|

الجيل الذهبي لبلجيكا.. نجوم في كرة القدم بلا ألقاب

ـ المنتخب الوطني لكرة القدم يمتلك نجوما بينهم كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو وإيدن هازارد ولكن بلا إنجازات عالمية كبيرةـ الإنجاز الملموس الوحيد للمنتخب البلجيكي كان حصوله على المركز الثالث في كأس العالم 2018ـ المدرب بيير فالكير أطلق لقب "الشياطين الحمر" على المنتخب البلجيكي عام 1906، لاعتقاده أن مثل هذه التسمية قد تنعكس إيجابا على مستويات اللاعبين وأدائهم

12:34 - 21/10/2021 الخميس
تحديث: 12:35 - 21/10/2021 الخميس
الأناضول
الجيل الذهبي لبلجيكا.. نجوم في كرة القدم بلا ألقاب
الجيل الذهبي لبلجيكا.. نجوم في كرة القدم بلا ألقاب

عند النظر إلى قائمة المنتخب الوطني البلجيكي لكرة القدم، يمكن لأي مشجع أن يستنتج أن البلاد تملك حاليا، ومنذ فترة ليست قصيرة، واحدا من أقوى الفرق بالعالم.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالإنجازات والنجاحات الملموسة، فإن بلجيكا لا تملك أي ألقاب دولية كبرى.

التوقعات بشأن بلجيكا كبيرة، خصوصا أن فريقها مكون لعدة سنوات من لاعبين نجوم معروفين باسم "الجيل الذهبي"، لكن إنجازهم الملموس الوحيد كان حصولهم على المركز الثالث في كأس العالم لكرة القدم عام 2018.

وهكذا يكون على بلجيكا إجراء إصلاحات واستثمارات جادة لإنشاء جيل النجوم، حتى وإن لم تثمر جهودهم بالكامل.

** الإصلاحات: الشرارة الأولى للجيل الذهبي

بعد إقصائهم من جانب المنتخب البرازيلي في دور الـ 16 من تصفيات كأس العالم 2002، بدأت بلجيكا إصلاحات جادة في منتخبها الوطني، إذ توقف اللاعبون المخضرمون عن اللعب لإتاحة الفرصة لإجراء تغييرات في تشكيلة الفريق.

وفي السنوات التالية، تم استدعاء الكثير من العناصر الجدد إلى الفريق، ولكن لم يصبح أي منهم لاعباً دائمًا في المنتخب ولم يقدم لبلجيكا المساهمة اللازمة للنجاح، لذلك فشل الفريق في التأهل لكأس الأمم الأوروبية 2004 وكأس العالم 2006.

كانت شرارة التغيير الأولى تعيين ميشيل سابلون مديراً فنياً للمنتخب عام 2006.

جاء سابلون بخطة صلبة لتغيير مسار المنتخب الوطني، إذ تمثلت الخطوة الأولى في بدء بحث مكثف ببلدان مختلفة، منها ألمانيا وهولندا عن لاعبين لتشكيل فريق الشباب.

كما تم غرس نهج علمي في أكاديميات كرة القدم، وتغير الهدف الأساسي للأكاديميات من الفوز بالمباريات إلى تنشئة اللاعبين الشباب بشكل فعال.

مَثّل نشر وتطبيق هذه التغييرات على مستوى كرة القدم الوطنية تحديًا كبيراً، إذ تعرّض سابلون وطاقمه للكثير من الانتقادات، لكن النتائج سرعان ما بدأت بالظهور.

حصد المنتخب البلجيكي تحت 21 سنة، والذي ضم لاعبين مثل: فنسنت كومباني، وتوماس فيرمايلين، ومروان فيلايني، وجان فيرتونغن، وكيفين ميرالاس، وأنتوني فاندن بوري، المركز الرابع في أولمبياد بكين 2008، بعد خسارته أمام نيجيريا 4-1 في نصف النهائي.

** "الجيل الذهبي"

في 2008، بدأ الكثير من لاعبي المنتخب الوطني الانتقال إلى الدوريات المهمة، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز.

كان أسطورة مانشستر سيتي كومباني أول اسم بلجيكي كبير ينتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ تم بيع النادي لمجموعة أبو ظبي المتحدة التي بدأت بناء فريق تنافسي من خلال إجراء انتقالات ذات أسماء كبيرة عام 2008.

كما انتقل فيلايني في 2008 إلى نادي إيفرتون قادماً من نادي ستاندارت لييج البلجيكي، وفيرمايلين إلى أرسنال من أياكس عام 2009.

وعندما جاءت تصفيات كأس العالم 2014، كان الفريق البلجيكي الجديد على وشك الاكتمال لمواجهة التحدي الأول.

تأهل الفريق الذي ضم لاعبين، مثل: تيبو كورتوا، وكومباني، ويان فيرتونغن، وموسى ديمبيلي، وأكسل فيتسل، وفيلايني، وأيدن هازارد، وكيفن ميرالاس، وكيفين دي بروين، وستيفن ديفور، وروميلو لوكاكو إلى التصفيات حيث احتل المركز الأول في المجموعة الأولى من دون هزيمة.

لم يفشل الجيل الذهبي تمامًا في أول منافسة دولية له، إذ تمكن من الوصول إلى ربع النهائي، لكن الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي أخرجتهم بالفوز 1-0 في نصف النهائي.

