|

موسم البرتقال في تونس.. المحصول دون المأمول

نتيجة العوامل المناخية المتسمة بارتفاع درجات الحرارة وانتشار بعض الأمراض

09:58 - 2/02/2023 Perşembe
تحديث: 10:07 - 2/02/2023 Perşembe
الأناضول
موسم البرتقال في تونس.. المحصول دون المأمول
موسم البرتقال في تونس.. المحصول دون المأمول

تبتعد شيئا فشيئا عن العاصمة، لتستقبلك على بعد 40 كيلومترا بساتين البرتقال بالوطن القبلي التونسي، الأولى في إنتاج البرتقال والحمضيات بالبلاد، حتى أن كثيرين يسمونها "بعاصمة البرتقال".

على امتداد الطريق تتجلى لزائر المدينة "حبات البرتقال" وهي تتلألأ في أغصانها، بلونها البرتقالي الذّي زادها بريقا ولمعانا.

الأناضول زارت ضيعة المزارع التونسي محمد البلعي، الموجودة بمدينة "تاكلسة" التابعة لولاية نابل شرق البلاد.

ويزرع بغابات القوارص (الحمضيات) بمختلف مدن ولاية نابل، نحو 33 نوعا مختلفا من البرتقال والقوارص.

ومن أهم هذه الأصناف نجد: "الأرنج" و"المالطي" و"الشامي" و"الحلو" و"الطمسن" و"البلدي".

وبحسب مستشار رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالأشجار المثمرة، بيرم حمادة، فإنه من المتوقع أن تسجل محاصيل القوارص بالوطن القبلي خلال الموسم الحالي تراجعا بنسبة 17 بالمئة.

وفي تصريحاته لوكالة الأنباء التونسية الرّسمية، فإن الإنتاج سيكون في حدود 200 ألف طن مقابل 280 ألف طن سجلت خلال الموسم الفارط.

يعود هذا التراجع لسببين اثنين، يتعلق أولها بانعكاسات التغيرات المناخية، خاصة وأن هذا الموسم اتسم بارتفاع درجة الحرارة خلال شهري أبريل/نيسان وأيار/مايو.

وهذان الشهران، يمثلان فترة الإزهار بالنسبة للشجرة، مما أدى إلى تساقط كميات هامة منها، فيما السبب الثاني، نقص مياه الري الذي أثر سلبا في إنتاج القوارص.

عوامل مناخية

ويقول البلعي صاحب ضيعة البرتقال، إنّ "صابة القوارض في ضيعته تشهد تراجعا هذه السنة لعوامل مناخية بالأساس أهمها شح المياه، وارتفاع درجات الحرارة، فشجرة البرتقال تتطلب أن تسقى بشكل منتظم وفي أوقات معينة".

وبحسب البلعي، تبلغ مساحة الحقل 43 هكتارا، بمعدل ألف شجرة للهكتار الواحد تنتج 60 طنا.

وأوضح البلعي أن "عمليات سقي الأشجار لم تتم بالشكل المطلوب، طيلة الأشهر المخصصة لذلك نظرا لقلة المياه".

كما ارجع تراجع صابة القوارص للجفاف، الذّي شهدته السدود نتيجة عدم تساقط الأمطار بالشكل المطلوب، وهو ما يثير تخوف كل المزارعين.

كما لفت إلى أنه لا يمكن في هذه الحالة اعتماد مياه الآبار، نظرا لارتفاع منسوب الملوحة فيها وهو ما قد يؤثر في المحاصيل وجودتها.

ولم يخف مخاوفه من مستقبل المياه في تونس، الذّي يتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية، وهو ما يهدد محاصيل غابات القوارص بمنطقة الوطن القبلي على المدى البعيد.

أمراض تهدد المحاصيل

كما تطرّق البلعي للأمراض التي عانت منها الأشجار خلال هذا الموسم، ومن بينها ذبابة البرتقال التي تسبب الكثير من الأضرار لهذه الفاكهة، فضلا عن مرض التدهور السريع "التريستيزا" .

ويشجع البلعي على العودة إلى زراعة الأرنج الأصلي التونسي، الذّي يعتبر ذو مناعة قوية عند نقص المياه ويتأقلم بسهولة مع التربة هنا وبعض الأمراض.

لذلك، "يجب العمل على وقاية ومداواة الأشجار حتى نضمن 20 سنة أو 25 من عمر الشجرة، لأن البرتقال لم يعد يعمر لمدة 50 سنة كما في السابق".

يذكر أن عددا من مزارعي البرتقال اشتكوا الصيف الماضي، من انعكاسات التغيرات المناخية باعتبار أن هذا الموسم اتسم بارتفاع درجات الحرارة خاصة خلال يوليو/تموز الماضي، علاوة على نقص كميات الأمطار.

#اقتصاد
#التغير المناخي
#برتقال
#تونس
#حمضيات
1 yıl önce