|
أسعار الغاز والكهرباء ارتفعت بشدة في أوروبا، فما هو الحال هنا؟

إذا كنتم تبحثون عن إجابة لسؤال؛ ما الذي يجب أن يكون الشغل الشاغل لنا والأكثر أهمية في حياتنا اليومية سواء من حيث الحاضر أو المستقبل على المدى القصير، فلا ضير من اعتبار "الطاقة" إجابة صحيحة ودقيقة على هذا السؤال.

فهناك تطورات لم تكون متوقعة بتنا نعيشها بينما الشتاء يطرق الأبواب مبكرًا.

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء والفحم بشكل كبير، لا سيما في الدول الأوروبية.

كما تعلمون فإن القاعدة الأساسية في الاقتصاد هي: إذا كان الطلب على منتج ما مرتفعًا لكن العرض منخفض؛ فإن سعر هذا المنتج سيرتفع.

من الملاحظ أن أسعار الطاقة عامة ارتفعت بشكل كبير هذا الخريف، مع زيادة الطلب من جهة، وانخفاض الإنتاج من جهة أخرى، لأسباب عدة أهمها ظروف الوباء.

لشرح الموقف بصورة أوضح، دعونا نرى ما الذي قاله وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، خلال لقاء تلفزيوني على قناة "NTV” الأسبوع الماضي.

لعل أهم وأبرز ما قاله الوزير دونماز، هو "لقد عملت في هذا المجال على مدار 30 عامًا، ولا أتذكر فترة مثل التي نمر بها".

أزمة الطاقة في أوروبا: ارتفاع كبير في أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء

دعونا نلقي نظرة على الأرقام التي استعرضها الوزير دونماز الأسبوع الماضي، من أجل معرفة حالات "الشذوذ" فيما يسمى بالسوق الفوري، حيث تتم تجارة الكهرباء والغاز اليومية:

ارتفعت أسعار الكهرباء في إيطاليا بنسبة 274% مقارنة مع بداية العام الجاري. كما ارتفعت في إسبانيا بنسبة 234%. و229% في اليونان. و229% في بلغاريا. و183% في ألمانيا. و165% في فرنسا. و145% في بريطانيا.

أما في تركيا فلم ترتفع فوق 70% فحسب.

وإليكم مثالان على أسعار تبادل الغاز الطبيعي في أوروبا:

ارتفع سعر الغاز الطبيعي في سوق الأسهم الهولندي على سبيل المثال، نسبة 362% منذ بداية العام، بينما كان هذا المعدل في بريطانيا بنسبة 285%.

الحكومة تتكفل بدفع نصف فواتير الغاز الطبيعي والكهرباء في تركيا

يقول وزير الطاقة التركي دونماز، ملخصًا بذلك الوضع في تركيا: "في الوقت الذي تتسبب فيه أسعار الطاقة بتدمير اقتصادات عالمية، فإننا كحكومة تركية نبذل قصارى جهدنا من أجل تقليل التكلفة على المواطنين".

تشير الأرقام التي أوردناها أعلاه بوضوح إلى أننا في وضع أفضل بكثير من أوروبا، من حيث تكاليف وأسعار الكهرباء أو الغاز الطبيعي.

إلى جانب ذلك، فعلينا أن لا ننسى أن ما لا يقل عن نصف إجمالي التكاليف لا يتم تحميلها على عاتق الشعب، ضمن سياسة ممنهجة من قبل الحكومة التركية.

منذ مطلع العام الجاري، زادت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 185، بينما الكهرباء زادت بنسبة 21% فقط. لكن لو تم احتساب التكاليف كما هي سنجد أن هذه الأرقام كان من الممكن أن تكون أكثر من ذلك بكثير، مما يشير إذن إلى أن الحكومة تسعى بالفعل قدر المستطاع في تخفيف هذا العبء على المواطنين.

القضية لا تتعلق بزيادة أسعار الطاقة بأي حال. هناك أيضًا مسألة "العرض"، حيث تتميز تركيا مرة أخرى بشكل إيجابي على أوروبا.

إلى الان، لم تنته أوروبا بعد من مشروع "نورد ستريم"، الذي تتواصل أعماله بهدف مد الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، وأسباب التأخير بالطبع هي تهديدات العقوبات الأمريكية.

أما في تركيا فهي حالة جيدة أيضًا، من حيث سعة خط الأنابيب.

خطوط "تورك ستريم"و TANAP (خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر الأناضول) جاهزة لتدفق الغاز. إضافة لذلك، فهناك بالفعل خطوط تم تشغيلها منذ وقت طويل.

اسمحوا لي أن أنقل لكم بقية ما قاله الوزير دونماز:

"كخطوط، لدينا مشروع التيار الأزرق من البحر الأسود، إضافة للخط القادم من أذربيجان، والخط القادم من إيران. إلى جانب ذلك، قمنا بتشغيل وحدتي FSRU ( الوحدات العائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادة تحويله إلى الحالة الغازية. لقد اضفنا سعة مخازن الغاز الطبيعي تحت الأرض، والتي تصل حتى الآن إلى ما يزيد قليلًا عن 4 مليارات، وأغلبها ممتلئ حاليًّا، كما سنقوم بملئها كليًّا خلال الشهر القادم. أما من الناحية الفنية فلا توجد مشكلة من حيث البنية التحتية إطلاقًا".

أهمية غاز البحر الأسود بالنسبة لتركيا

في الوقت الذي تشهد فيه البلدان ارتفاع أسعار الكهرباء والنفط والغاز الطبيعي، بل وحتى أسعار الفحم، تزداد أهمية تلبية احتياجاتها من الطاقة.

هناك سبب آخر في زيادة استخدام الغاز الطبيعي في تركيا لهذا العام، وهي أنه ليس من الممكن استخدام محطات توليد الطاقة الكهروستتتيكية بشكل كاف بسبب الجفاف.

بأي حال، جميع الطرق تدفع للسؤال عن مدى قدرة أي بلد لتلبية احتياجات الطاقة الخاصة به؟

كما تعلمون، فقد سجلت تركيا قفزة كبيرة على نطاق عالمي، بسبب اكتشاف الغاز الطبيعي الذي عثرت عليه في البحر الأسود صيف العام الماضي 2020.

نعلم أن هذا الغاز المكتشف سيبدأ في تدفئة منازلنا اعتبارًا من عام 2023 القادم، أي بعد عامين.

وفقًا للمعلومات التي قدمها وزير الطاقة دونماز؛ عندما يتم الوصول إلى أعلى طاقة إنتاجية في عام 2027، سيغطي غاز البحر الأسود ثلث الاستهلاك المحلي السنوي في تركيا.

سألت الوزير دونماز، نهاية شهر يوليو/تموز الماضي، على متن سفينة "الفاتح" للحفر، قبالة البحر الأسود؛ "كم تبلغ قيمة الغاز الذي تحتتنا الآن؟"، ليجيب بالقول؛ "تبلغ قيمته 100 مليار دولار وفق الأسعار الحالية".

هذا يعني أنها تبلغ أعلى بكثير الآن.

إلا أن الأهم او الخبر المفرح في الحقيقة، هو أن عمليات التنقيب الجديدة في البحر الأسود، من المرجح أن تكشف لنا عن بشائر جديدة.

#تركيا
#الطاقة
#فاتح دونماز
#أسعار الطاقة
#أوروبا
٪d سنوات قبل
أسعار الغاز والكهرباء ارتفعت بشدة في أوروبا، فما هو الحال هنا؟
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية