|

رسائل وأفكار إسرائيلية تتسلل إلى منازل مئات الملايين عبر “نيتفليكس”

Ersin Çelik
09:48 - 14/01/2019 الإثنين
تحديث: 09:49 - 14/01/2019 الإثنين
أخرى
​

رسائل وأفكار إسرائيلية تتسلل إلى منازل مئات الملايين عبر “نيتفليكس”
​ رسائل وأفكار إسرائيلية تتسلل إلى منازل مئات الملايين عبر “نيتفليكس”

تمكنت إسرائيل من تحقيق اختراق مهم في مجال بث دعايتها الإعلامية ومحاولة كسب التعاطف على مستوى الرأي العام العالمي، بما في ذلك داخل العالم العربي، ودخلت بآلتها الاعلامية إلى ملايين المنازل في العالم بأكمله دون أن ينتبه أغلب الناس، وذلك من خلال الخدمة التلفزيونية “نيتفليكس” التي أصبحت بالغة الأهمية في السنوات الأخيرة بسبب انتشارها الواسع.

ولدى خدمة “نيتفليكس” أكثر من 130 مليون مشترك في مختلف أنحاء العالم، وهي عبارة عن خدمة تلفزيونية تبث على الانترنت وتشبه خدمات “يوتيوب” إلا أنها تتميز بالتقنية الأعلى وأنها تتضمن العديد من البرامج الحصرية والمسلسلات والأفلام التي تحظى بمشاهدات عالية، كما تتيح “نيتفليكس” لمتابعيها خدمات الترجمة الفورية بما يمكن المشاهدين من متابعة ما يرغبون على اختلاف لغاتهم.

وكشفت جريدة “جيروزالم بوست” مؤخراً أن محتويات إسرائيلية أضيفت بصمت وهدوء إلى خدمات “نيتفليكس” ومن بينها أعمال درامية تشكل ترويجاً مباشراً وغير مسبوق للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعني أن إسرائيل استطاعت الوصول إلى منبر عالمي جديد من أجل الترويج لدعايتها، أما أخطر ما في هذا المنبر فهو أنه موجود داخل المنازل وبين أيدي العائلات والأطفال، وهي فرصة لم يسبق أن أتيحت لإسرائيل ودعايتها من قبل.

وتعاني إسرائيل منذ سنوات من تدهور في سمعتها على المستوى العالمي، خاصة في أعقاب الحروب الثلاثة التي شنتها ضد قطاع غزة والتي كان أغلب ضحاياها من النساء والأطفال، فيما كانت المفاجأة أن الشارع في العواصم الأوروبية كان يشهد احتجاجات شعبية كبيرة وواسعة ضد العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الفلسطينيين.

وحسب المعلومات التي نشرتها “جيروزاليم بوست” فان شبكة “نيتفليكس” أضافت محتوى إسرائيليا جديدا وبدأت ببثه حول العالم بعدد من اللغات، ومن بين هذا المحتوى مسلسل “عندما يطير الأبطال” و”هاشتور هاتوف” وفيلم “صانع الكعك”، وهي جميعها أعمال درامية إسرائيلية تهدف إلى كسب التعاطف مع الإسرائيليين وإظهار جوانبهم الانسانية.

وحسب الصحيفة فإن مسلسل “عندما يطير الأبطال” بدأ قبل 10 أعوام في أعقاب الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان، ويصور أربعة أصدقاء في الجيش الإسرائيلي لا يزالون يحملون أثار الحرب النفسية والجسدية، وأجبروا على اللقاء مرة أخرى للبحث عن يائيل، وهي شقيقة أحدهم وصديقة سابقة لآخر ويعتقدون أنها قتلت في كولومبيا بسبب حادث قبل سنوات.

وتضيف الصحيفة إنه في الأسبوع الأخير من كانون الأول/ديسمبر الماضي أضافت “نتفلكس” برنامجا كوميديا عنوانه “هاشوتير هاتوف” (الشرطي الطيب).

وعرض المسلسل أول مرة في إسرائيل عام 2015 ويصور شرطيا عاد للعيش مع عائلته بعد انفصاله عن زوجته وكان عليه القبول بسلوك العائلة المثير للشبهات والعلاقات غير القانونية لها، وعرضت نتفلكس المسلسل باسمه العبري كي تفرقه عن مسلسل إنكليزي بنفس الإسم.

وفي كانون الثاني/ يناير الحالي أضافت “نتفلكس” فيلما إسرائيليا وهو “صانع الكعك” وهو الفيلم الذي رشحته إسرائيل كمنافس في صنف الأفلام الأجنبية للأوسكار، لكن لم يتم اختياره، ويركز على خباز ألماني شاب يقع في حب إسرائيلي اسمه أورين.

كما تؤكد الصحيفة أن عدداً من المسلسلات العبرية سوف يكون متوفراً على “نتفلكس” خلال الفترة القليلة المقبلة، في مؤشر واضح على سياسة جديدة تنتهجها الشركة العالمية التي أصبحت خدماتها تصل لمئات الملايين من الأشخاص في العالم.

