ذهب قرار الحظر الذي فرضته كندا على تركيا، والذي يتعلق بحظر تصدير منتجات تكنولوجيا الطائرات المسيرات، أدراج الرياح، بفضل تطوير تركيا أسلحتها محليًّا.
حيث أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، مصطفى وارنك، أن شركة أسيلسان التركية للصناعات الدفاعية طورت أنظمة مراقبة واستهداف محلية (CATS).
وأضاف في تصريح للأناضول، السبت، عقب زيارته مقر الشركة في أنقرة، أن عملية التطوير تمت عقب قرار الحكومة الكندية تعليق تصدير هذا النوع من الأنظمة إلى الشركة التركية المنتجة لطائرات بيرقدار المسيرة.
وأشار إلى أن تركيا تبذل جهودا كبيرة في السنوات الأخيرة من أجل إنتاج المعدات التكنولوجية التي تحتاجها بنفسها، لافتا إلى أن مجال الصناعات الدفاعية يأتي في مقدمة هذه المجالات.
وأضاف أن بعض الدول تفرض قيودا أو حظرا على صادرات التكنولوجيا إلى تركيا بشكل علني أو سري، لافتا إلى ارتفاع نسبة الإنتاج المحلي في الصناعات الدفاعية من 20 إلى 70 بالمئة في السنوات الأخيرة.
بدوره قال رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرائسة التركية، إسماعيل دمير، أن الحظر المفروض على صناعة الدفاع يفتح الطريق أمام تركيا لتسريع العمل على إنتاج متطلباتها الدفاعية بشكل محلي والاعتماد على نفسها.
وقال رئيس المؤسسة إسماعيل دمير، في تغريدة على تويتر الأربعاء: "الحظر يدفعنا للرؤية بشكل أفضل لاحتياجاتنا، والعمل بشكل أسرع على اختيار المنتج الذي يتطلب إنتاجه محليا".
وأضاف ساخرا من قرار كندا إلغاء تصاريح صادرات تكنولوجية عسكرية إلى تركيا: "نحن نضحك على العقوبات والحظر المفروض علينا، وأفضل مثال على ذلك هو إنتاجنا لكاميرات (CATS) بواسطة شركة (أسيلسان) التركية.. نحن لسنا مرتبطون بأي دولة في العالم".
وتابع: "أظهر هذا الحال لنا ولأمتنا مرة أخرى أن الصناعات الدفاعية لدينا مستمرة في طريقها وبقوة تحت قيادة الرئيس (رجب طيب) أردوغان، وأنه لا يمكن لأحد إيقاف تطويرنا لبرامج الصناعات الدفاعية".
تمكنت تركيا من تطوير نظام الاستطلاع والمراقبة الكهروضوئي لاكتشاف الأهداف (CATS)، بعد جهود طويلة وعمل مكثف من قبل المهندسين الأتراك.
وبفضل هذا النظام المحلي الصنع لن تكون تركيا مضطرة لاستيراد أنظمة مراقبة كندية، حيث كانت تستوردها طيلة الخمسة أعوام الماضية.
وحسب ملعومات حصلت عليها يني شفق، فإن نظام المراقبة التركي محلي الصنع " CATS” تم تطويره ليكون صالحًا للطائرات المسيّرة بدون طيار وغيرها من الطائرات العادية والمروحيات.
ويصل ثقل هذا النظام إلى 61 كيلوغرام، كما يشتمل على العديد من الميزات مثل المعالجة المتقدمة للصور، ووحدة القياس الداخلية بالقصور الذاتي، ومقياس مسافة الليزر، والإشارة للهدف، ومؤشر الليزر، وكاميرا الإضاءة المنخفضة.
وتتمتع كاميرا نظام المراقبة، بفتحة عدسة يبلغ حجم قطرها 220 مم. كما أن بإمكانه تتبع عدة أهداف في وقت واحد، وتحديد اتجاه وسرعة الهدف المتحرك.
ويمكن للنظام التركي محلي الصنع أيضًا، أن يميّز الأهداف من خلال الليزر، وضربها بصواريخ موجهة بالليز كذلك، فضلًا عن أن بإمكانه العمل في درجات حرارة منخفضة جدًّا.
وكانت كندا قد أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، تعليق تصاريح صادرات تكنولوجية عسكرية إلى تركيا، انزعاجًا من النصر الذي حققته القوات الأذربيجانية التي استخدمت المسيّرات التركية ضد أرمينيا المحتلة.
وزعمت كندا آنذاك أن قرار تعليقها يأتي بهدف التأكد من استخدام المسيّرات في الصراع الذي دار بين أذربيجان ضد أرمينيا التي كانت تحتل إقليم قره باغ الأذربيجاني أواخر العام الماضي.
والإثنين الماضي، أعلن وزير الخارجية الكندي، مارك غارنو، أن بلاده ألغت بشكل تام تصاريح تصدير تتعليق بتكنولوجيا الطائرات المسيرات إلى تركيا، بعدما تأكدت من استخدامها في إقليم "قره باغ" الأذربيجاني الذي تم تحريره مؤخرا من الاحتلال الأرميني.
