|

"المعارف" التركي يحول مدارس "غولن" بموريتانيا لمنارات تعليمية

بعد تسلم وقف "المعارف" إدارة مدارس المنظمة الإرهابية في الخارج عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016

12:48 - 18/09/2019 Çarşamba
تحديث: 12:50 - 18/09/2019 Çarşamba
الأناضول
"المعارف" التركي يحول مدارس "غولن" بموريتانيا لمنارات تعليمية
"المعارف" التركي يحول مدارس "غولن" بموريتانيا لمنارات تعليمية

تتصدى تركيا بحزم لكيانات منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية في الخارج، وذلك منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/ تموز 2016.

وفي هذا الإطار، تمت مصادرة مدارس المنظمة في موريتانيا، وتسليم إدارتها لوقف "المعارف"، وتحويلها إلى منابر ومراكز تعليمية ذات شأن.

ووقف "المعارف" الذي بدأ فعالياته التعليمية في مدارس المنظمة التي تسلمها بموريتانيا، تمكن من تأمين فرص الالتحاق بالجامعات لـ 20 طالبا من أصل 21، في العام الأول من بداية نشاطه، وذلك بفضل مناهج تعليمية ذات معايير عالية.

كما أن هذا الوقف جعل تلك المدارس من أنجح المؤسسات التعليمية في موريتانيا، بعد أن ارتفعت نسب نجاحها في الامتحانات الوطنية بعموم البلاد إلى 95 بالمئة، ما كان سببا في زيادة عدد طلابها، حتى باتت قادرة على توفير نفقاتها دون الحاجة إلى دعم خارجي.

مدير الوقف لدى موريتانيا عادل طانيش، ذكر في حديث للأناضول، أن "المعارف" بدأ فعالياته التعليمية بموريتانيا بعد المحاولة الانقلابية الخائنة التي قامت بها منظمة "غولن" الإرهابية.

وفي السياق ذاته، أوضح طانيش أنه في 5 سبتمبر/ أيلول 2017، وبعد جهود طويلة، تمكنوا من إلغاء ترخيص العمل في مجال التعليم، الممنوح للمنظمة في موريتانيا، ليبدأ الوقف نشاطه التعليمي بموجب ترخيص جديد حصل عليه في 18 من الشهر ذاته.

** أعضاء المنظمة تركوا لنا أطلالا

في الشان ذاته، أوضح طانيش أنهم تسلموا إدارة 3 مبانٍ، و7 مدارس كانت تابعة للمنظمة الإرهابية.

وتابع قائلا "حينما تسلمنا تلك المدارس كانت أوضاعها مزرية، وكان وقف المعارف أرسل 17 موظفا من تركيا إلى موريتانيا، ومن خلال هؤلاء الأصدقاء بذلنا جهودا مضنية حتى تمكنا من إعداد 3 مبانٍ من تلك المباني، وتجهيزها للعام الدراسي 2017 ـ 2018".

ولفت إلى أن "أعضاء المنظمة الإرهابية كانوا يعلمون أن إدارة هذه المدارس ستحول للجانب التركي، لذلك تركوها لنا أنقاضا وأطلالا، لكن قمنا بتطهيرها وتنظيفها، وبدعم دولتنا أقمنا عليها مؤسسة لها حيثياتها".

وأردف: "في العام الدراسي 2017 ـ 2018، حققنا نسبة نجاح كبيرة بلغت 95 بالمئة في امتحان إنهاء المرحلة الثانوية ودخول الجامعة، حيث تمكن 20 طالبا من أصل 21 كانوا يدرسون لدينا، من دخول الجامعة. كما أننا خصصنا منحا دراسية لثلاثة منهم، ووفرنا لهم أماكن بالعديد من الجامعات التركية، فضلا عن 11 آخرين ذهبوا على نفقاتهم الخاصة".

وأوضح طانيش، أنهم كانوا سببا في نجاح 32 طالبا هذا العام في دخول الجامعة، حيث بلغت نسبة النجاح التي حققتها المدرسة 95 بالمئة، وهي أكثر من مثيلاتها إبان سيطرة المنظمة الإرهابية عليها، معربا عن فخرهم بذلك.

