استطاعت تركيا خلال السنوات الأخيرة الماضية تحقيق نقلة نوعية في مجال الصناعات الدفاعية، حيث رفعت نسبة الإنتاج المحلي في هذا المجال من 20% قبل 15 عامًا إلى 70% في الوقت الحالي. كما حازت مسيّراتها المقاتلة على سمعة عالمية، لما أظهرته من نجاحات وقلب للموازين في أكثر من منطقة صراع في المنطقة.
وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك، أشار في تصريحات له أمس الخميس، إلى أن الاستثمارات التركية في قطاع الصناعات الدفاعية تلعب دورًا هامًّا في هذه النجاحات، حيث ذكر أنّ "الاستثمارات التي قامت بها تركيا خلال السنوات الخمسة الأخيرة، ستنقل البلاد إلى دوري العمالقة في مجال الصناعات الدفاعية".
وفي السياق ذاته أشار الوزير التركي إلى أنّهم قدّموا "ما يقارب من 5 مليارات ليرة تركية، دعمًا لـ 813 مشروعًا للصناعات الدفاعية، ضمن البرامج المنفذة مع مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في تركيا".
وقال ورانك أنّهم أصدروا "شهادات تحفيزية لـ346 مشروعًا باستثمارات وصلت إلى 8 مليارات ليرة حلال السنوات الثماني الماضية. موفّرين بذلك 6700 فرصة عمل جديدة".
كما أعرب عن إيمانه أنّ "مسيّرات "بيرقدار" و"أقنجي" ستحلق في الأجواء الأوروبية قريبًا"، وتعليقًا على هذا التصريح، أكد الرئيس التركي أردوغان اليوم الجمعة، أن تركيا تلقت بالفعل طلبات من دول أوروبية لاقتناء طائرات بدون طيار محلية الصنع.
وكشف أردوغان أنّ تصريحات الوزير، جاءت بناء على طلبات من بعض الدول الأوروبية لاقتناء طائرات بدون طيار التركية، قائلاً :" ثمة مباحثات تصب في هذا الخصوص تجري حاليًّا".
وعلى صعيد آخر، كشف رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة إسطنبول، إردال باهجيفان، أنّ "معدل توطين الصناعات الدفاعية قد ارنفع من نسبة 20% قبل 15 عامًا، إلى 70% في الوقت الحالي، ما يشير إلى أن منتجاتنا المحلية زادت بنسبة 50% خلال الـ15 عامًا الماضية".
وأوضح باهجيفان، إلى أن حجم المبيعات والصادرات الدفاعية التركية قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرًا إلى أن "حجم المبيعات مع نهاية عام 2019 وصل إلى 10.9 مليار دولار، بينما قفز حجم الصادرات إلى 3 مليارات دولار في العام ذاته".
وأعاد باهجيفان التذكير بأنّ 7 شركات تركية باتت ضمن قائمة أول 100 شركة للصناعات الدفاعية على مستوى العالم، في العام 2020 الماضي، مؤكدًا أنهم يتوقعون ارتفاع هذا العدد خلال العام الجاري.
من جانبه قال رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، أنّ "تلبية احتياجات الصناعات الدفاعية باتت تعتمد إلى حد كبير على الإنتاج المحلي".
وفي السيقا ذاته، أكد دمير، أنّ "الصناعات الدفاعية تزيدنا قوة واستقلالية، كما أنها تزيد من قوتنا حين المفاوضات على الطاولة"، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية التركية باتت تتمتع بقوة بارزة لا يمكن لأحد أن ينكرها، بفضل هذا التقدم في الصناعات الدفاعية.
