|

هل تصاب حركة "الشباب" بشلل نصفي؟

- الباحث عبد الرحمن سهل: استعادة الجيش لمدينة أدن يبال (وسط) بداية حقيقية لتراجع نفوذ الحركة ميدانيا بعد أن فقدت أهم معقل لها في إقليم شبيلى الوسطى منذ عام 2016- المدير الأسبق لجهاز المخابرات عبد الرحمن توريري: الرئيس شيخ محمود شكَّل نكسة للحركة، وانتفاضة العشائر ساهمت بطردها من مناطق عديدة، إضافة إلى دعم جوي من مسيّرات تركية وأمريكية للقضاء على بؤر الإرهاب- الصحفي محمد عبدي شيخ: إذا استمرت المواجهات الشرسة فوجود الحركة لن يتعدى العامين، لكن إذا لم تحشد الحكومة القوات وتفتح جبهات في الجنوب فمن المتوقع أن تتماسك الحركة وتتكيف مع الوضع العسكري الجديد- محرر إذاعة "صوت بنادر" عبد الرحمن أحمد: نهاية الحركة وسط البلاد قريبة بعد انسحابها من مدينة أدن يبال الاستراتيجية، وتقدم الجيش نحو مناطق سيطرتها في إقليم جلجدود سيؤدي إلى فرار المسلحين في الأسابيع القادمة

09:25 - 8/12/2022 الخميس
تحديث: 09:27 - 8/12/2022 الخميس
الأناضول
هل تصاب حركة "الشباب" بشلل نصفي؟
هل تصاب حركة "الشباب" بشلل نصفي؟

منذ يوليو/ تموز الماضي، تواجه حركة "الشباب" المتمردة والمرتبطة بتنظيم "القاعدة" ضغطا عسكريا كبيرا إثر تفجر قتال في إقليم هيران وسط الصومال.

حينها بدأ مسلحو العشائر هجوما على المعاقل والقرى التي تسيطر عليها الحركة، ما دفعها للانسحاب إلى الأحراش وشن هجمات مضادة بين حين وآخر.

وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، انسحبت الحركة من مدينة أدن يبال الاستراتيجية (وسط) على الحدود الفاصلة بين إقليمي هيران وشبيلى الوسطى بولاية هيرشبيلى الفيدرالية.

هذا الانسحاب، وفق متابعين، أدى إلى تقهقرها عسكريا بفقدانها السيطرة على مدينة استراتيجية تربط الأقاليم الوسطى بالجنوبية وكانت مركز تدريب عسكري ومنطلقا لهجماتها ضد الأقاليم الوسطى، كما كانت تضم محاكم الحركة وموقعا لجمع "الزكاوات" (الإتاوات) والضرائب من السكان.

ويوما بعد آخر، يوسع الجيش الصومالي عملياته العسكرية ضد الحركة، بمساندة مسلحين من العشائر وسط البلاد ومسيّرات أجنبية، لاسيما تركية، تستهدف تحركات وتنقلات "الشباب".

ومع هذا التوسع، تعود تساؤلات بشأن إمكانية هزيمة الحركة وخروجها من الأقاليم الوسطى (إقليم جلجدود وإقليم هيران وشبيلى الوسطى) بعد أكثر من عقد من السيطرة.

خسارة أهم معقل

بالنسبة لدلالات تحرير الجيش لمدينة أدن يبال، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية ومحرر موقع "قراءات صومالية" (مستقل) عبد الرحمن سهل للأناضول إنها "بداية حقيقية لتقويض قدرات الحركة وكسر شوكتها وتراجع نفوذها ميدانيا".

وشدد على أن "فقدان الحركة أهم معقل لها في إقليم شبيلى الوسطى منذ عام 2016 يعتبر فصلا جديدا من فصول القتال".

وثمة أمر أكثر أهمية، بحسب "سهل"، وهو "امتلاك الجيش زمام المبادرة في الحرب على الحركة والتحامه مع سكان المنطقة على طريقة أبناء العشائر العراقية (الصحوات) ضد تنظيم القاعدة".

وتابع أن "استعادة القوات الصومالية لهذه المدينة الاستراتيجية تعني أيضا أهمية الدور التركي والأمريكي في الصراع ضد حركة الشباب، خاصة تركيا لمشاركتها بطائرات بيرقدار (دون طيار) في الحرب ضد الحركة وضرب معاقلها قبل المواجهات الميدانية المحسومة لصالح الجيش".

وفي حال واصل الجيش زحفه نحو آخر معاقل الحركة في حررطيري الساحلية وعيل طيري في إقليمي جلجدو ومدغ (وسط)، فإن "واقعا جديدا سيتشكل في الصومال"، بحسب "سهل".

وأعرب عن اعتقاده بأن "الحركة لن تستطيع مواجهة الحملات العسكرية البرية والجوية، ولا أستبعد أن تتعرض قيادتها لأزمات إدراية على صعيد ضبط الوضع والسيطرة القيادية والعسكرية والمالية، خاصة عند فتح جبهات عسكرية جديدة في ولايتي جوبالاند وجنوب غربي الصومال (جنوب)".

