يواصل موقع "غوبكلي تبه" الأثري بولاية شانلي أورفة التركية، جذب الأنظار والاهتمام به، ولكن هذه المرة عبر فيلم وثائقي يستعرض الطقوس التي كان يشهدها الموقع على مدار التاريخ.
وتضم منطقة "غوبكلي تبه" الأثرية، المدرجة منذ يوليو/ تموز 2018 ضمن قائمة "يونسكو" للتراث العالمي، أقدم مجموعة من المباني الصخرية بمنطقة شمال ما بين النهرين، ويمتد تاريخها إلى ما قبل 12 ألف عام.
وحتى يومنا الحالي، تناولت العديد من الكتب، والأفلام السينمائية والوثائقية، قصة "غوبكلي تبه"، وكان آخرها الفيلم الوثائقي الذي يحمل اسم "سكان غوبكلي تبه".
وفي حديثه للأناضول، قال مخرج الفيلم، سادات باناك، إن "سكان غوبكلي تبه" الوثائقي نجح في الصعود إلى نهائيات النسخة الـ 39 من مهرجان إسطنبول، في يوليو/تموز الماضي.
وأضاف "باناك" الذي يشغل منصب رئيس قسم الجغرافيا في جامعة حرّان التركية، أنه التقى في إطار أعمال تصوير الفيلم بسكان المنطقة التي تحتضن "غوبكلي تبه" في ولاية شانلي أورفة (جنوب شرق).
وأوضح أن ممن التقاهم، السيدة عائشة البالغة من العمر 102 عاماً، حيث استطلع منها تاريخ المنطقة وما عايشوه من تجارب مميزة فيها.
وشدد الأكاديمي التركي على أن بعض الطقوس القائمة حالياً في المنطقة التي تحتضن الموقع الأثري، تتشابه إلى حد كبير مع الطقوس التي كانت سائدة قبل مئات السنين في "غوبكلي تبه".
وأشار إلى اعتزامهم عرض الفيلم الوثائقي في العديد من المهرجانات المحلية والأجنبية، للتعريف أكثر بموقع "غوبكلي تبه" الأثري.
ويعد "غوبكلي تبه" من أقدم دور العبادة على وجه الأرض، واكتشف عام 1963 على يد باحثين من جامعتي إسطنبول وشيكاغو الأمريكية، واستمرت أعمال الحفر والبحث فيه نحو 54 عاما.
وفي 1995، تم اكتشاف العديد من الآثار بالمنطقة، بينها مسلات حجرية على شكل "T"، تعود للعصر الحجري الحديث، يبلغ طولها بين 3 و6 أمتار، ووزنها بين 40 و60 طنا، عليها رسوم وأشكال حيوانية، وتماثيل بشرية.
وفي نفس الوقت، اكتشفت أطلال معبد "غوبكلي تبه"، الذي يعد من أقدم دور العبادة في العالم، وهو أقدم من أهرامات مصر، وآثار "ستونهنج" جنوب غرب بريطانيا، بنحو 7 آلاف و500 عام.
