|

بعد 4 أشهر في العناية المشددة.. كيف بدا العالم لكهل تركي شُفي من كورونا؟

بعد دخول فيروس كورونا إلى تركيا، كان أحد أوائل المصابين أوغوز بيكر البالغ من العمر 73 عامًا، حيث أمضى 4 أشهر في وحدة العناية المشددة. خرج بيكر بعد 5 أشهر ونصف من المستشفى، تاركًا وراءه عملية العلاج الصعبة. أصيب بيكر بالمرض في 23 مارس، عندما كانت اتخاذ الإجراءات الوبائية في بداياتها، شفي بشكل جزئي بعد 4 أشهر في العناية المشددة. وبعد أن فتح عينيه على العالم الجديد بشكل طبيعي، واجه صعوبة في فهم ما حدث بسبب الوباء، حيث طرح عدة تساؤلات: "هل تعرضت لحادث مروري؟.. لماذا الجميع يرتدون كمامات؟ "

يني شفق
17:25 - 17/09/2020 الخميس
تحديث: 17:46 - 17/09/2020 الخميس
يني شفق
بعد 4 أشهر في العناية المشددة.. كيف بدا العالم لكهل تركي شُفي من كورونا؟
بعد 4 أشهر في العناية المشددة.. كيف بدا العالم لكهل تركي شُفي من كورونا؟

بعد دخول كورونا إلى تركيا وانتشاره أصيب أوغوز بيكر بالفيروس، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 73 عامًا.

وكان أوغوز بيكر يمضي يومه بشكل عادي في العمل وذلك من الساعة ال 9 صباحًا حتى ال 6 مساءً، لكن وبعد إصابته بالفيروس انقلبت حياته رأسًا على عقب.

ففي الأيام الأولى خضع أوغوز بيكر لفحص طبي جديد، وعلى الرغم من البداية الخفيفة لمرض الانسداد الرئوي المزمن، كان سعيدًا بالنتائج الجيدة التي حصل عليها بعد أول جلسة علاج.

يشار إلى أن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في تركيا، أعلن عنها في 11 مارس، وفي الأيام التالية بدأت صحة أوغوز بيكر البالغ من العمر 73 عامًا بالتدهور.

وفي بداية مرضه لم يكن بيكر يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة ولا ضائقة تنفسية، باستثناء الضعف الشديد المفاجئ والرغبة في النوم باستمرار.

فيما لم يشك ولديه وزوجته في احتمالية إصابته بفيروس كورونا.

حيث كانت تتم إجراء المتابعة الصحية له مع الممرضة التي كانت تأتي إلى المنزل كل يوم، لكن عندما بدأ صوته بالاختناق وتدهورت حالته العامة، تم نقله إلى المستشفى.

4 أشهر في العناية المشددة

وفي سياق متصل، وتحديدًا في 23 مارس، تم تشخيص إصابة أوغوز بيكر، الذي نُقل إلى مستشفى خاص، بفيروس كورونا في الرئة.

وبعد يومين من دخوله المستشفى، دخل أوغوز بيكر مريضًا ومصاباً بكورونا إلى العناية المشددة، ليبقى فيها لمدة 125 يومًا.

ووصفت ابنة أوغوز "أوزجى بيكر" تلك الأيام قائلةً: "أثناء إحضار والدي إلى المستشفى، لم نكن نعلم أن مثل هذه العملية الطويلة والمؤلمة كانت تنتظرنا، وانقطع اتصالنا بوالدي فجأة، كان وقتًا صعبًا لا يمكن تفسيره.

وتابعت: "هناك حالات عديدة وقعت في بلادنا من إصابات كورونا، ولكن لم تكن هناك حالات مشابهة لحالة والدي، لقد دخلنا في حالة من الغموض الرهيب، ومع تعليمات الأطباء، كنا كعائلة ننتظر بأمل ولكن بخوف شديد".

وأكملت قائلةً: "بينما كان والدي في العناية المشددة، كانت والدتي تعاني أيضًا من الضعف، كما كنت أعاني من آلام وألم في المفاصل، واختفت حاسة التذوق والشم؛ لكن أمي وأنا لم نذهب إلى المستشفى لأننا كنا خائفين للغاية، وعزلنا أنفسنا في منازل منفصلة".

وأضافت: "لم نتمكن من رؤية والدي لمدة شهرين تقريبًا في العناية المركزة، كل يوم، كنا نحصل على معلومات من الأطباء عبر الهاتف، لقد كانت مرحلة صعبة للغاية".

كما أفادت أوزجى بيكر بأن أخبار العلاج بالبلازما المناعي كانت بمثابة أمل كبير لهم في الأيام التي بدأت فيها آمالهم تتلاشى.

وقالت: " شعرت بمشاعر لا توصف عندما رأيت والدي نائمًا خلف زجاج العناية المركزة بعد شهرين تقريبًا".

وأضافت: "ثم انتقلنا تدريجياً إلى مرحلة التعافي".

أضرار بالغة في جميع الأعضاء

وفي سياق متصل، تسبب فيروس كورونا بأضرار بالغة لجميع أعضاء أوغوز بيكر حيث تسبب الفيروس في فشل العديد من الأعضاء، خاصة في الرئتين والكبد والكليتين.

وبدأ أوغوز بتلقي العلاج بترشيح الدم في وحدة العناية المشددة وعندما شارف على التعافي انتقل إلى وحدة علاج غسيل الكلى.

وبعد 4 أشهر متواصلة في العناية المشددة، نُقل أخيرًا إلى غرفة الخدمة في 28 يوليو، لتكون بمثابة عيد لعائلته.

بدأ أوغوز بيكر، الذي مكث في العناية المشددة لمدة أربعة أشه، وكانت حركات يده والذراع ضعيفة للغاية بسبب ضعف العضلات، بتلقي العلاج الطبيعي بالإضافة إلى علاجه في غرفة الخدمة.

لكن عادت حالته الصحية للتدهور نتيجة نزيف داخلي بسبب تمزق العضلات بعد 10 أيام، نُقل إلى العناية المركزة مرة أخرى في 7 أغسطس/ آب.

ولحسن الحظ، استغرق بقائه في العناية المشددة هذه المرة أربعة أيام فقط، حيث أُعيد إلى غرفة الخدمة في 11 أغسطس / آب.

عالم مختلفٌ تمامًا

وفي ذات السياق، واصل أوغوز بيكرعلاجه في غرفة الخدمة لمدة شهر تقريبًا بداية من 11 أغسطس.

وكانت حالته تتحسن يومًا بعد يوم ولم يعد يحتاج إلى غسيل الكلى، كما واصل العلاج مع العديد من أطباء الأعصاب وأمراض الكلى والعدوى وأطباء العناية المشددة.

ويُطلق على بيكر، الذي يتلقى العلاج الفيزيائي بالإضافة إلى العلاجات الروتينية، من قبل أطبائه لقب "الناجي".

حيث يقول أوغوز بيكر البالغ من العمر 73 عامًا إنه يشعر وكأنه ولد مرة أخرى، وأضاف أنه فوجئ بفتح عينيه على عالم "مختلف تمامًا'' ، ويحاول الآن فهم العصر الجديد بالعديد من الأسئلة في ذهنه.

يشار إلى أنه وعند فتح عينيه لأول مرة، كان يطرح أسئلة غريبة مثل "هل تعرضت لحادث مروري، ماذا حدث لي؟، لماذا الجميع يرتدون كمامات؟"، وعندما علم أن كل هذا كان بسبب الإصابة بفيروس كورونا، لم يستطع تصديق ذلك.

وأشار أوغوز بيكر، الذي خرج من المستشفى بعد حوالي 5.5 شهرًا، إلى أنه ممتن للغاية لجميع الأطباء والممرضات والعاملين في المستشفى وجميع الذين ساهموا في إعادته إلى الحياة من خلال العناية به في الليل والنهار لمدة أشهر، وخاصة فريق العناية المشددة.

روح الفريق

وعلى صعيد آخر وضح الدكتور "لطفي تلجي" مسؤول العناية المشددة بالمستشفى، والذي أشرف على علاج "أوغوز بكير" بعض الأمور التي واجهت أوغوز أثناء العلاج.

وأوضح لطفي تلجي أن أوغوز بيكر والذي أصيب منذ بداية انتشار الفيروس تمكن من تجاوز مرحلة الخطر الصعبة واستطاع التغلب على الفيروس.

الأمر الذي أثار في نفوس العاملين في المشفى الفرح والسعادة.

وتابع قائلاً: "نُقل مريضنا أوغوز بيكر إلى وحدة العناية المركزة خلال الأيام الأولى للوباء في ذلك الوقت، كانت بروتوكولات العلاج في بلدنا وحول العالم تتغير كل يوم".

وأضاف: "في الوقت نفسه، تمت ترجمة اقتراحات العلاج على أجهزة التلفزيون، وكنا نناقش الأساس العلمي لمبادئ العلاج لدينا مع أقارب المرضى كل صباح".

وأدرف: "وأحد أهم تلك الاقتراحات التي ظهرت على التلفاز كانت توصية "البلازما المناعية"، إلا إنه حتى الآن لم يتم إنتاج "البلازما المناعية" بعد.

وأشار الدكتور إلى أنهم تناقشوا توقعات هذا العلاج مع أقارب أوغوز، مشيرًا إلى أن بيكر كان من أوائل المرضى الذين عولجوا بالبلازما المناعية في تركيا.

ونوه إلى أنهم لم يعطوا أي معلومات تفيد بأن العلاج بالبلازما المناعية مفيد أو ضار موضحًا ذلك بأنهم كانوا يطبقونه لأول مرة.

وبعد فشل البلازما المناعية عاش أوغوز بكير أيامًا صعبة وأصيب بفشل تنفسي حاد بسبب تلف رئوي شديد.

ثم عانى لاحقًا من فشل الأعضاء المتعددة، وكان كل يوم يمر على أوغوز أصعب من الذي قبله لكنه بعد كل هذا تمكن من التغلب المرض.

وختم الدكتور حديثه قائلًا: "نشهد سعادة لا توصف في إخراج أوغوز بصحة جيدة، مع الجهود المؤهلة والمتفانية من جميع الأطباء والممرضات في مستشفانا، وخاصة فريق العناية المركزة لدينا، والدعم اللامتناهي من أسرته".

#تركي
#كورونا
#العناية المشددة
٪d سنوات قبل