|

تألق "محاربي الصحراء" يخفف الاحتقان السياسي في الجزائر

تأهل منتخب كرة القدم إلى نهائي "الكان" للمرة الأولى منذ 29 عامًا

11:33 - 18/07/2019 Perşembe
الأناضول
تألق "محاربي الصحراء" يخفف الاحتقان السياسي في الجزائر
تألق "محاربي الصحراء" يخفف الاحتقان السياسي في الجزائر

ساهم تألق منتخب الجزائر لكرة القدم وتأهله إلى نهائي كأس أمم أفريقيا (كان) بمصر في تخفيف حدة احتقان سياسي يعاني منه البلد العربي منذ خمسة أشهر؛ في ظل انتفاضة شعبية رافضة لاستمرار رموز نظام الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة (1999: 2019)، في الحكم.

منذ أيام، تعيش الجزائر أجواء احتفالية، بفضل تألق منتخبها، المعروف بـ"محاربي الصحراء"، في البطولة القارية، وبلوغه المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 29 عامًا.

وفاز "محاربو الصحراء" على المنتخب النيجيري، الأحد، بهدفين مقابل هدف، ليضربوا موعدًا مع السنغال (أسود التيرانجا) في النهائي، الجمعة.

وحتى قبل مباراة نصف نهائي "الكان"، حظي مشوار المنتخب الجزائري بإشادة في الشارع وعبر وسائل الإعلام المحلية، في ظل أداء فني مبهر وروح قتالية واضحة.

ومع نهاية كل مباراة للمنتخب، خرجت جماهير بالآلاف للاحتفال في شوارع الجزائر، وانتعشت تجارة الملابس الرياضية الخاصة بالمنتخب، وعاد إنتاج الأغنية الرياضية إلى أوجه.

كما انخرطت السلطات في ذلك الحماس الرياضي، عبر تخصيص جسر جوي لنقل مشجعين إلى القاهرة، بأسعار رمزية، لحضور مباراتي نصف النهائي والنهائي.

وخصصت الحكومة 28 طائرة مدنية وعسكرية، لنقل قرابة خمسة آلاف مشجع، لحضور المباراة النهائية.

وأشاد الرئيس الجزائري المؤقت، عبد القادر بن صالح، بمشوار "الخضر" (لقب آخر للمنتخب الجزائري) خلال البطولة، عبر رسالة تهنئة للاعبين والطاقمين الفني والإداري.

ويتابع الإعلام الحكومي بقنواته الفضائية والإذاعية كل صغيرة وكبيرة عن المنتخب، وسط بث متواصل لأغانٍ رياضية حماسية تتغنى بـ"محاربي الصحراء".

وتزامن تألق المنتخب الجزائري في البطولة مع ما يشبه الانسداد وحالة احتقان سياسي في الجزائر، في ظل تواصل انتفاضة شعبية بلغت شهرها الخامس.

وأطاحت تلك الانتفاضة ببوتفليقة (82 عامًا) من الرئاسة، في 2 أبريل/ نيسان الماضي، وهي متواصلة للمطالبة برحيل رموز نظامه، وضمان إجراء انتخابات حرة وشفافة.

وفي جمعة الحراك الشعبي الماضية، رقم 21 على التوالي، برزت شعارات في المظاهرات تعتبر أن التتويج ببطولة كأس أمم إفريقيا يجب أن يقترن بتتويج الانتفاضة بانتخابات شفافة.

وتتزامن الجمعة 22 للحراك مع خوض المنتخب الجزائري لنهائي "كان" مصر، وسط توقعات بتراجع الحشد للاحتجاجات، في ظل هذا الحماس الرياضي والحرص على متابعة المباراة.

ولوحظ، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة، ارتفاع منسوب النقاش والمنشورات المتعلقة بمشوار المنتخب، مقابل تراجع الجدل السياسي حول وضع الجزائر.

وظهرت منشورات لمعارضين يتهمون السلطات بمحاولة استغلال النتائج الإيجابية للمنتخب من أجل تحسين صورتها في الشارع، عبر إقامة الجسر الجوي للمشجعين بأسعار رمزية.

وعلى غير العادة، ووسط غمرة الحماس الرياضي، مر إعلان رئاسي، الثلاثاء، حول قرب تشكيل لجنة حوار، من دون أن يثير جدلًا كبيرًا بين النشطاء.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية، في بيان، أنها ستعلن قريبًا عن قائمة الشخصيات المستقلة، التي ستقود جولات الحوار لتهيئة الظروف، لتنظيم انتخابات رئاسية، وأن المشاورات بشأن عضويتها متواصلة.

وسابقًا، أعلنت قيادة الجيش دعمها للمبادرة، باعتبارها مقاربة إيجابية لحوار جاد للخروج من الأزمة.

واعتبرت أغلب قوى المعارضة الجزائرية المبادرة "خطوة إيجابية" نحو الحل، شريطة إشراكها في المشاورات لاختيار تلك الشخصيات، وإرفاق المبادرة بقرارات تهدئة أخرى، مثل رحيل رموز نظام بوتفليقة.

#احتقان سياسي
#الجزائر
#المنتخب
#كرة القدم
5 yıl önce