قال رئيس تحرير يني شفق إبراهيم قراغول، في مقاله اليوم الجمعة، والذي تناول فيه قرار ترامب حول إعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، أنّ تركيا خسرت القدس في مثل هذه الأيام قبل مائة عام، كما خسرت فلسطين والمنطقة بأكملها.
وتابع قراغول أنّ الذين يتكالبون على القدس اليوم، يعلمون أن نهوض تركيا يعني عودة التاريخ وانتفاض المنطقة والعالم الإسلاميّ ومدنه القديمة. وأن تركيا حينما تنهض فإن الأقصى والحرمان الشريفان سيكونان في حماية ومنعة، وسينهار نظام الوصاية على بلداننا.
باعوا القدس القبلة الأولى للمسلمين، قدموها على طبق من ذهب، تفاوضوا عليها بمنتهى القذارة. فمن اشتروا السلطة مقابل النفط في السابق باعوا القدس هذه المرة من أجلها. هذا ما روجوه بينكم تحت مسمى "الإسلام المعتدل"، وقد كانت القدس أولى ضحاياه. استولوا على القدس بعدما خدعوكم بالخوف من إيران، وغدا سينتزعون كذلك فلسطين بالحجة ذاتها، ومن يدري لعلهم يسيطرون على مكة والمدينة غدا بالترويج للحجة عينها.
وشدّد قراغول على أنّ "واجب العالم العربيّ هو محاسبة الخونة، الذين قدّموا القدس على طبق من ذهب". و"أنهم لم يعد لديهم صلاحية أو أهلية لحماية مكة والمدينة، وأنهم سيساومون على قلب العالم الإسلاميّ قريبًا، ولن يستطيعوا أن ينبسوا ببنت شفة أمام إسرائيل حينما تمزّق البلاد، وتُنتزع مكة والمدينة".
وختم قراغول مقاله مؤكدًا أن "القدس ستعود لتنتقم، كما ستنتقم مكة والمدينة ممّن خططوا لاستهدافهما، وستنهار مشاريع الإسلام المعتدل".
"أيها المسلمون! يا أبناء هذه المدن القديمة! ليس أمامنا طريق للنجاة سوى "المقاومة الشرسة"، وليس أمامنا خيار إلا تحويل بلادنا ومدننا وقرانا إلى قلاع مقاومة. لم يعد لدينا أي احتمال آخر سوى تحويل مسار رياح الشؤم هذه، فلا طريق أمامنا سوى تطهير بلاد الإسلام من المحتلين والخونة.
إن ما يحدث لهو تصفية حسابات القرن الحادي والعشرين، وليست لدينا أي نية لنخضع للأسر ونخسر مائة عام مرة ثانية. فتصفية الحسابات هذه لا تعرف الفرق بين عربي وأعجمي. وليس لدينا أي طريق للمقاومة سوى طردهم من ديارنا.