ضم الوفد رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن.

أما في الوفد الليبي المضيف، فقد كان في وفد الاستقبال رئيسُ الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة.

وعقب اللقاء، نقل تشاووش أوغلو رسالة واضحة قال فيها "التقينا برئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد ديبية. وأكدنا دعمنا لحكومة الوحدة الوطنية قبل مؤتمر برلين الثاني" وأضاف: "سيستمر تعاوننا من أجل ليبيا آمنة ومستقرة ومزدهرة ".

واستخدم وزير الدفاع الوطني خلوصي أكار، في بيان أدلى به خلال زيارته لقيادة مجموعة العمل الليبية في طرابلس، العاصمة الليبية، عبارات تطرق خلالها إلى طبيعة هذه الزيارة:

"ستستمر تركيا في الوقوف إلى جانب أشقائها الليبيين، الذين تربطها بهم علاقة أخوية تاريخية على مدى 500 عام. تركيا ليست قوة أجنبية في ليبيا. وتسعى تركيا جاهدة لجعل ليبيا مكتفية ذاتيا".

دعونا نلفت الانتباه بشكل خاص إلى عبارة "تركيا ليست قوة أجنبية في ليبيا" بهذه الكلمات من الوزير أكار.

حقيقة أن هذه الزيارة لليبيا تزامنت مع قمة الناتو واجتماع أردوغان/بايدن قبل الاجتماع مباشرة، أثارت مسألة ما إذا كان كل منهما مرتبطًا بالآخر.

حسبما تحصّلت عليه، فقد كان مرتبطًا بالفعل.

سألت مسؤولًا رفيع المستوى عن مغزى هذه الزيارة إلى طرابلس قبيل قمة الناتو، "أتساءل ماذا يعني ذلك قبل قمة الناتو؟ هل يضغطون علينا للخروج من هناك؟ " الإجابة عن سؤالي تشير إلى أن الأمر كذلك.

كانت الإجابة التي قدمها الشخص المعني على سؤالي كما يلي:


"نعم ، إنهم يضغطون من أجل خروج جميع القوى الأجنبية، ولذلك أجبناهم بوضوح: لا يمكنكم المساواة بين الجندي التركي الذي ذهب إلى ليبيا بالاتفاق بين البلدين وغيّر مسار الحرب وأنقذ طرابلس من احتلال حفتر، مع فاغنر ومرتزقة تشاد والسودان". "وإن الليبيّين يتفقون معنا أيضًا في هذه المسألة ".

ما يمكن فهمه من هذه الكلمات، أن أنقرة التي تدرك أنه سيتم الضغط عليها بشأن ليبيا في بروكسل، تريد أن تستبق ذلك بخطوة صارمة، وتنقل رسالة واضحة لجميع الأطراف ذات الصلة "لا تتحدثوا معنا بشأن هذه القضية".

#تركيا
#ليبيا
#قمة زعماء الناتو
#أردوغان وبايدن
٪d سنوات قبل
خلف كواليس زيارة الوفد التركي إلى ليبيا قبيل قمة الناتو ولقاء أردوغان-بايدن
وسائل التواصل الاجتماعي تُساهم في إنقاذ ترامب
من سيحل محل هتلر في الرواية الصهيونية القادمة؟
نداء لأغنياء المسلمين
مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف": تنظيم "واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا لتركيا وحلف الناتو
غزة.. نقطة تحول تاريخية