قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الألمانية، أوغست هانينغ، أن لدى كل من بلاده وتركيا مصالح مشتركة في إطار مكافحة الإرهاب.
جاء ذلك في تصريح أدلى به للأناضول، تطرق فيه الرئيس السابق للاستخبارات الألمانية للفترة ما بين (1998-2005)، للمواضيع الأمنية والتطورات الأخيرة بين برلين وأنقرة.
وأفاد أن الخلافات والتوترات السياسية التي وقعت بين البلدين خلال الشهور الأخيرة، انعكست على علاقات التعاون في المجال الأمني أيضا، معربا عن أمله في تجاوز هذه الخلافات من جهة، ورؤيته بأن هذا الأمر لن يكون سهلا من جهة أخرى.
وأكد هانينغ الأهمية الكبرى التي توليها كلا الدولتين لمكافحة الإرهاب، قائلا "أعتقد أن لدينا مصالح مشتركة عديدة في المواضيع الأمنية، فكلا الجانبان يحاربان الإرهاب، وفي الماضي تعرضت تركيا لهجمات إرهابية كثيرة، وأنا أعلم أن بعض تلك الهجمات كان لها علاقة بألمانيا".
وحول الانتقادات الحادة التي وجهتها تركيا لألمانيا بخصوص منظمة بي كا كا والتنظيمات الإرهابية الأخرى، أوضح هانينغ أن بلاده حظرت بي كا كا منذ عام 1993، وأنها تواصل المضي ضمن نفس السبيل.
وأضاف "لقد حظرنا بي كا كا، وأؤكد لكم أننا لا ندعمها، ولا نشجعها على النزعة الانفصالية، لكن من جهة أخرى يجب علينا احترام متطلبات الديمقراطية الليبرالية والأطر القانونية في البلاد، وأن توضيح هذا الأمر لأصدقائنا الأتراك يكون صعبا جدا بعض الأحيان".
وأردف أن النظام الديمقراطي في ألمانيا يتيح للجميع حرية التعبير، لافتا إلى أن الشرطة الألمانية تحظر المنظمة الإرهابية، وتمنع رفع الرموز المحظورة خلال المظاهرات، زاعما أنها تجد صعوبة كبيرة في السيطرة على المتظاهرين خلال التجمعات الضخمة.
وبخصوص "تورط أجهزة استخبارات أجنبية" في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز من 2016، أشار هانينغ إلى أن الإدعاءات الخاصة بتورط المخابرات الألمانية لا تؤخذ على محمل الجد.
وأوضح في هذا الصدد "ليس لنا أي مصلحة من التدخل بالسياسة التركية الداخلية".
وحول مطالب تركيا من ألمانيا بخصوص مكافحة منظمة "غولن" الإرهابية، لفت هانينغ إلى أن "جماعة غولن تعتبر نشطة في ألمانيا لكنها تخضع لمراقبة قوات الأمن".
وأعرب عن اعتقاده بأن المحاكم الألمانية ستتحرك على الفور في حال قيام تلك الجماعة بنشاطات تتعارض مع الدستور والقوانين السائدة بالبلاد.
كما عبّر المسؤول الألماني السابق عن أمله في تجاوز كل من بلاده وتركيا للخلافات السياسية الأخيرة فيما بينهما، وأكد بالقول "إننا دولتين صديقتين بالفعل، وأتمنى أن نركز أكثر على المستقبل، ولذلك يجب على الجانبين بذل المزيد من الجهود لتحسين العلاقات عما هي عليه الآن".
أما فيما يخص التطورات في منطقة الشرق الأوسط، أشار هانينغ إلى أنها فتحت المجال للكثير من القلق في ألمانيا بشأن الاستقرار في المنطقة".
واستطرد في ذات السياق أن البرنامج النووي الإيراني، والتوتر السعودي الإيراني، يتسببان بقلق على وجه الخصوص.
وحذر أنه في حال فشل الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، فإن ذلك سيفتح المجال أمام سباق التسلح النووي في المنطقة.
