|

مسنو تركيا يواجهون الزهايمر بإبر حياكة الصوف

Ersin Çelik
08:53 - 8/02/2018 الخميس
تحديث: 09:55 - 8/02/2018 الخميس
الأناضول
مسنو تركيا يواجهون الزهايمر بإبر حياكة الصوف
مسنو تركيا يواجهون الزهايمر بإبر حياكة الصوف

في مشهد غير مألوف في الجامعات، يقابل طلبة جامعة "أق دنيز" في أنطاليا جنوبي تركيا، يوميا رجالا كبارا في السن، يجلسون في حدائق الجامعة باسترخاء وهم يحيكون من الصوف كنزات وطواقي وأوشحة مختلفة الألوان.

المشهد الغريب أصبح مألوفا واعتياديا في الجامعة، إذ أن هؤلاء الرجال طلبة في "جامعة التجديد" (Tazelenme Üniversitesi)، التي تقدم دروسا لمن تجاوزوا الستين من أعمارهم، وقررت الجامعة أن تدرج ضمن دروسها، حياكة الصوف تطبيقا لدراسات أثبتت أنه يقوي الذاكرة ويخفف من أعراض مرض الزهايمر.

وجامعة الشباب هي مشروع بدأه عام 2000 رئيس قسم علم الشيخوخة في جامعة أق دنيز، إسماعيل طوفان بعد دراسة أجراها عن أعراض الشيخوخة وطرق التعامل معها، وتقوم فكرته على إتاحة الفرصة لمن تجاوزوا الستين للتعليم المستمر خاصة في المجالات التي تساعدهم على التغلب على أعراض الشيخوخة.

وتحول المشروع إلى ما يشبه الجامعة عام 2016، ومن ثم طبق في عدة جامعات في مدن تركية أخرى بينها إسطنبول، وتتيح "جامعة التجديد" لطلبتها الحفاظ على إمكاناتهم العقلية عبر التعليم المستمر، كما أن وجودها داخل الحرم الجامعي يمثل فرصة جيدة لتلاقي الأجيال الشابة مع كبار السن.

ويتلقى طلبة جامعة التجديد دروسا في مجالات متنوعة مثل التشريح والتاريخ وعلم الآثار والطب والعلاج الطبيعي ولغة الإشارة واللغات الأجنبية، وفرضت الجامعة خلال العام الجاري على الطلبة الذكور حياكة قطعة ملابس من الصوف للنجاح والانتقال إلى الصف التالي.

وهكذا أصبحت حدائق الجامعة تشهد رجالا كبارا يتجولون حاملين إبر الحياكة وكرات الصوف، يختارون مكانا مريحا للجلوس والحياكة في الأوقات الفاصلة بين الدروس.

وفي حوار قال الطالب في جامعة التجديد متين حقسفار (70 عاما)، إنه كان يعاني من نسيان الأسماء سابقا، وبعد أن بدأ في حياكة الصوف تحسنت ذاكرته.

وقال ياشار كايلي (76 عاما)، إنه واجه صعوبة في البداية في تعلم الحياكة لكنه بات يجد متعة فيها، حتى أنه يأخذ معه الإبر والصوف عندما يذهب لزيارة جيرانه، ولاحظ تحسنا في نشاطه الذهني، وفي ذاكرته.

وأشار المصرفي المتقاعد عدنان أوزمتين (64 عاما)، أن الأطباء ينصحون بالحياكة لمواجهة الزهايمر، ولاحظ أنه لم يعد ينسى كثيرا بعد أن بدأ في الحياكة، كما أن أصدقاءه أصبحوا يطلبون منه أن يحيك لهم كنزات.

ولفت يوسف أوزقره أن حياكة الصوف تشغل جانبي الدماغ، وقال إنه في البداية لم يتقبل فكرة أن يقوم رجل بحياكة الصوف، إلا أنه يقوم بالحياكة بشكل يومي الآن.

وقال رئيس قسم علم الشيخوخة في جامعة أق دنيز إن التعليم عملية مستمرة يمكن أن تحدث في أي عمر، وأكد أن الدروس التي يتلقاها طلبة جامعة التجديد في مختلف المجالات تساعد في تحسين جودة حياتهم وإضفاء معنى عليها.

وأشار إلى دراسة أجرتها جامعة كامبردج أظهرت أن من يستمرون في التعليم بعد عمر الستين من الرجال والنساء تنخفض لديهم إمكانية الإصابة بالزهايمر بنسبة 11% مقارنة بمن لا يتعلمون.

#تركيا
#جامعة التجديد
#حياكة الصوف
#كبار السن
#مسنون
٪d سنوات قبل