|

الصقور مهددة بالإنقراض بسبب الإمارات! أبو ظبي تشتري طيوراً بمليار دولار في عام واحد

Ersin Çelik
14:11 - 16/02/2018 Cuma
تحديث: 14:16 - 16/02/2018 Cuma
أخرى
الصقور مهددة بالإنقراض بسبب الإمارات! أبو ظبي تشتري طيوراً بمليار دولار في عام واحد
الصقور مهددة بالإنقراض بسبب الإمارات! أبو ظبي تشتري طيوراً بمليار دولار في عام واحد

الصقور باتت في خطر بسببنا نحن البشر، بحسب تحذيرات الجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور؛ وذلك بسبب بيعها لإقامة "سباقات الصقور" حتى صارت تجارة مربحة.

فقبل 6 سنوات، بلغ سعر الصقر الواحد (الذي تصل سرعته إلى قرابة 320 كيلومتراً في الساعة ويُستخدم أساساً للصيد) نحو 1110 دولارات أميركية، وستكون محظوظاً إذا عثرتَ على صقر من نوع الشاهين بسعر 5500 دولار فقط. أما في منطقة الشرق الأوسط، فيمكن أن يصل سعر الصقر إلى أكثر من 350 ألف دولار.

الصقور رمز الثروة في الإمارات

وقد أعطى سوق الشرق الأوسط، الذي تبلغ قيمة تعاملاته ملايين الدولارات، الصقر مكانته الرفيعة الجديدة في المملكة المتحدة، بحسب التحقيق المطول لصحيفة The Telegraphالبريطانية.

وتعد سباقات الصقور في الإمارات والصيد بها، الرياضة المفضلة هناك، وتُبث فعالياتها على التلفزيون الوطني، ويتهافت ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم لمشاهدة السباقات، التي تبلغ مسافتها 400 متر.

كما لها حضور لدى بعض الحكام، مثل الشيخ محمد بن راشد، رئيس الوزراء وحاكم دبي. وقد دشن الشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات، هذا الاهتمام، بمبادرة زايد لإطلاق الصقور، قبل 14 عاماً؛ لحمايتها من الانقراض، بحسب الصحيفة البريطانية.

الصقور، التي تُعد أرفع مكانةً من سيارات الـBugatti ومجوهرات Bulgari، نالت مكانتها المهمة تلك؛ لارتباطها بالتراث الإماراتي القديم؛ إذ يرمز الصقر إلى القوة والسلطة قبل أن يصبح مؤخراً رمزاً للثروة.

أيضاً، تعتبر الإمارات أول دولة بالعالم تُصدر جوازات سفر للصقور في عام 2003، وتبني مستشفى لعلاجها بكل من دبي وأبوظبي. كذلك، لعبت الإمارات دوراً في وضع رياضات الصقور ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني لمنظمة اليونيسكو.

وعلى أثر هذا الاهتمام الإماراتي، انتشر هذا النوع من الرياضة في البحرين والكويت والسعودية أيضاً، قبل أن تهتم به بريطانيا وأميركا. وهناك سبب آخر مهم، وهو تقديم أكبر مسابقة صقور في العالم جوائز ضخمة، بدايةً من سياراتٍ تقدَّر بنحو 70 ألف دولار أميركي، إلى جائزة مالية تصل إلى مليون جنيه إسترليني.

العائلة الحاكمة بأبوظبي تشتري صقوراً بمليار دولار


اعتمدت مُعدِّة التحقيق لوسي هولدن على رأي أحد كبار العاملين في هذه الصناعة، بفضل خبرته في تربية الصقور، والتي جعلته يُعرف باسم "يوسين بولت عالِم الطيور" (إشارةً إلى العدَّاء الجامايكي الذي اشتُهر بتحطيمه العديد من الأرقام القياسية)، وهو لبرين كلوس صاحب شركة Armthorpe Falcons التي تبيع الصقور في بريطانيا.

يمتلك كلوس الآن أموالاً طائلة، بعدما باع العام الماضي (2017) فريقه من الصقور إلى العائلة المالكة في أبوظبي بمبلغ يتجاوز مليار دولار؛ وهذا ليس إنجازاً هيناً بالنسبة لشخصٍ قضى سنواتِ مراهقته بين الأزقَّة يسرق الطعام ليأكل، بعدما طرده والده.

بعد مرور سنوات، وبعدما جنى مالاً كافياً من سباقات الدراجات النارية، ثم قرر شراء أول طائر له (بومة) كهواية، قبل بيع منزله لشراء زوجين من الصقور ومحاولة تربيتهما، وقبل أن يصبح أحد أثرياء العالم بفضل تلك الهواية، التي بدأها قبل 10 سنوات.