وبيّن أن النجاح الذي حققوه، وكذلك زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لموريتانيا، كانا سببين كفيلين بزيادة اهتمام الشعب الموريتاني بالمدارس التركية، مشيرا إلى إحضارهم كافة المستلزمات التعليمية من تركيا، بهدف تقديم إمكانات أفضل للطلاب.

** هدفنا رفع العدد لدينا إلى 2000 طالب

وذكر مدير فرع الوقف التركي بموريتانيا، أنهم قاموا بتجديد المدارس بشكل كامل، وإمدادها بإمكانات جديدة.

وتابع "نحن الآن في حالة سباق ومنافسة مع مدارس البعثات الأجنبية بموريتانيا، وسلاحنا للتفوق هو تقديم تعليم قائم على كثير من المعايير".

وأوضح أنه "في أول سنة تعليمية بدأنا فيها فعاليتانا كانت لدينا 3 مدارس تضم 630 طالبا، لكننا قمنا باستئجار 3 مبانٍ أخرى، ورفعنا العدد إلى 930".

واستطرد "نهدف العام المقبل أن نرفع العدد إلى ألفي طالب، لا سيما في ظل المودة التي تحظى بها تركيا والأتراك بموريتانيا، التي استغلتها منظمة غولن الإرهابية لمصلحتها قبل ذلك".

ولفت إلى أنه "قبل مرحلة 17ـ 25 ديسمبر (كانون الأول) 2013 (محاولة الانقلاب على الحكومة عبر القضاء والأمن)، كان لتلك المنظمة 2300 طالب بموريتانيا، لكن بعدها عزف قرابة ألف أسرة موريتانية من المتابعين عن كثب لتركيا وتاريخها، عن إرسال أبنائهم لتلك المدارس".

وتابع طانيش قائلا "بعد تسلم تلك المدارس، قمنا بمحو كل الآثار السلبية التي خلفتها المنظمة الإرهابية، وسعينا لتقديم نظام تعليمي تثقيفي مميز، لا سيما أنهم هنا يعتبروننا شعبا منقذا".

وأوضح "أن بعض الآباء ممن كان أبناؤهم في مدارس البعثات الأجنبية، قاموا بنقلهم إلى مدارسنا على اعتبار أنها تركية إسلامية. ومن ثم بات لدينا حاليا 6 مبانٍ في موريتانيا، و10 مدارس، و935 طالبا".

** الساحة التعليمية بموريتانيا خلت تماما من "غولن" الإرهابية

بدوره، قال خبير اللجنة العليا للشؤون الدينية التابعة لرئاسة الشؤون الدينية التركية فاتح محمد آيدين، إن موريتانيا كانت إحدى أوائل الدول التي اقتطفت فيها تركيا ثمار تصديها لمنظمة غولن الإرهابية في الخارج، بعد محاولتها الانقلابية الفاشلة عام 2016.

وأضاف "يمكننا القول إنه تم تطهير الساحة التعليمية في موريتانيا من منظمة غولن، إذ لم يتبقَ لها طلاب مطلقا، كما أن الشعب الموريتاني سعيد بذلك، وأصبحوا واثقين من أن مدارس وقف المعارف ستكون دائمة في البلاد".

وتابع "نسمع أن المنظمة الإرهابية ما زالت تقوم بأنشطة تجارية هناك بشكل سري تحت أسماء مختلفة، لكننا متأكدون أنه سيتم محوها تماما من ذلك البلد، فدولتنا قوية، وستواصل جهودها حتى محوها بشكل نهائي هناك".

وتشهد العلاقات بين أنقرة ونواكشوط، تطورا مستمرا، عززته زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، لموريتانيا في 28 فبراير/ شباط 2018.

وتوجت الزيارة بتوقيع عدة اتفاقيات بين البلدين في مجالات المعادن، والصيد والاقتصاد البحري والسياحة، إضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال الزراعة، واتفاقية حول حماية وتعزيز الاستثمارات بين البلدين.

ويعد مجال التعليم أحد أبرز أوجه التعاون بين البلدين، حيث أصبحت الجامعات التركية الوجهة المفضلة للطلاب الموريتانيين.

وأنشأت وزارة التربية والتعليم التركية، وقفا تعليميا جديدا باسم "وقف المعارف"، يتولى إقامة مدارس خارج البلاد، في خطوة تطرح بديلا للمدارس التابعة لمنظمة "غولن".

#غولن
#موريتانيا
#وقف المعارف
5 yıl önce