- تزايد الطلب على المعادن لأدوات الطاقة المتجددة يعني مزيدا من المناجم - الانبعاثات الكربونية تسجل قمة تاريخية جديدة في 2023 - إنتاج توربين قادر على إنتاج 5 ميغاواط من طاقة الرياح يحتاج إلى 50 طنا من البلاستيك
بينما تتسارع الجهود العالمية لتبني مصادر الطاقة المتجددة بصدارة الطاقة الشمسية، والرياح، وبدرجة أقل الطاقة الكهرومائية، تثور تساؤلات حول إمكانية أن تكون هذه المصادر ملوثة في مراحل معينة من إنتاجها، قبل الوصول إلى مرحلة التشغيل وتوليد الطاقة الكهربائية.
وقدم الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها، أمين الناصر، الثلاثاء، أرقاما ومؤشرات حول حاجة صناعة الطاقة المتجددة إلى النفط الخام ومصادر الطاقة التقليدية الأخرى.
الناصر، كان يتحدث في جلسة خلال أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، وانطلقت أعمالها أمس وتستمر حتى 31 من الشهر الجاري، تحت عنوان "أفق لا متناه: الاستثمار اليوم، لصياغة الغد.”
وقال الناصر إن إنتاج توربين قادر على إنتاج 5 ميغاواط من طاقة الرياح، يحتاج إلى 50 طنا من البلاستيك لصناعته، بينما إنتاج سيارة كهربائية واحدة يحتاج بين 200 إلى 250 كيلوجراما من البلاستيك.
وأضاف: ”لذلك فإن إنتاج مصادر الطاقة المتجددة تحتاج إلى مزيد من النفط والغاز لإنتاج أدوات هذه المصادر.. وبرأيي فالطلب العالمي على النفط الخام سيواصل النمو خلال السنوات المقبلة“.
وتفتح تصريحات الناصر الباب أمام حقيقة أن مصادر الطاقة المتجددة، قد تكون ملوثة في مراحل معينة من إنتاجها، قبل الوصول إلى مرحلة التشغيل وتوليد الطاقة الكهربائية.
في عام 2022، وصلت الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة إلى مستوى قياسي بلغ 1.3 تريليون دولار، بزيادة 70 بالمئة عن مستويات ما قبل وباء كورونا في عام 2019، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ومن المتوقع أن يرتفع الرقم بشكل أكبر في السنوات المقبلة مع تسابق العالم لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
** الحاجة للمناجم
يظهر تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في يونيو/ حزيران الماضي، أن العالم سيحتاج إلى الكثير من المعادن الأساسية لغرض تحول الطاقة، ما يعني إنشاء مزيد من المناجم اللازمة للتنقيب والاستخراج.
وتعتبر المناجم، واحدا من مسببات الانبعاثات الكربونية، بسبب عمليات الحفر والتنقيب، ثم استخلاص المعادن من التربة، وصولا إلى تجميعها وتصنيعها قبل إدماجها في تصنيع أدوات الطاقة المتجددة مثل بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والخلايا الشمسية.
ويتركز إنتاج المعادن الأساسية، مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت والنحاس والعناصر الأرضية النادرة، في دول محددة، حيث تنتج تلك الدول أحيانا أكثر من نصف إمدادات العالم من تلك العناصر، وفق المنتدى الاقتصادي العالمي.
ووفق بيانات وكالة الطاقة الدولية، يأتي أكثر من نصف الكوبالت من الكونغو؛ ويأتي أكثر من نصف الليثيوم من أستراليا، ويأتي أكثر من نصف المعادن الأرضية النادرة من الصين.
وفي حين تنمو الطاقة النظيفة خلال السنوات المقبلة، فإن ذلك يعني مزيدا من الحفر والتنقيب واستهلاك مزيد من الطاقة للحصول على المعادن اللازم، إذ من المرجح أن يرتفع الطلب على الليثيوم بحلول عام 2030 عشرة أضعاف أو أكثر مما هو عليه اليوم.
** الحاجة للمعادن
وفي جزئية بطاريات السيارات الكهربائية وبطاريات السيارات التقليدية، تظهر مؤشرات صادرة عن منصة STATISTA الألمانية للإحصاء، أن المركبات الكهربائية العاملة بالبطاريات تتطلب معادن أكثر بكثير من المركبات التقليدية.
إذ تحتاج بطارية السيارات الكهربائية الواحدة، إلى 53.2 كيلوجراما من النحاس الخام، مقابل 22 كيلوجراما من النحاس الخام لتصنيف بطارية السيارة التقليدية.
بينما تحتاج بطارية السيارات الكهربائية الواحدة إلى 24.5 كيلوجراما من المنغنيز، مقارنة مع قرابة 11 كيلوجراما لتصنيع بطارية سيارة تقليدية واحدة.
كما تتطلب بطارية السيارات الكهربائية كميات متفاوتة من الليثيوم والكوبالت والنيكل والجرافيت والأتربة النادرة، في حين لا تتطلب المركبات التقليدية ذلك بالمطلق، وفق بيانات STATISTA.
وارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الإجمالية المرتبطة بالطاقة بنسبة 1.1 بالمئة في عام 2023؛ إذ وصلت الانبعاثات إلى مستوى قياسي جديد بلغ 37.4 جيجا طن، وفق وكالة الطاقة الدولية.
إلا أن مصادر الطاقة المتجددة (الشمس، الرياح، الهيدروجين، الطاقة النووية)، تستحوذ على قرابة 15 بالمئة من الانبعاثات الكربونية للغلاف الجوي، بينما 85 بالمئة المتبقية تتوزع على الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
ويعتبر الفحم المسبب الأول والأبرز للانبعاثات بنسبة 30 بالمئة من مجمل الانبعاثات السنوية، وهو أيضا يستحوذ على قرابة 30 بالمئة من مزيج الطاقة العالمي.