|
الضحك على احتراق الأقصى وقتل الأطفال أمام حائط المبكَى!

تواصل إسرائيل إرهابها في المناطق التي تحتلها دون أي اكتراث بقرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية والمعاهدات الثنائية، مواصلة في الوقت ذاته عنجهيتها بكل غرور. فهي تدرك في النهاية أنها مهما فعلت تبقى الولد المدلل للولايات المتحدة. لا سيما وأن السياسة الأمريكية بحد ذاتها محتلة من قبل إسرائيل أيضًا.

علينا أن نعلم أنه قبل احتلال القدس، تم احتلال الولايات المتحدة، وأوروبا، والعديد من دول العالم التي ظنّت نفسها يومًا أنها دول.

لم يُقل عبثًا "القدس ليست قدسًا فحسب، بل هي مرآة عالمنا". أي أن ما يحدث في العالم ينعكس على القدس، أو على العكٍ؛ ما يحدث في القدس ينعكس على العالم بشكل مباشر. فالإرهاب الذي يحدث في القدس هو ذاته الإرهاب السائد في العالم وبالمنطق ذاته، وكما أنه لا أحد يصف الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل في القدس بأنه "إرهاب"، كذلك الأمر لا أحد يصف الإرهاب الحقيقي القائم في العالم بأنّه "إرهاب".

بل والأفظع من ذلك، هو أن ضحايا ذلك الإرهاب من أجل أن يكونوا خانعين خاضعين على الدوام، سرعان ما يتم وصفهم بـ"الإرهاب" لمجدر أن يفكروا برفع رؤوسهم، وبذلك يغدو الإرهابيّ منضالًا والمظلوم إرهابيًّا. وهذا المنطق المنافق السائد في العالم إنما استقى أو استورد ذلك للمرة الأولى من عنجهية إسرائيل وإفكها وممارساتها الإرهابية في القدس.

ينص كتابهم ضمن الوصايا العشر على عدم الكذب "لا تكذب"، إلا أنهم من خلال تحركاتهم الدعائية والتصويرية يعكسون الحقيقة والواقع الصحيح 180 درجة، بأساليب لم ير لها مثيل في تاريخ العالم. لأنه يفكر في الواقع بأنه في الأصل ليس مدينًا للجماهير التي يكذب عليها، بأن يقدم أو يعرض لها الحقيقة.

إن الشعور بالفوقية على الآخرين الذي يستمدونه من المفهوم الديني "المحرّف"، يجعلهم بمرور الوقت يشعرون بـ"اللامسؤولية" على أقل تقدير. ولذلك، فإن تفسير الأمر بعدم القتل الواردة في الكتاب "لا تقتل"، تعني بالنسبة لهم عدم قتل أي إنسان يهودي فحسب. ومعنى "لا تكذب" أي عدم الكذب على اليهودي فحسب. ومعنى "لا تسرق" أي عدم سرقة "أخيك اليهودي" فحسب. وما عدا ذلك فلا توجد أدنى مسؤولية تجاه البشرية جمعاء باستثناء اليهود فقط، حيث أن غير اليهود ليسوا بشرًا في الأصل بالنسبة لهم.

حينما يقول كتابهم "لا تأكل الربا" فهذا يعني عدم أخذه من اليهودي فقط، أما من غير اليهودي فلا حرج. كما أنه لا حرج ولا مسؤولية أبدًا في قتل الفلسطيني وسرقة أرضه وممتلكاته.

لم يعد هناك معنى لاحترام معابدهم، لا سيما وأن هذه المعابد لا تستند لحقيقة ولا لصحة. فهم يرون المساجد والكنائس على حد سواء بلا فائدة، وينظرون للمسلمين والمسيحيين على أنهم يصلّون عبثًا بأديانهم الخرافية التي لا فائدة منها. الأهم بالنسبة لهم هو عبادتهم الخاصة ومعابدهم وعقيدتهم ودينهم وجماعتهم.

وبما أنّ الحال قد استمر مع هذا المنطق 2500 عامًا فإن الأرض باتت لهم، وعلى مدار الـ2500 عامًا التي خلت أيًّا كان الذي يحدث، وأيًّا كان الذي استقرّ فيها، فإن الأهم بالنسبة هم هو العلاقة بينهم وبين "صهيون". سواء اعترفت قوانين الملكية والحقوق الدولية بذلك أم لا، لا يهمهم. الأهم هو أن يعودوا لهذه الأرض حتى ولو أضرّ ذلك بسلام العالم واستقراره. لا يوجد أهمية على الإطلاق لآلام الآخرين، حيث أن "الإله" وفق منظورهم سخر جميع البشر لخدمتهم. وليس لليهود أي مسؤولية أخلاقية تجاههم. وليس على اليهود أي التزام باحترام معتقدات الناس، أو الإحساس بأوجاعهم ومعاناتهم.

