تعرضت ولا تزال تتعرض تركيا لابتزازات قاسية بشأن شرائها من روسيا منظومة صواريخ إس400 الجوية، لدرجة أن الولايات المتحدة هددت أنقرة بشكل مباشر، معلنة أن شراء صواريخ إس-400 يعني القضاء على صفقة طائرات إف-35 الأمريكية.
وفي الوقت ذاته لم يكن لدى الولايات المتحدة أي مانع من شراء دولة حليفة لها في الناتو كاليونان مثلًا، لمنظومة روسية وهي صواريخ إس-300، ولم تقم بتهديدها في ذلك الوقت ولا بابتزازها، فما الذي تغير هنا إذن ولماذا لا يريدون أن يكون لدى تركيا منظومة دفاع جوي؟.
تتمتع منظومة إس-400 الجوية بمدى بعيد يصل حتى 600 كيلومترًا، تهدف تركيا نشرها في ولايتي إزمير (غرب) وهاتاي (جنوب)، ما يعني أن بحر إيجة المطل على اليونان، والبحر المتوسط المشترك بين تركيا وجاراتها سيكونان تمامًا تحت نظر القوات التركية، كما ستكون تركيا بذلك قادرة على مواجهة أي مخاطر عابرة للحدود.
وحسب المحللة والكاتبة الصحفية التركية، قيمت سيزار، فإن ما وصفته بالذعر الغربي من امتلاك تركيا منظومة جوية متطورة بحجم إس-400، يعود إلى السيطرة التي ستمتلكها تركيا على مياه المتوسط، وبالتالي قدرتها على خوض "حرب الطاقة" في التنقيب عن الغاز والنفط في مياه شرق المتوسط، وهو الشيء الذي لا تريده قبرص الرومية واليونان ومصر وإسرائيل.
وتابعت سيزار "بل إن امتلاك تركيا لتلك الصواريخ، يعني أن طائرات اليونان التي تحاول دومًا العبث على الحدود التي بينها وبين تركيا، ستكون تحت مرمى الصواريخ التركية، وذلك بفضل منظومة الدفاع الجوية إس-400".
وحسب الكاتبة التركية، فإنّ القوة التي تتمتع بها منظومة إس-400 المتطورة هي التي تزيد قلق واشنطن والغرب بشكل عام، حيث إن تلك الصواريخ قادرة على إسقاط طائرات إف-35 الأمريكية ذاتها.
يجدر بالذكر أن تركيا أبرمت صفقة مع روسيا لشراء منظومة الدفاع الجوية المتطورة إس-400، ويتوقع أن يتم تسليم المنظومة الأولى في نهاية يونيو/حزيران القادم، والأخرى في يوليو/تموز.
