|

تعرف على حكاية رئيس الكهف: شي جين بيغ

وافق البرلمان الصيني على مقترح للحزب الشيوعي يلغي تحديد فترات بقاء رئيس البلاد في السلطة، مما يفسح المجال للرئيس شي جين بينغ بالبقاء في السلطة مدى الحياة.

Ersin Çelik و
16:40 - 12/03/2018 الإثنين
تحديث: 16:46 - 12/03/2018 الإثنين
أخرى
​تعرف على حكاية رئيس الكهف: شي جين بيغ
​تعرف على حكاية رئيس الكهف: شي جين بيغ

كان التقليد المتعارف عليه دستوريا هو بقاء الرئيس في منصبه لولايتين لا أكثر، لذا كان من المقرر أن يتنحى شي في عام 2023، ورغم ذلك تحدى شي جين بينغ هذا بعدم تقديمه أي خليفة محتمل له خلال مؤتمر الحزب الشيوعي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

البرلمان الصيني يلغي تحديد فترات بقاء رئيس البلاد في السلطة

وبدلاً من ذلك، عزز قوته السياسية عندما صوت الحزب على تكريس اسمه وأيديولوجيته السياسية في دستور الحزب - مما رفع مكانته إلى مستوى مؤسسه الراحل ماو تسي تونغ.

فمن هو شي جينبينغ؟

لم يخض الكثير من قادة العالم في القرن الـ 21 تجربة الحياة في كهف والعمل كمزارع قبل تسلق سلم السلطة.

ولد شي جين بينغ عام 1953 وعاش طفولة مميزة حيث كان والده أحد أبطال الثورة الشيوعية. ولكن كان والده من بين من تعرضوا للتطهير في الستينيات كما تعرضت أسرته للإذلال ويتردد أن إحدى شقيقاته انتحرت.

وعندما كان في سن الثالثة عشر أغلقت المدارس في أنحاء بكين حيث بات من المتاح للطلبة انتقاد المدرسين وضربهم وحتى قتلهم.



وفي تلك الفترة عاش في بكين وحيدا دون أهله أو صديق لحمايته من الحرس الأحمر الذي انتشر في شوارع بكين فكان عليه مواجهة التهديد بالموت والاعتقال.

وفي حديث صحفي قال:" كنت في الرابعة عشر من عمري عندما سألني الحرس الأحمر: هل تعرف مدى خطورة جرائمك؟ فأجبت: يمكنكم تقدير ذلك .. هل تكفي لإعدامي؟ فردوا: يمكننا إعدامك مئات المرات. فأجبت: لا يوجد فرق بين مئات المرات ومرة واحدة".

وعندما بلغ الخامسة عشر عاما كان أحد الذين تم إرسالهم إلى الريف للعمل في الزراعة بهدف "إعادة التثقيف"، وعمل في إحدى القرى النائية الفقيرة لمدة سبع سنوات حيث عاش في كهف، وهذه التجربة تشكل أحد أهم فصول سيرته الشخصية في المراجع الحكومية.

فقد عمل في ظل ظروف قاسية بلا كهرباء ولا مواصلات ولا أدوات ميكانيكية وعندما كان يعود لكهفه للنوم كان يقرأ على ضوء مصباح الكيروسين.


ويقول: " عندما انتهت هذه التجربة وأنا في الثانية والعشرين من عمري كانت أهدافي في الحياة قد باتت واضحة وصرت مليئا بالثقة."

صعود في الحزب

وبدلا من أن ينقلب إلى مناهض للحزب الشيوعي بسبب تجربته في الريف تبنى أفكار الحزب وحاول مرارا الانضمام إليه، لكن رفضت طلباته بسبب ماضي والده.

وإرتقى سريعا في صفوف الحزب بمجرد أن تمكن عام 1974 من الانتساب إليه حيث وصل إلى منصب مسؤول الحزب الأول في مدينة شنغهاي، ثاني أكبر مدن الصين ومركزها التجاري.

بعد ذلك تم انتخابه عضوا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب إلى أن وصل لمنصب الرئاسة عام 2012.

ويحمل شي جين بينغ شهادة في الهندسة الكيميائية وزوجته هي المغنية الجميلة بينغ ليوان، والزوجان محط اهتمام الإعلام الصيني بعكس الرؤساء السابقين الذين غالبا ما كانوا يتجنبون تسليط الأضواء على زوجاتهم.


وللزعيم الصيني ابنة لا يعرف عنها سوى أنها درست في جامعة هارفارد الأمريكية المرموقة.

وتناولت وسائل الإعلام الأجنبية بالتفصيل تعاملات أقارب الرئيس الصيني المالية الضخمة في الخارج.

