|
ضرب منظمة بي كا كا الإرهابية من موقعين لم يكونا يومًا في حسبانها

لن نجد وصفًا يشرح الحالة النفسية لمنظمة بي كا كا الإرهابية في الآونة الأخيرة، أكثر مما قاله مصدر خاص مضطلع بمسؤولية كبيرة في المهام الأمنية، حيث يقول؛ "إنهم يعتقدون أنهم كلما ابتعدوا عن الحدود التركية سيكونون في مأمن، إلا أننا أثبتنا لهم عكس ذلك".

بالطبع يشير المسؤول الأمني خلال قوله، إلى العملية التي نفذتها القوات المسلحة التركية بالتنسيق مع الاستخبارات التركية، ليلة أمس، وشاركت فيها أكثر من 20 طائرة حربية.

كان تاريخ العملية ذا مغزى، حيث تزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لعملية "درع الفرات"، يوم 24 أغسطس/آب، واستهدفت مواقع كانت منظمة بي كا كا الإرهابية تعتقد أن القوات التركية لا يمكنها الاقتراب منها.

لقد صرحت وزارة الدفاع التركية، حول تلك العملية الهامة، بالقول؛ "شنّت مقاتلاتنا غارات على مواقع الإرهابيين في منطقة أسوس شمالي العراق، يوم 24 أغسطس، بالتنسيق مع الاستخبارات التركية، دمرت خلالها مقرات قيادية وملاجئ ومستودعات أسلحة عائدة للمنظمة الإرهابية".

إن تنفيذ هذه العملية الحساسة على بعد 200 كيلومتر من الحدود التركية، يُظهر مدى اهتمام منظمة بي كا كا الإرهابية في إيجاد ملاجئ لها بعيدة قدر الإمكان عن الحدود التركية.

اسمحوا لي أن أنقل لكم فحوى التقييمات حول هذا الموضوع:

- إن تحييد أسماء قيادية رفيعة المستوى في منظمة بي كا كا الإرهابية، عبر العمليات التي جرت بالتنسيق بين وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات، أفقد المنظمة شعورها بالأمان.

- تسببت العمليات بإرباك المنظمة وخلق حالة من الشك داخلها، حيث باتت تتساءل بشدة حول مدى احتمالية وجود عملاء داخلها، مما جعلها تلجأ للابعتاد عن الحدود التركية قدر المستطاع.

يحفرون الملاجئ للحماية من العمليات الجوية

تشير المعلومات إلى أنّ عناصر المنظمة الإرهابية يقومون ببناء ملاجئ بارتفاع 4 أمتار و 6 أمتار، وتغطيتها بالأغصان وما شابه، من أجل الاختباء وحماية أنفسهم من الغارات التركية، ولقد باتت تلك الملاجئ قواعد يعيشون ويختبئون في داخلها.

تواجه المنظمة الإرهابية صعوبة بالغة في الصمود في منطقتي "قنديل وغارا"، بسبب العمليات التركية المكثفة، مما دفعها للتوجه نحو مساحات مسطّحة أسفل السليمانية قرب الحدود مع إيران.

وهذا هو في الحقيقة أحد أغراض هذه العملية الأخيرة. بمعنى آخر، الهدف هو توجيه رسالة إلى منظمة بي كا كا الإرهابية مفادها أنكم لن تكونوا في مأمن أينما ذهبتم، من أجل منع جهود المنظمة لإنشاء مناطق جديدة.

ملاحقة حثيثة لقيادات المنظمة الإرهابية

على صعيد آخر، ليست هذه هي العملية الأولى ضد بي كاكا الإرهابية في مناطق بعيدة عن الحدود.

لقد نجحت الاستخبارات التركية قبل شهرين من الآن، في القضاء على القيادي البارز في منظمة بي كا كا الإرهابية، أولاش دوغان، في منطقة كالاديز بمدينة السليمانية شمالي العراق، وهو يعتبر مسؤولًا عن العديد من الجرائم الدموية في تركيا، وهو مدرج على النشرة الحمراء في تركيا، إلى جانب النشرة الحمراء لدى الإنتربول كذلك.

تنظيم "ي ب ك" تحت مرمى الاستخبارات التركية، في أكثر مواقعه قوة وتحصينًا بسوريا

يجب النظر بأهيمة إلى النجاح الذي حققته الاستخبارات التركية، من حيث القضاء على أسماء عديدة من قيادات بي كا كا الإرهابية، وأذرعتها التابعة لها في سوريا.

لقد بتنا نشهد بشكل متزايد في الآونة الأخيرة يومًا بعد يوم، أخبارًا حول تحييد أسماء هامة مدرجة سواء في القائمة الحمراء، أو البرتقالية، أو الرمادية. والسبب الأهم في ذلك هو فاعلية الاستخبارات التركية في الميدان.

إضافة إلى المعدات التقنية والقوة المسلحة الفريدة التي تتمتع بها الاستخبارات التركية، فإنها نجحت بشكل فعال في عملية جمع المعلومات على الأرض، لدرجة أنها تعرف إلى أين يطير الطائر في سوريا والعراق كما يقال.

وإن نجاحها في القضاء على العديد من الأسماء القيادية في تنظيم " ي ب ك" الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية، يؤكد ذلك بوضوح.

وكمثال قريب على ذلك، نستذكر عملية فريدة قامت بها الاستخبارات التركية مؤخرًا ضد عضو ما يسمّى المجلس العسكري لتنظيم "ي ب ك" في سوريا، والمسؤول عن مقره في الحسكة-القامشلي، الإرهابي من أصول إيرانية صلاح الدين شهابي، الملقب داخل التنظيم بـ"ريناس روج".

كانت الاستخبارات التركية تراقب شهابي خطوة بخطوة، منذ تحركه عبر سيارة انطلق خلالها من مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا. وبمجرد ابتعاد السيارة عن المناطق السكنية، قامت مقاتلة مسيّرة من طراز بيرقدار TB2 باستهدافه على الطريق، ليُقتل شهابي على الفور ومعه سائقه وحارسه الشخصي.

لقد كانت هذه العملية مهمة للغاية وتعني الكثير. لا سيما وأن الاستخبارات التركية نفذتها داخل الأراضي السورية من جهة، وفي منطقة كان يعتقد تنظيم "ي ب ك" أنها في مأمن عن مرمى نيران الاستخبارات التركية من جهة أخرى.

بعبارة أخرى، إن هذه العمليات الناجحة تزيد من تعميق الشعور بعدم الأمان داخل منظمة بي كا كا الإرهابية وأذرعتها. وهذا يعني أيضًا أن الاختباء في ظل أمريكا أو روسيا لن يسمن ولن يغني من جوع.

#شمال العراق
#منظمة بي كا كا الإرهابية
#تركيا
#القوات التركية
#الاستخبارات التركية
3 yıl önce
ضرب منظمة بي كا كا الإرهابية من موقعين لم يكونا يومًا في حسبانها
ما الذي يعنيه أن تكوني أم الشهيد؟
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله