تحت شعار "جرّب واعمل"، يتلقى أطفال أتراك، فائقو الذكاء تعليما مجانيا في ورش للتكنولوجيا افتتحتها مديرية الشباب والرياضة التابعة لبلدية مدينة إسطنبول، بالتعاون مع وقف "الفريق التكنولوجي التركي".
ويجري تأهيل التلاميذ على مدار ثلاثة أعوام في مجالات مختلفة مثل "الروبوتات والبرمجة"، و"تكنولوجيا الطاقة" و"الإنتاج والتصميم"، و"الأمن الإلكتروني"، فضلا عن تصميم الطائرات المسيرة (دون طيار).
ويحمل المشروع شعار "تركيا منتجة للتكنولوجيا"، ويتم في هذا الإطار اختيار الطلبة فائقي الذكاء من بين آلاف المرشحين للانضمام إلى الورش المذكورة.
ويشمل المشروع برامج موجهة لتلاميذ الصف الرابع والخامس والسادس والثامن والتاسع.
ويهدف القائمون على الورش إلى تأهيل المواهب الصغيرة الواعدة لتمثل تركيا في مسابقات التكنولوجيا الدولية بمشاريعهم، فضلا عن المشاركة في المنافسات المحلية المختلفة.
وفي تصريح، قال "جان آك" منسق الخدمات الشبابية في مديرية الشباب والرياضية ببلدية إسطنبول، إن البلدية تتكفل بتمويل الورش التكنولوجية.
وأوضح أنهم يهدفون من وراء ذلك إلى "الإسهام في النهضة التكنولوجية للبلاد من خلال تأهيل علماء المستقبل".
ولفت إلى أن الدورة الحالية للبرنامج انطلقت في 10 تموز / يوليو المنصرم، وستستمر 36 شهرا، وفي نهايتها ستشكل فرق من الطلاب الذين خاضوا التدريب في اختصاصات مختلفة لتمثل تركيا على الصعيد الدولي.
وبيّن "آك" أن انتقاء الطلاب جرى بالتعاون مع وزارة التربية عبر امتحان المرشحين.
وكشف عن أنه تم انتقاء ألف طالب من أصل 15 ألفا شاركوا في الامتحان في المرحلة الأولى، ومن ثم طُلب منهم تنفيذ مشاريع معينة.
وأفاد أن 400 طالب استحقوا المشاركة في الدورة بعد إنجازهم الوظيفة المطلوبة منهم.
وشدد المنسق على أن التعليم مجاني في ورش التكنولوجيا، حيث لا يدفع الطلاب أي مبلغ لقاء مشاركتهم في الدورة.
ونوه أن الطلاب سيشاركون في دورات متقدمة بعد الانتهاء من الدورة الأولى التي تستمر ثلاثة أعوام.
ولفت إلى أن المتدربين في البرنامج بوسعهم المشاركة في مشاريع تكنولوجية محلية مثل تصميم الطائرات المسيرة، للاطلاع على كيفية إنتاجها على أرض الواقع.
وذكر أنهم يمتلكون حاليا ثلاثة أفرع في إسطنبول، ويعملون على مضاعفة العدد خلال الأشهر المقبلة.
من جهتها قالت طالبة المرحلة المتوسطة "طوغجة إنجي" (12 عاما)، إنها تشارك في تعلم صناعة الروبوتات وبرمجتها، كما ستتدرب لاحقا على تصميم طائرات من دون طيار.
ولفتت إلى أنهم صنعوا روبوتا وقاموا ببرمجته، بحيث بات يصدر موسيقى ويتحرك.
وأردفت "عندما أكبر أريد أن أصبح عالمة وأصمم طائرة من دون طيار".
أما زميلها "محمد علي تكدمير" (12 عاما) فقال إنه صمم مركبة ذات 4 عجلات ضمن التدريب في الورشة.
وكشف عن أنه يطمح إلى تصميم طائرة إنقاذ مسيرة، وأن يصبح مهندسا ميكانيكيا في المستقبل.
بدوره قال التلميذ "عمر مرت أوكول" (11 عاما)، إنه يرغب في تصميم طائرة من دون طيار قتالية، ترسل إلى الحروب دون الحاجة إلى إرسال جنود، على حد تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أن فريقا تركيا من الشباب فاز أمس الإثنين، بالمركز الأول في 5 فئات مختلفة ضمن بطولة "RoboCup" للروبوتات باليونان.
وذكر بيان صادر عن وقف الفريق التكنولوجي التركي، أن فريق "T3/0008 Yıldız" حقق إنجازات كبيرة في بطولة الروبوتات الـ 21 المقامة في مدينة "ناغويا" اليابانية.
وأوضح أن الفريق المذكور تصدر 23 فريقا بينها اليابان وألمانيا والولايات المتحدة، محققا المركز الأول، من خلال تطويره روبوتين اثنين.
وفاز الفريق بجوائز "أفضل روبوت للاستطلاع"، و"أفضل روبوت يتمتع بالتحكم الذاتي"، و"أفضل روبوت في الهواء الطلق"، و"أفضل أصغر روبوت للاستطلاع".
