|

معتصمة بـ"دياربكر": الإرهاب خطف ابني وقتل أخيه الأكبر

الأم نجيبة تشيفتشي للأناضول:- ابني اختطف بعد أن أنهى المرحلة المتوسطة وذهب إلى شمدينلي لإكمال الثانوية- ذهب مع ابن عمه إلى عمل ولكن تم تسليمهما إلى تنظيم (بي كا كا) الإرهابي وأخذوهما للجبال- مرت ست سنوات على فقداننا لأبننا ولا نعرف عنه أي خبر حتى الآن.- أخذ الإرهابيون ابني الكبير أيضا إلى داخل حظيرة وربطوا يديه ورجليه وقتلوه مخلفا أربعة أيتام.

09:38 - 4/12/2020 الجمعة
تحديث: 09:39 - 4/12/2020 الجمعة
الأناضول
معتصمة بـ"دياربكر": الإرهاب خطف ابني وقتل أخيه الأكبر
معتصمة بـ"دياربكر": الإرهاب خطف ابني وقتل أخيه الأكبر

"لم يكتف إرهابيو تنظيم "بي كا كا" بخطف ولدي الصغير بل قتلوا شقيقه الأكبر وخلفوا أربعة أيتام".

بهذه الكلمات بدأت الأم نجيبة تشيفتشي حديثها للأناضول أثناء اعتصامها مع عدد من الأمهات في دياربكر جنوب شرقي تركيا أمام مقر حزب "الشعوب الديمقراطية" للمطالبة باستعادة أبنائهن من براثن تنظيم "بي كا كا" الإرهابي.

وهؤلاء الأمهات يعتصمن منذ 3 سبتمبر/أيلول 2019 ويحملن "الشعوب الديمقراطي" مسؤولية اختطاف أبنائهن واقتيادهم إلى معاقل المنظمة الإرهابية في الجبال.

وأسفر الاعتصام حتى الآن عن عودة أكثر من 20 مختطفا لذويهم.

** ممارسات بشعة

وتعد قصة الأم نجيبة التي روتها للأناضول واحدة من القصص المأساوية التي تلخص بشاعة ممارسات الإرهابيين بحق المجتمع ما تسبب بآلام للعديد من الأسر.

قالت الأم نجيبة وهي من قضاء شمدينلي بولاية هكاري والدمع لم يجف من عينيها جراء ما عاشته من آلام، "أشارك في الاعتصام من أجل ولداي روجهات المختطف وسامي الشهيد".

وبعد سكوتها لوهلة أضافت: "عندما أنهى روجهات مرحلة الدراسة المتوسطة في قريتنا انتقل إلى شمدينلي حاملا كل أمتعته لمتابعة دراسته الثانوية وذلك قبل 15 يوما من بدء العام الدراسي".

وتابعت: "بعد يومين من وصوله إلى منزل عمه خرج مع ابن عمه إلى المقهى وهناك قابلهما أناس لا يعرفانهم وعرضوا عليهما عملا بتفريغ حمولة مقابل أجر مرتفع".

وأردفت الأم نجيبة، أن روجهات وابن عمه "قبلا العمل وعندما ذهبا إليه لم يجدان شيئا بل تم تسليمهما غدرا لأفراد من تنظيم (بي كا كا) الإرهابي، أخذوهما إلى الجبال".

** رحلة البحث

واصلت الأم نجيبة حديثها قائلة "بعد يومين اتصل عم ابني يسأل عنه وعن ابنه إن كانا أتيا إلى القرية، فقلنا له أنه من المفترض أن يكونا في شمدينلي".

وتابعت "كان سؤال عم ابني بمثابة صدمة لنا لأنه عادة لا يذهب إلى أي مكان دون إخبارنا، وخاصة عندما قال إنهما مختفيان منذ يومين معتقدا أنهما جاءا إلى القرية".

