|
عهد جديد مع الإمارات: لماذا وكيف دُفنت الخلافات؟

بدأت العلاقات التركية الإماراتية في الآونة الأخيرة تتحسن تدريجيًا بعد التقلبات الكبيرة التي عاشتها في السنوات العشر الأخيرة.

ويوم أمس، شهدنا خطوة قوية أخرى نحو تطبيع العلاقات بين تركيا والإمارات، وذلك بزيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، العاصمة التركية أنقرة.

قبل كل شيء دعونا نتذكر:

بعد مفاوضات طويلة أجرتها وحدات مخابرات البلدين وراء الكواليس، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 18 أغسطس/آب، مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات طحنون بن زايد، ومع هذه الزيارة بات من الواضح للجمهور أن العلاقات التركية الإماراتية ستشهد تطورات جديدة.

وبعد 13 يومًا فقط من هذا الاجتماع، اُتخذت الخطوة الثانية في تطبيع العلاقات وذلك عبر المحادثة الهاتفية بين أردوغان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وعندما سُئل أردوغان عن الصورة المفاجئة التي جمعته مع طحنون في ذلك الحين، وعما إذا كانت الزيارة الإماراتية تعني ذوبان الجليد بين البلدين، قال الرئيس التركي إن "مثل هذه التقلبات يمكن أن تحصل وحصلت بين الدول، وهنا أيضًا حدثت بعض المواقف المماثلة".

وأوضح أردوغان حينها أن تركيا وفي مقدمتها جهاز استخباراتها قامت خلال الأشهر الماضية بعقد بعض اللقاءات مع إدارة أبو ظبي، ووصلوا خلالها إلى نقطة معينة.

لقد كان السبب الرئيسي لإظهار الإمارات العربية المتحدة موقفًا عدائيًا تجاه الإدارة الحاكمة في تركيا هو أن تجربة حزب العدالة والتنمية كان لها تأثير عميق على الشارع العربي.

لقد قرؤوا هذا الوضع باعتباره "تهديدًا" رئيسيًا لمجال نفوذهم، وكانوا لسنوات عديدة من المؤيدين لجميع أنواع المبادرات ضد حزب العدالة والتنمية. ويشمل ذلك قرار "تمويل" محاولة الانقلاب في 15 يوليو / تموز.

"إذن ماذا حدث وما الذي تغير؟"

هذا السؤال الذي هو أمامنا هو سؤال المليون دولار.

قبل الانتقال إلى "ماذا حدث"، من الضروري فهم "الذي حدث" بشكل صحيح.

من المفهوم أن هذه الاتفاقية الجديدة، التي وصفت بأنها ذوبان الجليد أو "دفن الخلافات"، قد تم تصميمها والموافقة عليها للمضي قدمًا على أساس عملي ووفق منطق "أولوية الاقتصاد".

وبحسب الأخبار والتقارير، فإن إدارة أبو ظبي تخطط للعودة إلى تركيا سريعًا وتفعيل الاستثمارات الاقتصادية هناك.

عندما حدثت التطورات المذكورة أعلاه في أغسطس، تحدثت إلى الجهات المختصة في تركيا والتي لديها معرفة بما يحدث وراء الكواليس، وقالوا لي، "لقد تمت دراسة ومناقشة كل شيء مسبقًا من قبل الطرفين وقد تم التوصل إلى اتفاق".

الآن، دعونا ننتقل إلى هذا السؤال.

"ما الذي حدث حتى تغيرت الأحوال هكذا؟"

ترى بعض المصادر أن تحسن العلاقات التركية الإماراتية ترتبط بشكل مباشر مع نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

القرارات التي اتخذتها إدارة بايدن أحدثت تطورات جديدة.

يقال مثل هذا:

ترامب كان هو السبب في توتر العلاقات بين تركيا والإمارات، لكن هذا الموقف تغير في عهد بايدن.

حيث قررت إدارة بايدن وقف مبيعات الأسلحة مؤقتًا إلى الإمارات والسعودية بسبب تدخلهما بشكل مباشر في حرب اليمن.

كما أن قرار الولايات المتحدة بالعودة إلى المفاوضات النووية مع إيران أدى إلى تغيير السياسة الخارجية لإدارة أبو ظبي.

حسنًا، ما هو دور الإدارة الأمريكية في تغيير نهج أبو ظبي تجاه تركيا؟

وفيما يتعلق بهذا الأمر، فقد علق بعض المحللين:

- لقد أدركت الإمارات بعد هذه التطورات، أن الصراع مع تركيا عديم الفائدة بالنسبة لها.

- وبالنسبة للإمارات فإن القتال ضد إيران مسألة وجود أو عدم وجود.

- كما أن الصراع مع تركيا يؤدي إلى "تضارب في المصالح".

ومن خلال هذا الوضع رأوا أنه لا جدوى من صب الزيت على النار ضد تركيا، بل على العكس فإن تحسين العلاقات سيعني فتح آفق اقتصادية هامة للإمارات.

هذا ما حاولت المصادر قوله عن تطبيع العلاقات مع الإمارات.

#تركيا
#الإمارات
#محمد بن زايد
#أردوغان
#أردوغان وابن زايد
#أبو ظبي
#استثمارات إماراتية في تركيا
٪d سنوات قبل
عهد جديد مع الإمارات: لماذا وكيف دُفنت الخلافات؟
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات