قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن جائحة كورونا كشفت مدى أهمية نهج التضامن الدولي وتعددية الأطراف.
جاء ذلك في كلمته الخميس، خلال الاجتماع الـ 24 لمجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون الأوروبية (AGİT)، الذي عقد عبر تقنية "فيديو كونفرنس".
وأفاد تشاووش أوغلو أن العالم واجه خلال العام الجاري تحديات اقتصادية واجتماعية لم يشهدها من قبل، موضحا أن جائحة كورونا أظهرت "الحاجة المتزايدة إلى نهج التضامن الدولي وتعددية الأطراف".
وأكد على ضرورة استجابة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بفعالية لهذه التحديات، وضرورة التكيف مع الحقائق على أرض الواقع.
وذكر أن منطقة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، شهدت سلسلة من الصراعات، مشيرا أن قضية إقليم "قره باغ" الأذربيجاني واحدة منها.
وشدد على أن تركيا وبصفتها إحدى أعضاء "مجموعة مينسك"، مصممة على دعم كافة الجهود الرامية لإيجاد حل دائم للصراع في قره باغ.
وأوضح أن بلاده دافعت دائما عن ضرورة استناد الحل على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومبادئ منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، بحيث يضمن سيادة أذربيجان ووحدة أراضيها.
واستطرد: "مع الاتفاق الأخير بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا، ثمة فرصة حقيقة للسلام عقب 30 عاما (من الصراع)، وبالطبع سيكون لذلك أثر إيجابي على الاستقرار الإقليمي وكذلك على العلاقات الأذربيجانية-الأرمينية والتركية-الأرمينية".
وحثّ تشاووش أوغلو الأعضاء الآخرين في "مجموعة مينسك" ولاسيما الرؤساء المشاركين، على الابتعاد عن الأفعال ذات الأغراض السياسية التي من شأنها تقويض الطريق لحل تفاوضي.
** "تركيا ملتزمة بشكل حاسم باستقلال أوكرانيا وسلامة أراضيها"
وعلى صعيد آخر، شدد وزير الخارجية على أهمية الوضع في أوكرانيا وما حولها، لافتا أن انتهاكات حقوق الإنسان في شبه جزيرة القرم ما زالت تشكل مصدر قلق.
وأردف: "كما هو الحال في أذربيجان، فإن تركيا ملتزمة بشكل حاسم باستقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم".
ولفت إلى أن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لديها دور مهم تلعبه بهذا الشأن، مبينا أن بعثة المراقبة الخاصة التابعة للمنظمة في أوكرانيا تقوم بأداء مهمة غاية في الأهمية تحت قيادة السفير خالد تشويك.
** تحذير لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية من منظمة "غولن" الإرهابية
ومن جانب آخر، حذر تشاووش أوغلو من أن المنظمات الإرهابية تستهدف الديمقراطيات من خلال تنويع أنشطتها.
وأضاف: "في بعض الحالات يعرّفون أنفسهم على أنهم منظمة مجتمع مدني، ويقومون باستغلال سيء للمنصات الدولية، وللأسف نرى ذلك يحدث في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية".
وبيّن أن مشاركة منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية في "الاجتماعات التنفيذية ذات البعد الإنساني" لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، يشكل مصدر قلق.
وتابع: "تضامننا ضد الإرهاب اليوم، يعد أكثر أهمية من أي وقت مضى، ينبغي ألا نسمح للجماعات المرتبطة بالإرهاب باستغلال منصات منظمة الأمن والتعاون الأوروبية".
** "لا مبرر للإساءة لنبينا"
كما أكد تشاووش أوغلو أن الشعبوية وكراهية الأجانب ومعاداة الإسلام والسامية وصعود التطرف اليميني واليساري، تشكل خطرا على الديمقراطية والأديان والقيم الأساسية مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير.
وشدد على ضرورة إقامة توازن صحيح بين احترام الأديان والحريات الأخرى، مضيفا: "لا شيء يبرر الإساءة لنبينا، والقادة السياسيون يتحملون مسؤولية خاصة بهذا الشأن".
كما أشار إلى ضرورة إقامة توازن صحيح أيضا بين الأمن والحرية، موضحا أن مجابهة هذه التحديات يجب أن تكون على رأس جدول أعمال منظمة الأمن والتعاون الأوروبية.
وأردف: "تركيا داعم قوي لتعددية الأطراف الفعالة، وستواصل الإسهام في أعمال منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