منذ لحظة وصولهم لفلسطين واحتلالها لم يتراجعوا خطوة واحدة عن تحقيق الأهداف الصهيونية التي وضعوها أمامهم. إن أي "سلام" مؤقت أو معاهدة ما تتحق بعد جهود دولية حثيثة، لا تعني بالنسبة لإسرائيل إلا فرصة لكسب مزيد من الوقت ليس إلا.

ومع كل اتفاقية كانوا يعقدونها، كانوا في اليوم ذاته يُخرجون الفلسطينين من منازلهم عنوة ويسلبونهم حقوقهم وممتلكاتهم، لتوطين اليهود الذين جلبوهم من كل حدب وصوب، ولم تتوقف سياسة التوطين هذه يومًا ما.

الشيء ذاته يتكرر مؤخرًا في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، حيث عاودت إسرائيل هجماتها مجددًا من أجل إخلاء الحي وتهجير الفلسطينينن من منازلهم لتوطين اليهود. ومن أجل مواجهة مقاومة الفلسطينينن المقدسيين كالعادة تقوم إسرائيل بواحدة من اعتداءاتها الروتينة على المسجد الأقصى، إلا أنها هذه المرة رفعت السقف كثيرًا. نعم إن الهجمات الأخيرة تجري تحت سقف مرتفع من جميع النواحي، لأن ذلك بالنسبة للصهاينة يمثّل "مرحلة" بعينها في طريق الاحتلال المستمرّ.

حينما ينظر الصهاينة للمسجد الأقصى فطالما يحلمون على الدوام بانهياره أو احتراقه، فهم لا يحترمون الناس الذين يعبدون الله فيه. لأن دين الناس هؤلاء باطل بنظر اليهود، وبالتالي عبادتهم لا تجدي نفعًا بأي حال. وإن هذا الفهم يؤدي حتمًا إلى ظهور أخطر نهج في العالم وكأثر تعصبًا ووحشية. حيث لا يمكن في جوهر هذا النهج سوى الإرهاب والعنصرية واللإنسانية والقتل والمجازر الوحشية الجماعية.

لقد أظهرت بعض المشاهد كيف أن حشدًا يهوديًّا كبيرًا أمام حائط المبكَى التاريخي يرقصون فرحًا وهم يشاهدون نيران تعتلي من باحة المسجد الأقصى، نتجت عن رصاصات الاحتلال الصهيوني الإرهابي، لقد كان هذا المشهد وحده أكثر المشاهد ظلامية في تاريخ البشرية.

علاوة على ذلك، في تلك اللحظات ذاتها كانت تتوارد أنباء عن سقوط 26 شهيدًا فلسطينيًّا بينهم 10 أطفال. كان يتراقصون أمام حائط المبكى الذي من المفترض أن يبكون فيه، وهم يضحكون كالبهائم دون عقل.

إلى أي مدى تلك المشاعر وحشية! ألم يتركوا في هذا الجدار بعد هذا التراكم من السنين سوى الضغينة والحقد والكراهية؟ ألا توجد مشاعر أخرى غير الوحشية يتغذون عليها؟

إن نهجهم القائم على عدم إظهار أدنى احترام مسجد، أو أي تعاطف إزاء حياة الإنسان ومقتل الأطفال، لهو أسوأ كارثة يمكن أن تحدث للعالم.

إن مسجد الأقصى ذاته بالنظام العالمي الذي كان يمثله، قد جعل اليهود أنفسهم في مأمن على مدار قرون طويلة من المجازر والاضطهادات والتهديدات.

إن تدمير المسجد الأقصى لا يشير في النهاية سوى إلى انهيار الملجأ الوحيد والأخير الذي لجأ إليه اليهود عبر التاريخ، والذي سيضطرون للجوء إليه حتمًا للاحتماء به عاجلًا أم آجلًا.

هل يعرفون ذلك يا ترى؟

#حائط المبكى
#حائط البراق
#اليهود
#المسجد الأقصى
#فلسطين
#ياسين أكتاي
٪d سنوات قبل
الضحك على احتراق الأقصى وقتل الأطفال أمام حائط المبكَى!
وسائل التواصل الاجتماعي تُساهم في إنقاذ ترامب
من سيحل محل هتلر في الرواية الصهيونية القادمة؟
نداء لأغنياء المسلمين
مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف": تنظيم "واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا لتركيا وحلف الناتو
غزة.. نقطة تحول تاريخية