"حلم الصين"

طرح الزعيم الصيني رؤيته عن مستقبل الصين والتي أطلق عليها اسم "حلم الصين" في إطار مشروع بعنوان "إعادة بعث الأمة الصينية" ونجح في إجراء إصلاح اقتصادي ساهم في الحدّ من تراجع النمو الاقتصادي وتحجيم ملكية الدولة للصناعة ومكافحة التلوث وتنفيذ مشروع النقل البري العملاق "طريق الحرير".

وخلال عهده فرضت الصين سيطرتها على بحر الصين الجنوبي رغم المعارضة الدولية وعززت نفوذها على الصعيد العالمي عن طريق ضخ مليارات الدولارات في القارة الأفريقية والآسيوية.

ترافق ذلك مع نمو المشاعر القومية التي حضت عليها وسائل الإعلام الحكومية مع التركيز على شخصية جين بينغ إلى درجة أن البعض اتهموه بأنه يقود حملة إعلامية لتأليهه أسوة بالزعيم الراحل ماو تسي تونغ.

وشملت حملة محاربة الفساد التي قادها في الداخل والتي اطلق عليها اسم "النمور والذباب" أكثر من مليون شخص من كبار وصغار مسؤولي الحزب. كما ترافق ذلك بفرض المزيد من القيود والرقابة على الحريات الشخصية مثل الرقابة على الإنترنت واعتقال المعارضين والمدافعين عن حقوق الانسان لدرجة أن البعض يرى أن جين بينغ هو أكثر الزعماء سطوة بعد الزعيم ماو. ويتمتع الزعيم الصيني بشعبية بين صفوف الصينيين البسطاء.


استطاع الزعيم الصيني أن يعزز موقعه ويبسط سيطرته على الحزب الشيوعي وأصبحت أفكاره جزء من دستور البلاد، وهو ما لم يحظ به سوى ماو تسي تونغ ودينغ سياو بينغ وبالتالي فإن معارضته باتت بمثابة الوقوف ضد الحزب الشيوعي الحاكم.

يذكر أن ايديولوجيات العديد من زعماء الحزب الشيوعي الصيني السابقين كانت ضمنت في دستور الحزب، ولكن لم يسبق لأي من تلك الأيديولوجيات أن وصفت بأنها "فكر " - عدا فكر مؤسس الحزب ماو تسي تونغ.

شي جينبينغ يصبح "أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونغ"

فلم يسبق أن ربطت أسماء الزعماء بايديولوجياتهم إلا في حالتي ماو تسي تونغ ودنغ شياو بينغ، ولم يضاف اسم دنغ إلى الدستور إلا بعد وفاته.

وبذلك تعين على تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات والموظفين في المصانع الحكومية أن ينضموا إلى أعضاء الحزب الشيوعي الذين يبلغ عددهم 90 مليونا في دراسة "فكر شي جينبينغ" المتعلق بالعصر الجديد للاشتراكية بخصائص صينية.

ويعد تعبير "العصر الجديد" الأسلوب الذي يستخدمه الحزب للاشارة إلى بدء المرحلة الثالثة من تاريخ الصين المعاصرة.

فالمرحلة الأولى التي تزعمها ماو كان هدفها توحيد البلاد عقب حرب أهلية طاحنة، أما المرحلة الثانية التي قادها دنغ فركزت على إثراء البلاد. وتتسم المرحلة الثالثة التي يقودها الرئيس شي بتعزيز الوحدة والثراء وجعل الصين أكثر انضباطا داخليا وخارجيا.

ما هو "فكر شي جينبينغ"؟

للوهلة الأولى، قد يبدو للقارئ أن "فكر شي جينبينغ" لا يتعدى كونه خطابا غامضا. ولكنه يصف المبادئ الشيوعية التي آمن بها الرئيس شي طيلة فترة حكمه.

تؤكد المبادئ الـ 14 "لفكر شي جينبينغ" على الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الحزب الشيوعي الصيني في التحكم بكل المفاصل في البلاد، وتتضمن أيضا:

الدعوة للقيام "بإصلاحات جذرية وشاملة"، و"تطوير أفكار جديدة"

وعد بتحقيق "تعايش منسجم بين الإنسان والطبيعة"، وهي دعوة لتحسين عملية الحفاظ على البيئة وقد تشير إلى هدف الحكومة الصينية في جعل الطاقة المتجددة هي مصدر الطاقة الرئيسي في البلاد

تركيز على "الهيمنة التامة للحزب على جيش الشعب"، وهي دعوة تتزامن مع أكبر زيادة في عدد الضباط الكبار في تاريخ الصين المعاصر حسبما يقول محللون

تركيز على أهمية مبدأ "دولة واحدة ونظامين"، وعلى أهمية إعادة توحيد الأقاليم مع الوطن الأم في إشارة واضحة الى هونغ كونغ وتايوان

#البرلمان الصيني
#شي جين بيغ
#بكين
٪d سنوات قبل