إذ يملك حالياً 250 صقراً من 40 نوعاً مختلفاً، وكلها من السلالات النقية من أنواع "شاهين"، و"السُنقور"، و"صقر الغزال"، بالإضافة إلى نوع هجين من "شاهين" و"السُنقور"، يجمع بين قوة وسرعة كلا النوعين، لينتج أسرع الصقور في العالم.

وهو صاحب أكثر من نصف الصقور الـ150 التي تأهلت للفئة الأولى من كأس الرئيس في العام الماضي (2017) في إمارة أبوظبي، وهو أحد أكبر سباقات الصقور بالعالم.

لماذا يفضل شيوخ الإمارات صقوره؟

ترى كاتبة التحقيق أن المكان الذي يُربي فيه كلوس صقوره في مدينة دونكاستر بإنكلترا، يُساعد في شرح مدى تقدير الشيوخ صقوره، حيث يوجد موقف سيارات مليء بسياراتٍ جديدة من طراز Range Rover، بالإضافة إلى مجموعةٍ من الساعات من ماركة روليكس، وسيارة Lamborghini.

لكن، قبل مغادرة الطيور من دونكاستر إلى دبي، يجب القيام بالكثير من العمل: تدريبٌ مكثف مرتين في اليوم؛ لتحسين سُرعتها وقوة تحمُّلها، بينما يقوم طاهٍ خاص بطهي السمان والفئران المشوية لها؛ للحفاظ على قوتها؛ إذ يأكل الصقر الواحد بنحو 9 دولارات يومياً، وثمة مُوظف، مهمته النوم بجانب الطيور، وحمايتها طوال الليل.

صقور الأغنياء ليست بهدف الربح


يقول كلوس في حديثه للصحفية البريطانية، إن لكل من الأغنياء والفقراء صقورهم الخاصة، التي يشاركون بها في سباقات مختلفة، تُقسَّم فئاتها وفقاً لجودة الطائر (ومن ثم سعره).

لكن بالنسبة للأغنياء، فهم لا يشاركون في تلك السباقات من أجل المال، إنَّما للمنافسة؛ لكون الصقور أسرع الطيور بالعالم؛ إذ يعبر أجود الصقور خط نهاية سباق الـ400 متر في نحو 17 ثانية.

ويتابع كلوس: "في الشرق الأوسط، يجلس المتسابقون مع صقورهم، ويتحدثون عن الصقور طوال اليوم. ومع أنَّهم قد يمتلكون مجموعة سيارات تساوي 8 ملايين دولار أميركي، فإنَّهم أكثر هوساً بالطيور. وإذا كنا نحتفظ بصورة الملكة على أوراقنا النقدية، فهم يحتفظون بصور الصقر".

وبينما ينتشر مربُّو الصقور في جميع أنحاء العالم، اكتسبت الصقور البريطانية -بحسب كلوس- سمعةً؛ لكونها الأفضل؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى أنَّها دائمة الفوز، بفضل إجراء التلقيح الاصطناعي للطيور في برودة المناخ البريطاني.

أول سباق في بريطانيا

في أكتوبر/تشرين الأول 2017، اندهش العديد من المقامرين الـ300 في السباق الأول للصقور بمدينة ستراتفورد أون آفون بالمملكة المتحدة، حيث كانت الصقور تجري في مضمار السباق بدلاً من الخيول للمرة الأولى بتاريخ بريطانيا.

وتقول تارا كيندال-سايكس، (44 عاماً)، التي نظمت السباق مع شريكها ديل شايلور (59 عاماً): "كان هناك صمتٌ تام. ثم تحوَّل صمت الجميع إلى انبهار".

الزوجان كان لديهما ما يقرب من 70 صقراً، ويأملان الحصول على عددٍ أكبر بسباق هذا العام، الذي سيتم تنظيمه مرةً أخرى في مقاطعة ستراتفورد بلندن في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

مع أنَّ أول سباق للصقور يتم تنظيمه في المملكة المتحدة، كان قبل 4 أشهر فقط، فإن الخبراء يرون أن هذا النوع من الرياضات سيصبح واسع الانتشار في المستقبل القريب.

السعر هو العقبة الوحيدة

تقول مُعدِّة التحقيق في نهايته، إنه لا توجد سوى عقبة واحدة أمام من يطمحون إلى أن يكونوا مُربِّي صقور؛ وهي السعر× لأن هذا قد يضطرك إلى بيع منزلك لتتمكن من تحمُّل تكلفة أحدها.

#الملكية البريطانية
#الإمارات
#الصقور
6 yıl önce