|
الاقتصاد رياضيات وليس فيزياء

تقول الرواية أنه حينما يمر الاقتصاد الأمريكي في أزمة ما، فإن الرئيس الأمريكي يدعو الاقتصاديين الذين يثقون بكلامه إلى البيت الأبيض. ليلقي كل واحد منهم في دلوه ويُثار النقاش، فيخرجوا بعدة حلول أو أفكار.

من قبيل؛ إذا فعلنا ذلك فستكون هناك تلك الإيجابيات، لكن في المقبل ستظهر تلك السلبيات. أو مثلًا؛ إذا فعلنا ذلك فقد يتم إصلاح هذا الجزء من المشكلة لكن من ناحية أخرى قد تظهر مشكلة أخرى. أو من قبيل؛ إذا قمنا بذلك ستتحسن هذه الأرقام وتلك، لكن يمكن أن تتدهور أرقام أخرى.. إلخ.

الاقتصاد مثل الرياضيات لا الفيزياء

هناك قاعدة في اللغة الإنجليزية مشهور، تقول (On the one hand, on the other hand) وتعني من ناحية ما، ومن ناحية أخرى. وهناك تعبير مشابه لذلك في اللغة التركية، يعني "من طرف ما، ومن طرف آخر.

حينما يسود النقاش الجوَ -الذي تحدثنا عنه مطلع المقال- في البيت الأبيض، يعرض الاقتصاديون الأمريكيون خططهم ونظرياتهم الاقتصادية التي يعرفونها أمام الرئيس، ويذكّرونه بهذه القاعدة، فيقولون له أن لكل خطة/نظرية مزاياها وعيوبها، لكن الرئيس يتوقف عن تحمل سماع ذلك، ليقول: “أريد خبيرًا اقتصاديًا لا تحمل نظرياته ناحية أخرى".

هذه القصة يرويها السيد جودت يلماز، رئيس لجنة التخطيط والميزانية في البرلمان التركي، والذي اجتمعنا معه مرتين في برنامجين تلفزيونيين لوقت طويل، الشهر الماضي.

كان الأساس المنطقي للحديث هو: “لا يوجد نموذج واحد في الاقتصاد. لا يمكن أن نرى الرياضيات كما الفيزياء".

دعونا نسأل الآن؛ ألم يكن ما قاله السيد جودت صحيحًا؟

بمعنى آخر، ألم تفشل وتُدحض وجهات نظر الاقتصاديين الذين لم يتوقفوا عن الخروج في البرامج التلفزيونية أو الكتابة في الصحف كل يوم، عن ترديد مقولتهم التي تقطع بأن الحل هو كذا فقط، وعلم الاقتصاد هو كذا وكذا فقط؟ ألم يتبين أنهم كانوا مخطئين بعد أن رأينا سعر الصرف كيف تم تخفيضه بطرق أخرى؟

ألم تنقلب مؤسسة "توصياد" رأسًا على عقب، بعد أن أصدرت بيانًا هاجمت فيه وطالبت بأنّ "قواعد الاقتصاد المقبولة عمومًا يجب أن يُعاد تطبيقها سريعًا"؟.

إذن الاقتصاد ليس مجالًا لا يقبل النقاش. نعم هناك في الاقتصاد آراء راسخة بالتأكيد يجب أخذها على محمل الجد، لكن هذا لا يعني أن يفرض أصحاب هذه الآراء أنفسهم بقوة ويزعموا أن لا حل آخر سوى هذا فحسب..

دعونا نصغي لرئيس غرفة تجارة إسطنبول، شكيب أفداغيتش

لقد كنت أتابع، رئيس غرفة تجارة اسطنبول، شكيب أفداغيتش منذ فترة. وأجد أنه من اللافت للنظر أن يصف مسار الاقتصاد ومتطلبات وتوقعات عالم الأعمال بطريقة متوازنة وجميلة، ويتصرف بدور بنّاء في الأوقات الحرجة.

وأزعم أن أفداغيتش هو اسم شهدناه مرارًا يقود هذا الدور البنّاء في السراء والضراء.

اتصلت به بالأمس وأجريت مقابلة سريعة حول آخر التطورات، وإليكم ما قاله شكيب:

- هذه الزيادة السريعة في أسعار الصرف، التي لم نفهمها ولم نجدها واقعية في الشهرين الماضيين، قد وصلت إلى مستوى أكثر منطقية ويمكن التحكم فيها مع الحزمة التي تم الإعلان عنها أمس (الإثنين)، والتي كانت خطوة مهمة وحيوية للغاية لعالم الأعمال.

- لم يكن هناك تفسير منطقي لتضاعف سعر الصرف الأجنبي تقريبا في شهر واحد. لم يكن لدينا سبب منطقي لتجربة ذلك في وقت كانت فيه جميع حركات الاقتصاد الكلي في تركيا معقولة وجيدة للغاية. لذلك ، اُتخذت الخطوات اللازمة لوضع هذا في مسار أكثر صحة.

- رأينا أول انعكاس إيجابي لهذا الأمر على أنه عودة سريعة إلى مستوى طبيعي أكثر في أسعار الصرف. نأمل أنه في غضون يوم أو يومين، سيتضح مكان مستوى الصرف الأجنبي الذي تم تشكيله حديثًا. ستنخفض امتدادات الموجة، لذلك مع ارتفاع سعر الصرف، لم تعكس الشركات التكلفة الإضافية المتكبدة بسبب الزيادة في سعر الصرف فحسب، بل أضافت أيضًا خطرًا على الأسعار بسبب المشاكل المتعلقة بإمكانية التنبؤ بسير الصرف. الآن كان هناك نوع من التطبيع، وبالتالي، زادت إمكانية التنبؤ وستزداد.

لدينا أيضًا اتصال لعملائنا. يتجه المستهلكون أيضًا إلى الشركات التي تتخذ خطوات سريعة في هذا الصدد. لأن القوة الاستهلاكية للمستهلك هي قوة مهمة للغاية. اثنان من الأسواق الخمسة المهيمنة في السوق يقومان بإجراء التعديلات على هذه الأسعار على الفور، وإذا استغرقت 3 منها وقتًا طويلًا، فيجب على المستهلك أن يوجه تسوقه سريعًا إلى أولئك الذين يظهرون حساسية تجاه هذه المسألة ويكافئهم.

هل سينخفض معدل التضخم أيضا؟

قطعا. على سبيل المثال، نظرًا لأن أسعار بعض السلع الأساسية والقائمة على الاستيراد مثل الحديد والصلب والأسمنت في عالم البناء يتم تحديدها في الغالب بالعملة الأجنبية ، فستكون هناك عودة وسيختفي عدم اليقين.

#الاقتصاد التركي
#الليرة التركية
#أردوغان
#تركيا
#محمد آجات
٪d سنوات قبل
الاقتصاد رياضيات وليس فيزياء
وسائل التواصل الاجتماعي تُساهم في إنقاذ ترامب
من سيحل محل هتلر في الرواية الصهيونية القادمة؟
نداء لأغنياء المسلمين
مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف": تنظيم "واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا لتركيا وحلف الناتو
غزة.. نقطة تحول تاريخية