خطورة “نيتفليكس”

وأطلق الصحافي المصري المتخصص بالإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي أحمد عاشور جملة تحذيرات من خطورة ما تقوم به “نيتفليكس” وكيف تقوم بتوجيه هذه الأفلام والمسلسلات العبرية للجمهور العربي في منطقة الشرق الأوسط، في مؤشر واضح على أن الأمر مقصود ويُراد منه تطبيع العقل العربي مع إسرائيل.

وكتب عاشور عدداً من التغريدات عبر حسابه على “تويتر” نبه فيها إلى ما تفعله الشركة الأمريكية، حيث قال إن “حماسة نتفليكس لليبرالية والتوجيه السياسي تفوق حب ترمب للمال وأقوى من شهية زوكربيرغ لاختراق الخصوصيات.. ليبرالية متشددة تزايد على أعتى الديمقراطيين”.

وأضاف: “قوة نتفليكس تكمن في خطتها لإنتاج 90 فيلماً سنوياً (55 روائيا والبقية وثائقي ورسوم متحركة)، ومستعدة لتمويل أفلام الانتاجات الكبرى (Blockbusters) بميزانيات تصل إلى 200 مليون دولار للفيلم الواحد منها.. وفي المقابل فإن أي شركة في هوليوود لا تنتج سنوياً أكثر من 30 فيلماً”، في إشارة إلى أنها قد تصبح أقوى وأهم من “هوليوود” برمتها في التأثير بالرأي العام العالمي.

ويشير عاشور إلى أنه “يدخل جيب نتفليكس شهرياً حوالي مليار ونصف المليار دولار من الاشتراكات هذا عدا بيعها لحقوق عرض مسلسلاتها وأفلامها لمحطات تلفزيونية”.

ويشرح عاشور خطورة “نيتفليكس” بالقول: “التخوف من سيطرة نتفليكس هو تخوفنا من فكرة المنصة الواحدة.. أن يظهر لنا وحش فيسبوك جديد يلتهم الإنتاج الترفيهي كما التهم فيسبوك التواصل الاجتماعي ووضع قوانينه الظالمة محولا سلطة التواصل لجيب ورأي شخص واحد”.

ويتابع: “تعرضت نتفليكس الموجهة للشرق الأوسط لشهداء فلسطين ووصفتهم في فيلم من إنتاجها بأبشع الصفات الكاذبة وعرضت معلومات مغلوطة من وجهة نظر إسرائيلية متطرفة”.

وحسب عاشور ففي مسلسل آخر موجه للشرق الأوسط ويتم عرضه على الجمهور العربي تحدثت “نتفليكس” عن “بطولات” قوات النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.. “بطولاتهم في قتل أصحاب الأرض”، على حد تعبيره.

انتشار في الخليج

وأكد صحافي عربي مقيم في إحدى دول الخليج، تحدث لــ”القدس العربي” أن خدمات “نتفليكس” أصبحت تلقى رواجاً واسعاً في المنطقة العربية وخاصة في دول الخليج، مشيراً إلى أن “أعداد المشتركين فيها بازدياد وأصبح الكثير من الخليجيين أصبحوا يعتمدون عليها في الترفيه ومتابعة الأفلام والمسلسلات”.

ويلفت الصحافي إلى أن انتشار “نيتفليكس” في منطقة الخليج أكثر من غيرها من الدول العربية لسببين، الأول وجود قدرة شرائية عالية عند سكان دول الخليج تجعل من الاشتراك بهذه الخدمة وما هو على شاكلتها أمراً سهلاً وممكناً ويسيراً”، أما السبب الثاني بحسب الصحافي-فهو أن الكثير من المجمعات السكنية والبنايات الضخمة في دول الخليج، وخاصة الإمارات وقطر والكويت، تمنع سكانها من تركيب الأطباق اللاقطة، وهو ما يضطرهم للاشتراك بالخدمات التلفزيونية المدفوعة والاعتماد على الانترنت، ما يعني أن خدمات “نيتفليكس” تكون إحدى الخيارات أمامهم، وقد يشتركون بخدمة محلية إضافة إلى هذه الخدمة التي يتم الاشتراك بها من خلال الانترنت.

ولا توجد إحصاءات دقيقة أو واضحة عن أعداد المشتركين في خدمات “نيتفليكس” في دول الخليج أو منطقة الشرق الأوسط، لكن المؤكد أن الأعداد كبيرة وأن الخدمة تلقى رواجاً متزايداً وتستقطب أعداداً أكبر من الزبائن بشكل يومي.

وكانت جريدة “فايننشال تايمز” كشفت مؤخراً أن السعودية ضغطت على الشركة من أجل حذف برنامج ساخر مؤخراً بسبب تعرضه لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واستجابت “نتفليكس” بالفعل لهذه الضغوط فحذفت الحلقة التي أثارت غضب السعودية، وهو ما سلط الضوء على أهمية وتأثير هذه الخدمة على منطقة الشرق الأوسط، وأثار تكهنات بشأن أعداد المشتركين بها داخل السعودية.

#إسرائيلية
٪d سنوات قبل