انطلق منتدى ومعرض الأعمال التركي الإفريقي بنسخته الثانية، الثلاثاء، بمدينة إسطنبول، لبحث سبل التعاون المشترك بين رجال أعمال ومستثمرين من الجانبين.
ويستمر المنتدى AFEX'2024 الذي تنظمه "جمعية الأعمال في تركيا وإفريقيا" التركية يومين، ويتضمن فعاليات تشمل معرضا لشركات من الجانبين، وندوات تناقش آفاق التعاون المشترك.
وخلال الجلسة الافتتاحية، قال رئيس الجمعية فاتح أكبولوط، إن أنشطة المؤسسة انطلقت قبل 12 عاما من جنوب السودان، ونفذت حتى اليوم نحو 200 فعالية، أهمها النسخة الأولى من المنتدى العام الماضي.
وأضاف: "الجمعية تعمل مع 110 مؤسسات في إفريقيا، واستقبلت في تركيا خلال سنوات نحو 10 آلاف رجل أعمال، فضلا عن تنفيذ فعاليات في البرازيل وأمريكا وهولندا ودبي، إضافة إلى تنظيم عدة لقاءات ثنائية".
وأشار أكبولوط إلى أن الجمعية تعتزم تنفيذ النسخة الثالثة من المنتدى في يونيو/ حزيران 2025.
ويتضمن المنتدى عدة جلسات منها "عالم الأعمال بتركيا بعيون رجال الأعمال الأفارقة"، وجلسة أخرى بعنوان "موقع إفريقيا المتصاعد: دور التحول للرقمنة وقصص مختلفة".
من ناحيتها، أكدت وزيرة الإدارة المحلية في أوغندا، بوسينس فكتوريا روسوكي، ضرورة الاستفادة من الفرص بين تركيا والدول الإفريقية عبر الاستثمار المتبادل لرفع اقتصاد الدول ذات العلاقة إلى "آفاق أكبر".
وأضافت في كلمتها بافتتاح المنتدى: "أوغندا وصلت للاستقرار بعد حروب طويلة، والوقت حان للنهوض بالاقتصاد، ولهذا سنعمل على التحول والنهوض الاقتصادي الجماعي ونركز على السياحة وتحسين العلاقات مع الجميع".
وتابعت: "بعد مشاهدة إسطنبول، آمل أن نرفع مستويات مدننا إلى درجتها، يمكنكم زيارة بلادنا ورؤية إمكاناتها".
ولفتت الوزيرة إلى حاجة أوغندا لقطاع الإنشاءات، وعمل شراكات ووضع استراتيجيات لمواجهة الكوارث في البلاد.
المنسق العام للمنتدى والمعرض محمد أوكان أوزكان، قال إن "تركيا لديها استراتيجية رابح-رابح في إفريقيا، والجمعية تسعى لجمع رجال الأعمال من تركيا وإفريقيا لعقد شراكات مستدامة".
وأضاف في كلمته بالافتتاحية: "نهدف لتذليل الصعاب والسير في الطريق سويا، ويمكن لإفريقيا الاستفادة من إمكانيات تركيا في التكنولوجيا والإدارة المحلية عبر التجارة والشراكات الثنائية، ومن خلال هذه اللقاءات فإن النجاحات لن تكون بعيدة".
من ناحيته، تحدث سفير جنوب السودان في تركيا ماجوك كواندج قائلا: "وتركيا شريك استراتيجي للاتحاد الإفريقي، وعندما يعمل الطرفان لمصلحتهما فسيحققان ربحا متبادلا عبر مبدأ رابح-رابح".
وشدد على حرص رجال الأعمال الأفارقة على القدوم إلى تركيا للحديث مع نظراهم الأتراك بشأن "الفرص الكبيرة في إفريقيا والتي تجذب اهتمام المستثمرين الأتراك"، مؤكدا "وجود تقنيات متطورة في تركيا يمكن نقلها إلى إفريقيا".
من جهته قال سفير غانا في تركيا نيكولاس بيتر أندو، إن "إفريقيا ستصبح مع مرور الوقت قارة ذو أهمية أكبر، وبعض الدول تحاول حاليا اكتشاف الفرص فيها".
وأشار إلى أن "سكان إفريقيا يتجاوزون 1.3 مليار، ينتقلون إلى الطبقة الوسطى (من حيث الرفاهية)، الأمر الذي يجعل القارة سوقا كبيرا" للدول المصنعة.
وأكمل: "الحكومات الإفريقية تسعى لتوحيد جهودها للتوصل إلى التجارة الحرة بمركز غانا، ونأمل أن نقدم مزيدا من الفرص للمستثمرين، فهناك إمكانيات وفرص لم تكتشف بعد في الطاقة والإنشاءات والتعليم والطب".
وشدد السفير الغاني على أن "تركيا تعتبر شريكا هاما لإفريقيا التي تتمتع بفرص استثمارية كبيرة، ونحن وضعنا آليات لتشجيع الاستثمار هناك، واعتقد أن تركيا تعمل على اكتشاف تلك الفرص".
من ناحيته، صرح زيّاد عبد السلام، السفير النيجيري لدى تركيا، أنهم يواصلون العمل لتشجيع المستثمرين في بلاده.
وقال: "هناك دعم كبير لمن يود الاستثمار في نيجيريا، والسفارة مستعدة لتقديم كامل الدعم في هذا الصدد".
وأضاف: "هناك توجه في نيجيريا لتطوير المصادر البشرية والبنية التحتية، وتوفير فرص عمل ونظام صحي وصديق للبيئة، وتطوير التكنولوجيا والزراعة والتعليم".
وأردف: "لذا يجب استخدام ثروات البلاد بشكل أفضل، وتركيا نموذج في هذا الصدد، وبالتالي هناك عزم بين قيادة البلدين على جمع رجال الأعمال من الجانبين للعمل في هذه المجالات".
وشدد عبد السلام على أن تركيا شريك موثوق للغاية بالنسبة لبلاده.
وقال: "أدعو جميع الضيوف الكرام ورجال الأعمال الأتراك لاكتشاف إمكانات نيجيريا".
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى عروضا تراثية إفريقية وتوزيع دروع تذكارية والتقاط صور جماعية، قبل أن يبدأ رجال الأعمال بالتجول في أرجاء المعرض وبدء اللقاءات الثنائية.