في إطار مشروع إنشاء قاعدة علمية تركية في القطب الجنوبي، يعتزم فريق علمي ثالث، التوجه إلى القطب أواخر الشهر الجاري، برفقة الرياضية التركية شاهقة أرجومنت صاحبة الرقم القياسي العالمي في الغوص الحر.
وتؤشر هذه الرحلة الجديدة الهادفة لإنشاء القاعدة العلمية في القطب الجنوبي، إلى تثبيت أقدام تركيا في القارة البيضاء ودخولها بشكل قوي كعضو فعّال في نادي الأنترتيكا.
وبدأ العد التنازلي لانطلاق ثالث الرحلات الوطنية التركية إلى القطب الجنوبي، بعد أن تحدد موعدها في 25 يناير/كانون الثاني الحالي.
وتتواصل الاستعدادات بشكل مكثف قبيل انطلاق الرحلة العلمية التي تأتي ضمن "مشروع إقامة قاعدة علمية تركية بالقطب الجنوبي/ أنتارتيكا" الذي يتم بالتنسيق مع مركز الأبحاث القطبية التابع لجامعة إسطنبول التقنية (حكومية)، وبرعاية من رئاسة الجمهورية ووزارة العلوم والصناعة والتكنولوجيا
وتواصل الرياضية التركية التي ستتوجه إلى القطب الجنوبي نهاية الشهر الحالي، تدريباتها، مبدية رغبتها في رفع العلم التركي هناك بكل فخر واعتزاز.
وفي تصريح للأناضول، شددت أرجومنت على أهمية إنشاء تركيا قاعدة علمية في القطب الجنوبي.
وقالت أرجومنت إنها تلقت عرضا من وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك، بالتوجه إلى القطب الجنوبي مع الفريق العلمي التركي الثالث.
وفي هذا السياق قالت أرجومنت: "عندما حطمت الرقم القياسي في الغوص الحر العام الماضي، اتصل وزير الصناعة والتكنولوجيا ليهنّئني، وحينها عرض عليّ التوجه إلى القطب مع الفريق العلمي التركي، وقال لي بإمكانك المساهمة في هذا المشروع من خلال الغوص، وهذا العرض أسعدني كثيرا".
وأوضحت أنها تواصل استعدادتها وتمارينها في تركيا، وأنها زادت من نسبة الدهون في جسمها من أجل مقاومة البرد الشديد هناك.
وبسبب خطر انخفاض حرارة الجسم نتيجة انخفاض درجات الحرارة في القطب الجنوبي إلى 30 - 40 درجة تحت الصفر، قالت أرجومنت إنها تخطط الغوص لفترات زمنية قصيرة.
وتابعت قائلة: "خططنا للغوص لفترات زمنية قصيرة من 20 إلى 30 دقيقة، وليس لدينا فرصة لقضاء فترة طويلة داخل الماء في القطب الجنوبي، ولا نخطط للغوص العميق، لأننا سنصادف الحيتان وأسماك القرش التي لم ترى إنسانا بعد، ولا نعرف كيف ستكون ردة فعل هذه الحيوانات".
وأكدت أنها اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة المخاطر التي قد تحدث أثناء الغوص، مثل كيفية انتظار السفينة فوق الصفائح الجليدية.
ولفتت إلى أن الغواصين لا يفضلون الغوص في مياه القطب الجنوبي بسبب كثرة المخاطر، وأنها ستكون واحدة من الغواصين النادرين الذين دخلوا مياه القطب.
وأردفت قائلة: "سأكون أول إمرأة تركية تحبس أنفاسها وتغوص في مياه القطب الجنوبي دون أنبوب".
وذكرت بأن رحلتها إلى القطب ستستمر 30 يوما، وأنها ستواجه صعوبات خلال الفترة، لا سيما أن وسائل التواصل مثل الهاتف والانترنت لن تكون موجودة خلال الرحلة.
واستطردت قائلة: "نذهب إلى القطب من أجل إجراء بحوث تكنولوجية وعلمية، لكننا سنكون بعيدين عن الخدمات التكنولوجية هناك، وجيد أن ترى أن بعض أجزاء العالم لا يحكمها سوى قوانين الطبيعة".
يُشار إلى أن 9 علماء أتراك شاركوا في الرحلة الوطنية الأولى للقطب الجنوبي، في الفترة بين 26 فبراير/شباط إلى 4 نيسان/أبريل 2017، فيما انطلقت الرحلة الثانية في 15 فبراير/شباط الماضي، بمشاركة أوسع من التخصصات.
