|
محادثات F-35 مع الولايات المتحدة: ما الذي ستسفر عنه قمة روما؟

منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن زمام الرئاسة في الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني حتى اللحظة، لم تنعقد محادثة بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوى مرتين، إحداهما كان اتصالًا هاتفيًّا.

في 14 يونيو/حزيران التقى الزعيمان في قمة حلف الناتو ببروكسل، ويمكن القول بأن هذا اللقاء تمخض عن نتيجة مفادها أن البلدين سيركزان على المجالات التي يمكن فيها تحقيق التعاون، بدلًا من التركيز على قضايا شائكة بين البلدين ولم يحرزا فيها تقدمًا يذكر.

في ذلك الوقت ونظرًا لظروفه الراهنة، كانت قضية أفغانستان أكثر المواضيع ملاءمة للتعاون بين البلدين. حيث كان من المفترض أن سيطرة طالبان على مطار العاصمة الأفغانية كابل، سيضمن بالتالي بقاء تمثيلات الدول الأجنبية مفتوحة، ومعظمها تمثيلات لدول غربية.

لكن كما هو معلوم، لم تسر الأمور في أفغانستان كما كان مخططًا لها.

سيطرت قوات طالبان بسرعة هائلة لم تكن تتوقعها هي ذاتها، على العاصمة الأفغانية كابل، إثر انسحاب مفاجئ لقوات ما كان يسمى الجيش الأفغاني الذي أعدته الولايات المتحدة بنفسها، لكن اتضح أنه عبارة عن نمر من ورق.

في نهاية المطاف، بات مشروع إدارة تركيا لمطار العاصمة كابل مستحيلًا، نتيجة سيطرة طالبان على كابل. وبالتالي لم يعد هناك أمر جدير بالتعاون بين تركيا والولايات المتحدة في أفغانستان.

الآن نأتي إلى قمة مجوعة العشرين المقبلة في روما، أي الموضوعات ستركز عليها القمة؟

سيلتقي أردوغان وبايدن وجهًا لوجه للمرة الثانية، خلال قمة العشرين التي ستجري في العاصمة الإيطالية روما نهاية الشهر الجاري.

ومن خلال النظر إلى المعطيات الحالية وبعض التطورات إلى جانب التصريحات التي صدرت قبل القمة، سنجد أن محور اللقاء سيكون حول إيجاد حل لقضية مقاتلات F-35.

لقد قال أردوغان في تصريحات للصحفيين بينما كان على متن الطائرة عائدًا من جولته الإفريقية مؤخرًا، أن تركيا ستحصل على 1.4 مليار دولار التي دفعتها لبرنامج مقاتلات F-35 الأمريكية بطريقة أو بأخرى. واكد "لن نتنازل عن حقوق تركيا".

لكنه مع ذلك أشار إلى أن تركيا منفتحة للبحث عن حل، حيث قال: "سيتحدث وزراء دفاعنا الآن، وأعتقد أننا سنخطو خطوة للأمام. كما أنني سأتحدث مع بايدن خلال قمة العشرين، وأناقشه في هذا الخصوص".

وفي مقابل ذلك، رأينا تصريحات صدرت عن الجانب الأمريكي أيضًا، بأنه يجرون محادثات مع الجانب التركي من أجل إيجاد حل لأزمة F-35.

التقى بالأمس وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع نظيره الأمريكي لويد أوستن في بروكسل. وبحسب تقارير إعلامية فقد ناقش اللقاء بين الوزيرين ضرورة عقد لقاء مفصّل قبيل قمة مجموعة العشرين، وذلك من أجل تهيئة جو إيجابي للقمة.

ما الذي يمكن فهمه من ذلك؟

من المفهوم أن "المشاورات" ستستمر من أجل تهيئة جو إيجابي لقمة روما، إلى حين انعقادها.

هل يمكن شراء مقاتلات F-16 مقابل أموال F-35؟

على صعيد آخر، يبدو أن وزارتي الخارجية لكلا البلدين تجريان اتصالات كذلك في هذا الخصوص، يتضح ذلك من تصريحات المتحدث باسم الخارجية تانجو بيلغيتش.

وحسب بيلغيتش، فإن 3 خيارات مطروحة على الطاولة لحل مشكلة مقاتلات F-35.

حيث قال: "إما أن نعود لبرنامج المقاتلات من جديد، أو نحصل على المقاتلات التي وُعدنا بها، وإما استعادة أموالنا التي دفعناها".

يمكن أن نفهم من هذه الكلمات، أن من الممكن استخدام مبلغ 1.4 مليار دولار الذي دفعته تركيا من أجل مقاتلات F-35، بهدف تحديث مقاتلات F-16، وأن هذا الأمر لا يزال مطروحًا على الطاولة.

لكن مع ذلك، لا تزال بعض علامات الاستفهام تدور حول هذا الجزء بالذات.

حيث أن نصف المبلغ تقريبًا الذي دفعته تركيا من أجل برنامج F-35 إنما دفعته لصالح الشراكة في البرنامج، ولذلك ليس من السهل على ما يبدو استرجاع هذا الجزء بالذات من المبلغ.

بغض النظر عن ذلك، لنفترض أن الإدارة الأمريكية وافقت على طلب تركيا المتعلق بمقاتلات F-16، فإن المصادقة النهائية على ذلك ستكون من خلال الكونغرس، وليس من المعلوم في الحقيقة فيما لو كان الكونغرس الأمريكي سيوافق على ذلك أم لا.

لكن في المقابل، يجب التأكيد أنه لا ينبغي أن نفهم من ذلك أن تركيا بسبب هذه الأزمة باتت عالقة أو عاجزة.

من المعلوم أن البعض يحاول وضع تصورات مخيفة خلال الإجابة على سؤال؛ "ما الذي سيجري لو تم استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات F-35”.

لكن في الحقيقة، يمككن الإجابة عن هذا السؤال ببساطة، وهو أن خروج تركيا من هذا البرنامج سيكون له تأثير محفز ستستفيد منه تركيا على المدى الموسط والبعيد، حتى ولو ظهرت بعض العوائق على المدى القريب.

إضافة لذلك، تواصل تركيا كتابة حكايتها الخاصة المثيرة للإعجاب في موضوع المقاتلات المسيّرة.

بحلول عام 2023 ستقلع الطائرة الحربية بدون طيار، التي تعمل بمحرك نفاث، ونظرًا لتقنيتها الاعلية وتطورها فلا يمكن تجاهل حقيقة أن هذه الطائرة الحربية يمكن أن تضاهي الطائرات الحربية العادية.

علاوة على ذلك، فهناك طائرتنا الحربية العادية تستعد أيضًا للتحليق في السماء قريبًا.

خلاصة القول، إخراج تركيا من برنامج F-35 ليس أمرًا بسيطًا نعم، لكنه ليس النهاية، ولا يمكن أن يكون دافعًا لخلق تصورات حول أن تركيا عاجزة وما شابه.


#تركيا
#أفعانستان
#الولايات المتحدة
#مقاتلات إف-35
٪d سنوات قبل
محادثات F-35 مع الولايات المتحدة: ما الذي ستسفر عنه قمة روما؟
من سيحل محل هتلر في الرواية الصهيونية القادمة؟
نداء لأغنياء المسلمين
مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف": تنظيم "واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا لتركيا وحلف الناتو
غزة.. نقطة تحول تاريخية
ملف إيران يزداد تعقيدا