|
الرقصة الخطيرة لحزب الشعب القومي" MHP" مع حزب الشعوب الديمقراطي " HDP"

قبل أن نعرف تفاصيل فخ الـ الغادرة في داغلجا جاءنا خبر استشهاد 13 شرطي في مدينة إغدر نتيجة انفجار الألغام الأرضية المزروعة من قبل العناصر الغادرة. إن مهاجمات العناصر الإرهابية الدنيئة يجب عليها أن تكون قد أدهشت العالم الغربي جزئياً في الآونة الأخيرة ولو أنها متعاطفة معهم جداً . بعد عملية القتل التي أعطت 29 ضحية خلال يومين فقط أكدت بأن الإرهابيين ليسوا كما وصفتهم الأفلام الوثائقية من أنهم أناس عاديون يمارسون حياتهم الطبيعية من التزين والعلاقات العاطفية.

بالاضافة إلى ذلك يجب أن يعلم الجميع بأن من المستحيل أن نصدق جميع هذه العمليات الارهابية تنفذ دون دعم من الغربيين. إن أخبث صورة تكشف حقيقة الـ PKKهو وجود "محاربين أجانب" في صفوف حربها الخبيثة.

وإن أردنا اسكتشاف من الذي يؤمن أطنان من المستلزمات الإرهابية ذات التقنية العالية وعن طريق من، نرى أن هناك شبكة متفرعة من العلاقات. ولكن النقطة التي يجب أن نركز عليها الآن هي الدعم العنوي-اللوجستي للسياسيين والاعلاميين تجاه هذه العمليات الإرهابية . يقول نائب رئيس الوزراء يالتشن أك دوغان بالنسبة إلى دوغان ميديا و إعلام الكيان الموازي أنهما يلعبان دور المُسَكّت تجاه هذه العمليات الإرهابية وفعلاً إنه تشبيه صائب.

إن ما يقوم به الإعلام التركي هو أبشع مما قامت به قناة بي بي سي من التزييف عندما أظهرت النساء الإرهابيات ذات الأيادي المغمسة بالدماء بصورة مزيفة عاطفية. بدلاً من أن يكون الاعلام في وقت تقتل فيه الـPKK العشرات من عساكرنا في اليوم الواحد عنصر فعال ووسيلة للمصالحة الشعبية في كل أنحاء البلد، ، فهي تصفّ مع الإرهاب لتتجه إلى نفس الهدف لضرب رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. الاحتجاجات التي تنفذ في جميع أنحاء البلد من حرق مباني الـPKK وفحص الهويات و قطع السير لفحص نمر السيارات تظهر بأن حسابات ردود الأفعال المحتملة بعد الهجمات تحسب بدقة عالية.

ودون ذلك أشكال الاحتجاجات التي تتفنن بها حزب الشعب القومي " MHP " بعد جنازات الشهداء، لا يمكن القول إلا أن رؤية حزب الشعب القومي تجاه السياسة التركية أصبحت تعطي قلقاً شديداً . إن جنازات الشهداء وحوادث القتل وبالأخص موت العساكر والشرطة لا يشكل أبداً مصدراً للحزن بالنسبة للـMHP. عناصر الـPKK تقتل من طرف ومن طرف آخر تذرف دموع التماسيح ذات الوجهين للـ MHP في وقت تفرفح فيه من الداخل. إن احتجاجاته التي مثلها في الجنازات لم تكن تمثل الألم تجاه الشهداء هي ليست صورة للحزن أبداً بل ردات الفعل هذه كانت تحمل أهدافاً سياسية فهي صورة من أقبح الصور التي يظهرها.

لا يوجد أحد يتذكر لتاريخ حزب الشعب القومي أي من اقتراح أو حل أبداه تجاه سياسة البلد. إن موقفه المعارض الذي أظهره تجاه مقابلات الائتلاف كان لا يتوافق أبداً مع أنطوليجية الأحزاب السياسية. بيد أن الهدف المبدئي والنهائي لجميع الأحزاب السياسية هو استلام السلطة وتنفيذ الوعود. كما ذكّرنا توغرل توركش بأن ألب أرسلان تركش كان أحد شركاء الائتلاف مع ثلاثة نواب في السبعينات وقدموا عدة مزايا للجماعات القومية. أما بالنسبة لباهتشلي فالشيء الوحيد الذي يقدمه تجاه حزبه و جماعته القومية زيادة أصواته عن طريق تفجير الغضب الكامن لمؤيديه باستعمال عاطفتهم تجاه الشهداء. ولكن الحقيقة هي عند انفجار الغضب الكامن لا يبقى في الساحة لاشعب ولا حتى حزب MHP. إن الربح المخطط هذا ليست نتيجته إلا صراعات في البلد تستحيل توحيد جماعاته.

الجميع يعرف بأن الهدف الأساسي لمهاجمات الـ PKK هو إزالة إمكانية معيشة الشعب التركي مع الشعب الكردي. والفائز الوحيد من هذه الفتنة هي جماعة الـPKK . ولكن احتجاجات ومواقف ومعارضات حزب الـ MHP تكشف بأنها تسير وراء أثر أقدام الـPKK بعد أن أضاعت طريقها .

بعد جميع المعارضات التي قدمها و طلبه بـ "الإدارة الدقيقة" تكشف شيئاَ آخر هو إنكار وجوده السياسي. لقد شاهدناه بعبرة بعد أن رأيناه يسهل واجبه بإفراغ دوره إلى العساكر وهو يظنّ بعدم وجود أي أحد سيسأله عن دوره تجاه السياسة ومدى فائدته .

من المستحيل ألا يثير فضولي مفهوم حزب الـ MHP عن القومية أو الوطنية بعد أن رأيت الدعم الكامل لتحريض بلد لم تتحد جماعاته حتى ضد الإرهاب. هل يا ترى يوجد عند باهتشلي وصفة لتوحيد الشعب وجعله يعيش بحب وسلام؟ إن كنت ضد الإرهاب كما تزعم لهذه الدرجة، ألا كان من اللازم عليك أن تدعم عناصر المقاومة التركية ضد الارهابيين؟ ألا ترى بأنك بكل حركة تتحركها وبكل جملة تقولها تكسر فيها قوة عزم المقاومين وتُسرُّ الـ PKK؟

حقاً.. ياترى قوميتك هذه لأي بلد ولأي شعب ؟


9 yıl önce
الرقصة الخطيرة لحزب الشعب القومي" MHP" مع حزب الشعوب الديمقراطي " HDP"
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات
هجمات إسرائيل على عمال الإغاثة في غزة تضع بايدن في اختبار صعب
الجماعات الدينية المحافظة.. من وجَّه غضبها نحو أردوغان؟
ثورة المتقاعدين