وبعد برهة، أردفت الأم نجية، "قالوا لنا علمنا بمكانهما بأنهما مختطفين من قبل (بي كا كا)".

وأشارت إلى أنهم "ذهبوا جميعا راكضين للبحث عنهما لكنهم أبلغوا بأنه تم نقل ابنها وابن عمه إلى جبال قنديل، إلا أنهما كانا في المكان الذي ذهبنا إليه وفق ما علمنا لاحقا".

ولفتت الأم نجية إلى أن العائلة أبلغت الأمن باختفاء نجلها وسجلت أنه اختطف وبدأنا بالبحث عنه في كل مكان وفي كل المخيمات دون جدوى.

وأضافت وهي تمسح دموعها عن وجنتيها "مرت ست سنوات على فقداننا لأبننا ولا نعلم عنه أي خبر حتى الآن".

** قتل الإرهابيون سامي

وكأن ألم خطف ابنها روجهات لم يكف الأم نجيبة حتى تعرضت لألم آخر.

وعن ذلك قالت: "عدنا للبيت في منطقتنا الجبلية فدخل العناصر الإرهابيون للقرية بلباس مدني".

وأضافت الأم نجيبة "ابني سامي شتم هؤلاء عندما عرف أنهم من عناصر تنظيم (بي كا كا) الإرهابي لاختطافهم أخيه وعدم إعادته".

وأردفت "تم تسجيل صوت ابني الكبير وإرساله للتنظيم الإرهابي، فجاء عناصر التنظيم بمنتصف الليل وقطعوا التيار الكهربائي وأخذوا سامي".

وتابعت الأم نجيبة "لم يأبه الإرهابيون للقرآن الكريم الذي وضعته أمامهم كي يتركوا سامي بل أنهم ركلوه دون ادنى اعتبار لقيمته الدينية وأخذوا ابني بعد أن دفعوني دون احترام لسني الكبير بأسلحتهم".

وذكرت أن "الإرهابيين عندما أخذوا سامي كان المكان مظلما لذلك رغم أننا حاولنا اللحاق بهم لكن لم نعرف إلى أين اقتادوه".

وأوضحت الأم نجيبة "بحثنا عنه طوال الليل في كل مكان وفي الصباح عرفنا مكانه فوجدناه مقيد اليدين والساقين مقتولا في إحدى حظائر القرية مخلفا وراءه أربعة أيتام".

** عد يا بني

الأم نجيبة واصلت حديثها بالقول: "لا نستطيع العثور على أي أثر لابني المختطف حتى الآن، ولا نعرف إن كانت نداءاتنا تصل له أم لا ".

ووجهت رسالة إلى ابنها روجهات قائلة، "أقول لك يا بني أخوك قتله الإرهابيون ويتموا أولاده الأربعة، وإن كنت تسمعني لا تبقى عندهم (الإرهابيون)، وإن لم تعد من أجلي عد من أجل أخيك وابنائه".

** مصممون على الاعتصام

وحول مشاركتها في الاعتصام وآمالها منه، قالت الأم نجيبة "أشارك في الاعتصام هنا منذ عام ونصف، ولن أعود دون العثور على ولدي".

وأردفت "قتلوا أحد أبنائي والثاني مختطف، ولن أغادر مكاني هنا، وبإذن الله بقوة الدولة سيترك ابني صفوف التنظيم الإرهابي الذي قتل أخيه ويعود".

وختمت الأم نجيبة بالقول "نحن مع الأمهات المعتصمات نساند بعضنا البعض، ألمنا واحد، وننتظر أولادنا في أقرب وقت".

وأعربت الأم نجيبة عن أملها، بأن "تجتمع جميع الأمهات مع أبنائهن، فأملنا بالله أولا وبالدولة ثانيا، وإن كان ابني على قيد الحياة فإننا سنلتقي به بإذن الله".

#اعتصام
#تركيا
#دياربكر
٪d سنوات قبل