اتجه مئات الآلاف من السوريين الفارّين من قصف طائرات نظام الأسد وروسيا نحو تركيا، خاصة من مناطق حماة وإدلب اللتان تشهدان قصفًا مكثفًا ومتواصلًا بالآونة الأخيرة، من طائرات النظام المدعومة من روسيا.
في الوقت الذي نزح فيه نحو 300 ألف مواطن سوري من محافظات أخرى نحو إدلب الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة السورية.
وكان النظام السوري مدعومًا بقصف الطائرات الروسية قد تمكن من بسط سيطرته على أكثر من 100 منطقة سكنية في حماة وما جاورها خلال 10 أيام فقط، مستخدمًا همجيته المعروفة في القصف الشعوائي وقتل المدنيين دون رادع.
ومع دخول فصل الشتاء ونتيجة لتواصل قصف الطائرات الكثيف، يتعرض النازحون لصعوبات جمة.
وكان مجلس مدينة إدلب قد أدلى أنه في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه فإنّه ليس أمام السوريين والبالغ عددهم حوالي مليوني نازح، سوى اللجوء إلى تركيا هربًا من قصف النظام والمروحيات الروسية.
وبسبب القصف المفرط للنظام بشكل غير عادي، تشاهد ازدحام الطريق المؤدية إلى الحدود مع تركيا. والذي جعل قطع الطريق الذي يبلغ طوله 22 كيلومترا بين بلدتي معرة مصرين وسرمدا الحدودية، يحتاج إلى 4 ساعات بالسيارة بسبب ازدحام اللاجئين ومضايقات طائرات النظام.
كما أدّى القصف المتواصل للنظام السوري لتلك المناطق إلى قتل 170 مواطنًا في غضون الـ 10 أيام الماضية والتي شهدت القصف المتواصل.
كما أدّى قصف نظام الأسد المدعوم بالمروحيات والطائرات الروسية المتواصل بصورة عشوائية؛ إلى إلحاق دمار كامل بالمدارس والجوامع والأسواق التي تقدّم خدمات للمواطنين العزّل.
حيث تمّ استهداف 3 مستشفيات و2 جامع وسوق تجاري في مناطق موريق، خان شيخون، سراقب، رسم العبيد وجبرية.
وكشف محمد حسنو، رئيس وحدة تنسيق المساعدات السورية، في حديثه لصحيفة يني شفق، أنه وبرغم بذل وكالات الإغاثة جهودًا كبيرة لتوصيل الخيام إلى المحتاجين، إلا أنّه لم يبق مكان على الحدود لإقامة مخيمات.
وأضاف حسنو أنّ الضحايا الذين لا يمكنهم الهرب من مناطق قصف النظام يحاولون التعامل مع الأضرار الجسيمة التي نتجت عن القصف، وخاصة الاحتياجات الغذائية والطبية قائلًا "أنّ الناس لا يستطيعون الحصول الوصول إلى الأسواق، وظلت المدارس مغلقة. هذا بالإضافة إلى القصف المستمرّ للطرق اللوجستية المجاورة للمناطق السكنية والمستوطنات".
وتعتبر تركيا الدولة الوحيدة التي أبرزت ردة فعل تجاه قصف طائرات النظام السوري على إدلب، حيث استعدت الخارجية التركية كلًّا من السفير الروسي والإيراني احتجاجًا على تصرفات النظام السوري.