عام 2014، صعدت بلجيكا إلى المركز الرابع في تصنيفات الـ "فيفا"، وبعد عام واحد، وصلت إلى قمة التصنيفات لأول مرة في التاريخ.

** التفاؤل رغم الفشل

بعدما صنعوا اسمًا لأنفسهم، كانت بلجيكا جاهزة للتحدي التالي في بطولة الأمم الأوروبية 2016، حيث تأهلت لدور المجموعات وبلغت دور الـ 16، وأنهت تصفيات المجموعة الخامسة في المركز الثاني خلف إيطاليا.

بعد فوزهم على المجر 4-0 في دور الـ 16، بدت مباراة ربع النهائي ضد ويلز سهلة للغاية، لكن ويلز أعطتهم صدمة كبيرة وأقصت بلجيكا بنتيجة 3-1.

بعد خيبة الأمل في كأس الأمم الأوروبية 2016، كانت بلجيكا متفائلة بشأن كأس العالم 2018، إذ كان معظم لاعبي الفريق في بداياتهم، وكان لديهم بعض اللاعبين الأكثر قيمة في العالم مثل: دي بروين، وهازارد، ولوكاكو.

اجتاز "الشياطين الحمر" (لقب المنتخب البلجيكي) دور المجموعات بشكل رائع، وتغلبوا على اليابان 3-2 في دور الـ 16، قبل أن يتغلبوا على البرازيل 2-1 في ربع النهائي.

وتعود قصة ارتباط "الشياطين الحمر" بأبناء بروكسل إلى عام 1906، أي بعد عامين من تأسيس الاتحاد الوطني، عندما اختار المدرب بيير فالكير هذا اللقب على الفريق المحلي لاعتقاده بأن مثل هذه التسمية قد تكون مفيدة للاعبين وستنعكس إيجابيا على مستوياتهم وأدائهم داخل المستطيل الأخضر.

ولكن فريق فرنسا بـ"جيله الذهبي" ألحق الهزيمة بمنتخب بلجيكا 1-0، وانتقل إلى هزيمة كرواتيا 4-2 في النهائي والفوز بكأس العالم.

واجهت بلجيكا إنجلترا في مباراة تحديد المركز الثالث، وتمكنت من الفوز بأول ميدالية برونزية على الإطلاق في تاريخ كأس العالم بفوزها 2-0.

عندما لاحت بطولة الأمم الأوروبية 2020 في الأفق، كان لدى "الشياطين" الكثير من اللاعبين المخضرمين الذين يملكون موهبة كافية لدفع الفريق نحو تحقيق الفوز.

أثر وباء فيروس كورونا على البطولة، وتم تأجيلها إلى صيف 2021، لكن بلجيكا بقيت على المسار الصحيح وبلغت دور المجموعات.

تقدم "الشياطين الحمر" بالفوز في المباريات الثلاث في مرحلة المجموعات وهزموا البرتغال، البطل آنذاك، بنتيجة 1-0 في دور الـ 16.

ولكن، ولسوء الحظ تغلبت إيطاليا، الفائزة بالبطولة، على بلجيكا 2-1، واضطر الفريق إلى الخروج من البطولة مرة أخرى في ربع النهائي.

في العام ذاته، نظم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بطولة دولية أخرى تحت اسم "دوري الأمم الأوروبية"، ما أعطى بلجيكا فرصة للفوز بأي لقب قبل نهاية العام.

انتزعت بلجيكا خمسة انتصارات في ست مباريات وأنهت تصفيات المجموعة A2 في الصدارة.

وبحسب قوانين البطولة، واجهت بلجيكا فرنسا في نصف النهائي وبدا النصر قريبًا هذه المرة، لكن حسرة أخرى خيمت على مشجعي بلجيكا بعد خسارتهم أمام فرنسا بنتيجة 3-2 في نصف النهائي، لتفوز فرنسا بعد ذلك على إسبانيا 2-1 وتحقق اللقب.

** مستقبل بلجيكا

تمتلك بلجيكا اليوم فريقًا تقدر قيمته بنحو 500 مليون يورو، كما لا تزال تتربع على صدارة تصنيفات الفيفا العالمية منذ عام 2018.

ورغم وجود الكثير من لاعبي الجيل الذهبي الآن في الثلاثينيات من عمرهم، فإن "الشياطين الحمر" لا يزالون فريقًا قويًا للغاية ولديه الكثير من الإمكانات.

يضم الفريق البلجيكي لاعبين بدأوا الاستمتاع بتمارينهم التمهيدية، مثل: يوري تيلمانز، وتيموثي كاستاني من نادي ليستر سيتي، بالإضافة إلى مواهب شابة واعدة، مثل: تشارلز دي كيتليري من نادي كلوب بروج، وياري فيرشاترين من نادي أندرلخت.

ليس هناك شك في أن بلجيكا ستكون واحدة من أفضل المتنافسين، لأن لاعبين مثل دي بروين، ولوكاكو، وهازارد، لا يزالون يشكلون تهديدات خطيرة للفرق المنافسة في نهائيات كأس العالم 2022.

#الجيل الذهبي
#اللاعبين
#المنتخب الوطني البلجيكي لكرة القدم
#بطولة أمم أوروبا
#بلجيكا
٪d سنوات قبل