|

القهوة التركية.. من الإمبراطورية العثمانية إلى قياصرة روسيا

يطلق الروس على أوعية عمل القهوة (الكنكة) اسم "تركا" (Turka) نسبة لتركيا التي استلهموا منها عادات شرب القهوة..

11:39 - 25/03/2020 Çarşamba
تحديث: 11:42 - 25/03/2020 Çarşamba
الأناضول
القهوة التركية.. من الإمبراطورية العثمانية إلى قياصرة روسيا
القهوة التركية.. من الإمبراطورية العثمانية إلى قياصرة روسيا

وجدت القهوة طريقها إلى روسيا في القرن الخامس عشر، قادمة من الامبراطورية العثمانية، حين تبادل الطرفان للمرة الأولى السفراء ممن نقلوا أفضل التقاليد والأطعمة الشائعة والأصيلة.

ورغم وجود أدلة أثرية تُظهر أن النبلاء الروس استهلكوا القهوة في القرن الخامس عشر، إلا أن أول تسجيل لاستهلاك القهوة في روسيا يعود إلى عام 1665، عندما تم وصفها للقيصر أليكسي ميخائيلوفيتش كدواء للصداع.

ووفق المؤرخ صمويل كولينز، فإن "القهوة المخمرة التي يستهلكها الفرس والأتراك عادة بعد العشاء، دواء جيد للانتفاخ وسيلان الأنف والصداع".

وفي ذلك الوقت، لم يكن لروسيا علاقات تجارية ولا دبلوماسية مع أي دولة مستهلكة للقهوة بخلاف الإمبراطورية العثمانية، لذلك لم يكن من الممكن لهذا المشروب الوصول إلى مائدة الأسرة المالكة حينها إلا من خلال الإمبراطورية العثمانية.

وكان ابن القيصر أليكسي ميخائيلوفيتش، المعروف باسم الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر، من أشد المعجبين بالقهوة.

وفيما يُعتقد أن بطرس الأكبر تعرف على المشروب أثناء سفره إلى أوروبا، غير أن أوروبا تبنت في الأساس عادة شرب القهوة من الإمبراطورية العثمانية.

والوثيقة الروسية الأخرى التي تشير إلى أن القهوة متعلقة أيضًا بالإمبراطورية العثمانية، فتعود للعام 1709، حين أرسل "البويار" إيفان تولستوي حوالي 20 رطلاً من القهوة من مدينة تاغونروغ، أول قاعدة بحرية روسية وميناء بحري، لدعم بطرس الأكبر الذي كان يستعد لمحاربة السويد قرب بولتافا (وسط أوكرانيا).

و"البويار" هو أعلى الأفراد رتبة في الأرستقراطيات الإقطاعية البلغارية والموسكوفية والنبلاء.

ولم يكن من الممكن أن تصل القهوة تاغونروغ إلا بواسطة التجار الأتراك، فقد كانت الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت تسيطر بقوة على الطرق المؤدية لشبه الجزيرة العربية، كما أنها كانت المورد الرئيسي للقهوة إلى أوروبا.

وبذل الإمبراطور بطرس جهودًا كبيرة لجعل القهوة أكثر شيوعًا في البلاد وتطوير نكهة المشروبات في روسيا، لكن القهوة ظلت مشروبًا لطبقة النخبة لفترة طويلة.

كما استخدمت القهوة هدية قيمة، فعلى سبيل المثال، عندما وقعت روسيا عام 1791 معاهدة سلام مع العثمانيين، تضمنت الهدايا الدبلوماسية من السلطات العثمانية للممثلين الروس ألفا و480 رطلًا من القهوة، إلى جانب المجوهرات والخيول الأصيلة.

وخلال الحروب بين روسيا وتركيا، كانت القهوة و"الكنكة" - الوعاء ذو المقبض الطويل المستخدم في صنع القهوة التركية - من غنائم الحرب.

ولأن الروس لم يكن لديهم أي فكرة للاسم الذي يمكن إطلاقه على وعاء تحضير القهوة، أطلقوا عليها اسم "تركا"، نسبة للأمة التي استلهموا منها هذه العادة (تركيا)، وأصبح الاسم موجودًا باللغة الروسية ومستخدمًا حتى يومنا هذا.

وفي المناطق الجنوبية، كان يُطلق على القهوة في البداية اسم "kave" "كاوي"، لتتحول إلى "kahve"(قهوة) فيما بعد أي كلمة قهوة في اللغة التركية.

أما في المناطق الشمالية، فتحولت الكلمة إلى "kava"، والتي تم استبدالها لاحقًا بالنطق الأوروبي إلى "koffe".

وبالإضافة للأوروبيين، يطلق الروس على القهوة غير المفلترة التي يتم تحضيرها من حبوب البن المطحونة إلى البودرة اسم "القهوة التركية" أو "Turkish"، ويعتبرون مذاقها فريدًا من نوعه.
#الإمبراطورية العثمانية
#البن المطحون
#القهوة
#تركيا
#روسيا
#قيصر روسيا
4 yıl önce