|

بمطعمها المنزلي.. سورية تحقق نجاحا في إسطنبول

ـ غادة العابو، أو كما ترغب في مناداتها بـ"أم صبحي" عانت كما السوريين مرارة الأزمة في بلادهاـ عام 2015 انتقلت إلى تركيا وأنشأت مطعما صغيرا ضمن منزلها لتعيل أحفادها الـ 9ـ الشعب التركي ساعدني وشجعني، لا أشعر بالغربة هنا، وأتمنى أن أبقى مطمئنة في هذا البلد

10:44 - 25/03/2020 الأربعاء
تحديث: 11:13 - 25/03/2020 الأربعاء
الأناضول
بمطعمها المنزلي.. سورية تحقق نجاحا في إسطنبول
بمطعمها المنزلي.. سورية تحقق نجاحا في إسطنبول

"أم صبحي"، سيدة سورية حولت واقعها الصعب إثر لجوئها لتركيا، إلى قصة نجاح قل نظيرها، ولم يمنعها عمرها من رعاية أبنائها وأحفادها، لتقيم مشروعا ناجحا في مدينة إسطنبول.

غادة العابو، أو كما ترغب في مناداتها بـ "أم صبحي"، عانت كغيرها من السوريين مرارة الحرب والفقد، وابنها لا يزال مفقودا حتى الآن، وعليها رعاية أبنائه وبقية أحفادها، ولم تسعفها أجور عملها لدى شركات مختلفة في سد حاجتها.

** مطبخ منزلي وأطعمة متنوعة

ومن أجل كسب رزقها، أطلقت "أم صبحي" مشروعا للطبخ في منزلها المتواضع، وبيعه إلى المطاعم العربية المنتشرة بإسطنبول، مقدمة لها ما لذ وطاب مقابل أجر مادي.

ولا تكتفي بصناعة مختلف أنواع المأكولات وحسب، بل تقود دراجة كهربائية لتلبية طلبات المطاعم، وتتنقل عبرها في مختلف شوارع إسطنبول، لتدير أعمالها وسط تشجيع كبير.

** مواجهة الحياة بالاجتهاد

تروي "أم صبحي" للأناضول، قصتها بالقول "كنت أعيش في سوريا، لدي 6 أولاد ربيتهم أيتاما، ومن ثم زوّجتهم، كنت أعمل طباخة في فندق الميريديان بدمشق، ولدي شهادة في ذلك، وربيت أبنائي دون مساعدة أحد".

وتضيف "كنا في الغوطة الشرقية عند اندلاع الأزمة، خرجنا خوفا من القصف، وعندما كنا نستصدر جوازات سفر، ذهب ابني لاستخراج جوازه، فدخل فرع الهجرة، ومن هناك فقد أثره".

وتتابع "أم صبحي" سرد قصتها بالقول "بعدها غادرت سوريا عام 2015 مع الأطفال والأحفاد، وبدأت أعمل مع ابني في إسطنبول، ولم نكن نعرف أحدا".

وتستطرد: "استأجرنا منزلا في منطقة الفاتح، ساعدنا جيراننا الأتراك بداية في تأمين المستلزمات، حينها لم أشعر بالغربة، خاصة أنهم يشاركوننا تأثرهم وانزعاجهم مما حصل ويحصل في سوريا".

** الأتراك إخوتنا

"أم صبحي" تصف ما حصل معها لاحقا بالقول "جئت ولم أكن أعرف شيئا عن الأتراك، بعدها شعرت كأنهم إخوتي، وعملت في شركة بمنطقة تقسيم، كنت أطبخ للعمال مدة عام، وضعت خلالها الأطفال في المدارس، ومعاهد حفظ القرآن".

وتردف "يعمل ابني في إصلاح الدراجات، والإخوة الأتراك استأجروا له دكانا عندما وجدوه صادقا وأمينا، ما جعلنا نشعر أننا في بلدنا، الحمد لله، جئنا إلى بلد محافظ تسوده المحبة والأخوة".

وتوضح السيدة السورية، "تعرفنا في بداية عملنا إلى شخص تركي اسمه مصطفى، أخبره ابني بأني مريضة، وأنه سيجلب لي دراجة، فاشترى مصطفى الدراجة، وقسّط لنا ثمنها".

** مشروعي بدأ بـ 500 ليرة

وحول مشروعها في الطبخ، تقول أم صبحي "بدأت بمبلغ 500 ليرة تركية فقط (أقل من مئة دولار)، اشتريت البرغل واللحوم، وباشرت عمل الكبب وبيعها في السوق".

وتضيف "عملت أولا وجبة ووزعتها على المطاعم، والحمد لله تقبلوا المشروع وبدأوا بطلب الكبب، وهناك مطاعم عديدة تتعامل معي".

وتلفت أم صبحي، إلى أنه "مع الاهتمام الإعلامي بحالتها زاد الطلب عليها، وتعيش حاليا بنعم مع أولادها، فالسوريون بينهم طيبون والشعب التركي أيضا، وهم يساعدوني ويشجعوني ويلتقطون معي الصور".

وتبيّن "لا أشعر بالغربة في تركيا، وأتمنى أن أبقى مطمئنة في هذا البلد، وأن تستمر حياتي فيه، لأني لم أعد قادرة على العودة إلى بلدي بهذه الظروف".

** جهد كبير وأطعمة متنوعة

وعن آلية عملها تشرح أم صبحي، "الطلبات تأتيني عبر الهاتف، وغالبا هي الكبة واليبرق واليالانجي والأكلات الحلبية والمحاشي، يبلغوني قبل يوم أو يومين، ثم أحضر المستلزمات وأجهزها".

وتتابع "أغلب عملي في الليل، وبالنهار أبدأ الطبخ والتوزيع. مطبخي صغير، لذلك لا يمكن شراء كميات كبيرة، ولدي 9 أحفاد، ونحن 13 شخصا نقيم في البيت، فهي من الصعوبات التي تعيقني".

وتردف "أعمل من الساعة 11 إلى الصباح لأنهي أعمالي، وأتمنى من الله لو تصدر لي بطاقة الحماية المؤقتة في إسطنبول، والحصول على الجنسية التركية، لأني أشعر بالأمان والاطمئنان هنا، وكأني أعيش في بلدي، ولم يتغير علي أي شيء بفضل الله".

وتختم أم صبحي بالقول "من فضل الله أن إخواننا الأتراك يتقبلون المشروع ويرفعون معنوياتي بالكلام والأفعال، وهم من جعلوني جريئة بالعمل والاستمرار، والجيران يتحملون كل شيء، ومعاملتهم معي جيدة، ساهموا بتشجيعي، ويحترمون المرأة العاملة".

#أم صبحي
#تركيا
#سوريا
٪d سنوات قبل