إسطنبول (تركيا)/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول
قال رئيس جمعية "بيت الإعلاميين العرب في تركيا"، محمد زاهد غول، إن الجمعية تهدف إلى أن تكون جسرا للتواصل بين المؤسسات والإعلاميين العرب في تركيا والمؤسسات الرسمية التركية؛ بعد أن أصبحت تركيا تستضيف عددا كبيرا منهم، مشيرا إلى ان تركيا مؤهلة لأن تصبح مركزا إعلاميا عالميا وليس فقط عربيا.
وفي مقابلة مع الأناضول، أفاد زاهد غول بأن فكرة الجمعية جاءت في إطار أن "وسائل (الإعلام) العربية أصبحت منتشرة في تركيا، وعددها كبير للغاية، وهذه المؤسسات تعاني ضعفا في التواصل مع الحكومة التركية من جهة، ومع بعضها البعض من جهة أخرى، وأغلبها لا تعرف بعضها البعض، ولا يوجد بينها تواصل، حتى لو هناك توافقا في الأجندة والتوجهات الفكرية".
وأضاف في المقابل أن "السياسيين في تركيا ليست لديهم معرفة ودراية بواقع الإعلام العربي في تركيا، وحتى عندما يسمعون عن أرقام وحقائق حول بعض المؤسسات، فإنهم يُصدمون، وكأنهم يسمعون بها لأول مرة، ولهذا حاولت في هذه الجمعية أنا وأصدقاء إعلاميين عرب وأتراك أن نكون جسرا للتواصل بين الإعلاميين العرب الموجودين في تركيا والإعلاميين والجهات الرسمية في تركيا".
وأوضح أن ذلك ممكن تحقيقه "عبر فعاليات وأنشطة كثيرة نتمنى القيام بها خلال المرحلة المقبلة"، معتبرا أن "هناك اشكالات وعوائق يواجهها الإعلام العربي في تركيا، وإن كانت هناك مؤسسة أهلية (الجمعية) تستطيع التحدث باسم هذه المؤسسات، وتخاطب الجهات الرسمية بهذه الاشكالات، فستكون خير جسر للتواصل".
وأردف أن "هذه الهيئة بالمعايير والضوابط التي وضعتها تشكل دور الرقابة التي يلتزم بها الإعلام التركي بشكل مباشر، ولكن هذا الأمر لا تلتزم به بعض الوسائل الإعلامية العربية التي تبث من تركيا، فلا تلتزم بالقانون التركي، ولا بمواثيق الشرف الإعلامية الموضوعة".
وأعرب عن اعتقاده بأن "هناك وسائل إعلام تخرج عن ميثاق الشرف الإعلامي مهنيا قبل كل شيء، بغض النظر عن الجهات التي صدرت منها المواثيق، وهذا الخروج عن أخلاقيات المهنة، سيجلب كثيرا من الأضرار على الإعلام العربي، وحقيقة يجب عليهم أن يكونوا سندا لبعضهم البعض".
وعن ماهية هذه المشكلات، أفاد رئيس الجمعية بأن "بعضهم يواجه مشلكة في أذون العمل، وآخرون في استصدار الإقامات، فيما يواجه غيرهم مشكلات أخرى، والكثير من الإعلاميين العرب غير ملمين بالكثير من القوانين التركية، وسنحاول التعريف بالقوانين، التي يجب عليهم معرفتها في أعمالهم، وكذلك في حياتهم الشخصية".
وبشأن الآليات التي ستتبعها الجمعية لتكون جسرا بين الطرفين، قال زاهد غول: "معنا أشخاص من رئاسة الوزراء، ومن هيئة الصحافة التابعة لرئاسة الوزراء، ومن الدبلوماسية العامة، ولدينا تواصل مع أكثر من جهة حكومية، وسنحاول الوصول إلى جميع الجهات المختصة، ومنها وزارتي العمل والداخلية، ورئاسة الوزراء، ورئاسة الجمهورية".
وتابع: "سنقدم إلى هذه الجهات المشكلات التي يواجهها الإعلام العربي في تركيا، والتحديات التي يمر بها الإعلاميون العرب بشكل مباشر، وسنحاول وضع الحلول المناسبة لها عبر هذه الجهات".
وبالنسبة إلى التواصل مع المؤسسات والإعلاميين، قال: "تواصلنا مع عدد كبير من المؤسسات العربية العاملة في تركيا، مع قرابة 50 مؤسسة بين قنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية ومجلات وجرائد، وتواصلنا مع شركات إنتاج إعلامي، من خلال إعلاميين معروفين (لم يسمهم)، وهؤلاء جزء من الجمعية، ونتمنى انضمام الجميع كأفراد ومؤسسات إلى الجمعية".
ومضى موضحا: "اتفقنا على تشكل مجموعة من اللجان، علمية، وحقوقية، ولجنة الفعاليات والأنشطة الخارجية، ومن المزمع عقد مؤتمر يتناول واقع الإعلام العربي في تركيا، يومي 23 و24 سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث تضع اللجنة العلمية بنهاية المؤتمر ميثاق شرف ستتم كتابته بواسطة الإعلاميين في تركيا، ونتمنى من الجميع الالتزام به، وسنقبل البحوث (للمؤتمر) حتى 20 أغسطس/ آب المقبل".
وشدد على ضرورة "وضع آليات ووسائل نتفق عليها مع الجهات الرسمية، لمعاقبة أو مواجهة من يخرق هذا الميثاق.. و(سنشكل) لجنة علمية لتطوير العمل الإعلامي العربي في تركيا؛ لأنه إعلام ولد بسبب الظروف السياسية التي نتجت في العالم العربي في السنوات الأخيرة، ويجب أن تكون هناك دورات مكثفة من الجمعية، أو بدعم منها، مجانية أو شبه مجانية، لهذه الوسائل (الإعلامية) لتضمن الاستمرارية، وإيصال رسالتها السياسية والفكرية، وضمان الحصانة المطلوبة".
وأفاد زاهد غول بأنهم أسسوا مع الجمعية "مركز شرقيات للدراسات والبحوث" للتركيز على "أشياء متعددة فيما يتعلق بالحالة السياسية والفكرية، والتواصل بين العالم العربي والتركي".
وذهب إلى أن بعض وسائل الإعلام العربية "تبتعد أحيانا عن الموضوعية والمصداقية، وأحيانا عن المعايير الأخلاقية للمهنة، وهو أمر يسيء لصورة تركيا من جهة، وصورة هذه المؤسسات من جهة أخرى".
وأعرب زاهد غول عن اعتقاده بأن "الاستثمارات الإعلامية في تركيا سيكون لها مستقبل كبير، ولكنها تحتاج إلى نوع من أنواع التقنين والضبط، ووضع التصورات الحقيقية لما تريد مستقبلا".
وأضاف أن "الدراما التركية غزت العالم العربي بشكل كبير، وتطوير هذا العمل بلقاح عربي وبشراكة عربية سيكون لديه المستقبل الأكبر، وهو ممكن مع وجود البنية التحتية المناسبة، ونحتاج إلى مدينة إنتاج إعلامي في تركيا".
وختم بقوله "أعتقد أن المسؤولين الأتراك إن تنبهوا وتفرغوا للتفكير فيما يتعلق بتطوير الإعلام العربي في تركيا، وجذب الاستثمارات الإعلامية، فإن إسطنبول وتركيا مؤهلة لتصبح مدينة إعلامية على مستوى العالم".