مسيّرات تركية وأمريكية

وفق خبراء أمنيين، حقق الجيش الصومالي تفوقا عسكريا نوعيا بدخول المسيّرات التركية والأمريكية على خط المواجهات عبر جمع معلومات استخباراتية وتنفيذ هجمات ضد تجمعات الحركة وسط البلاد.

وقال المدير الأسبق لجهاز المخابرات الصومالي الجنرال عبد الرحمن توريري للأناضول إن "حركة الشباب لم تواجه من قبل ضغطا عسكريا كالذي تواجهه حاليا".

وموضحا طبيعة هذا الضغط أفاد بأن "المسيّرات الأجنبية أفقدت الحركة زمام المبادرة والسيطرة على الوضع، فمن دون هذه المسيّرات لا يمكن هزيمة الحركة، حيث وفرت عنصر المفاجئة والتفوق العسكري لصالح الجيش".

واعتبر توريري أن "مجيء (رئيس الصومال) حسن شيخ محمود (16 مايو/ أيار 2022) شكَّل نكسة جديدة للحركة، إذ أصرَّ على دحر نفوذها الآخذ في الاتساع منذ السنوات الخمس الأخيرة، كما أن انتفاضة العشائر ضد الحركة ساهمت في مكافحتها وطردها من مناطق عديدة، إضافة إلى دعم جوي من مسيّرات تركية وأمريكية للقضاء على بؤر الإرهاب".

وردا على سؤال بشأن توقعه لمستقبل الحركة، رجح أن "تتفكك حركة الشباب إذا استمرت المواجهات وفُتحت جبهات أخرى ضدها في جنوب البلاد".

وأردف: "سيلجأ عناصرها إلى الغابات والأحراش ويبقون فيها مجموعات صغيرة وأفرادا لا يستطيعون تنفيذ هجمات نوعية، ما يسمح للحكومة بتعقبهم والقضاء عليهم نهائيا".

جبهات جديدة بالجنوب

أما الصحفي والكاتب الصومالي محمد عبدي شيخ فرأى أن "الحرب على حركة الشباب أدخلت البلاد منعطفا عسكريا غير مسبوق، واستمرار هذا الضغط العسكري سيشل قدراتها العسكرية".

واستدرك عبدي شيخ في حديث للأناضول بقوله: "لكن إذا لم تحشد الحكومة الفيدرالية القوات المسلحة في الجنوب وتفتح جبهات عسكرية ضد الحركة، فمن المتوقع أن تتماسك الحركة وتتكيف مع الوضع العسكري الجديد".

هذا الوضع أرجعه إلى أن "الحركة لديها ما يكفي من المال الذي جمعته في السنوات الأخيرة بما يسمح لها بإعادة التشكل والبقاء لفترة أخرى، إذا لم تتبع الحكومة استراتيجية عسكرية أمنية لتقويض نفوذها".

ورجح أن "احتمال استمرار الحركة وسط وجنوبي البلاد لا يتجاوز العامين، إذا استمرت المواجهات الشرسة ضدها، لكن السيناريو الأخطر هو أن يتمكن أفراد من الحركة من تنفيذ هجمات انتحارية، وهذا مرهون بيقظة الأجهزة الأمنية".

النهاية قريبة

تراجع الحركة من مدن عديدة وسط الصومال أدى إلى فقدانها مصادر دخل، حيث كانت تتخذ من هذه المدن مراكز لجمع "الإتاوات" من سكان البلدات والقرى والمدن التي أضحت بيد الجيش، بجانب فرضها ضرائب على حركة التنقلات في تلك المناطق.

وقال محرر إذاعة "صوت بنادر" (حكومية) عبد الرحمن أحمد للأناضول إن "خروج حركة الشباب من مدينة أدن يبال الاستراتيجية يعني أنها هُزمت عسكريا واقتصاديا بفقدان أهم معقل اقتصادي بالنسبة لها في جمع الضرائب والإتاوات، وهذا دليل واضح على أنها تراجعت عسكريا في الفترة الأخيرة".

كما أن هذه المدينة، وفق أحمد، "كانت تمثل للحركة بقعة استراتيجية تربط بين ثلاثة أقاليم وهي أقاليم هيران وشبيلى الوسطى وجلجدود، وهذا يعد رصيدا للحكومة في حربها ضد الحركة".

ورجح أن تكون "نهاية وجود الحركة وسط البلاد قريبة بعد انسحابها من أدن يبال، كما أن تقدم الجيش نحو مناطق سيطرتها في إقليم جلجدود، خاصة مدينة عيل بور وعيل طيري، يؤدي في نهاية المطاف إلى فرار مسلحي الحركة في الأسابيع القادمة".

وبحسب وزارة الإعلام الصومالية، حرر الجيش منذ يوليو/ تموز الماضي نحو أربعين بلدة ومدينة من عناصر حركة "الشباب" التي تأسست مطلع 2004 وتبنت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة المئات.

#الحكومة
#الصومال
#هزائم
1 عام قبل