|

7 ملايين مسلم يواجهون خطر "عدم الانتماء"

Ersin Çelik
16:37 - 20/07/2018 الجمعة
تحديث: 16:44 - 20/07/2018 الجمعة
يني شفق
يعيش في ولاية آسام الواقعة شرقي الهند 32 مليون نسمة منهم 7 ملايين مسلم.
يعيش في ولاية آسام الواقعة شرقي الهند 32 مليون نسمة منهم 7 ملايين مسلم.

أراكان، باكستان، الشيشان، تركستان الشرقية... فالمسلمون المقيمون في تلك البلدان من فاقدي "الهوية" و"الوطن" نسمع أسماءهم كثيرا مقترنة بـ"الظلم". وأما مسلمو آسام فلا أحد في العالم يتابع أخبارهم، وربما يسمع معظمنا باسمهم للمرة الأولى. لكنهم قومية يقدر عددها بسبعة ملايين مسلم يسحقون تحت الموجة القمعية التي تقودها الإدارة الهندوسية العنصرية، وهم الآن يواجهون خطر "فقدان الوطن"!

آسام هي إحدى الولايات التابعة للهند، تقع شرقي البلاد، ويحدها من الشمال الشرقي بنغلادش، ومن الجنوب ميانمار.

يبلغ تعداد سكان تلك الولاية 32 مليون نسمة، منهم 7 ملايين مسلم... وكما هو الحال في كثير من بقاع العالم، يتعرض المسلمون في آسام لظلم كبير.

تحول ظلم المسلمين في آسام إلى ظلم ممنهج بوصول القوميين الهندوس للسلطة، بالضبط كما حدث في ميانمار.

وتشير الأخبار الصحفية إلى أن جنسيات مسلمي آسام ستنتزع من بين أيديهم ليصبحوا بلا "هوية"... وقد فرض النظام الهندوسي العنصري شرطا على مسلمي آسام، ألا وهو أن يبرهنوا بالوثائق أنهم يعيشون في آسام حتى ما قبل عام 1971.

بيمالا بيغوم، واحدة من ملايين المسلمات اللواتي يعشن في المنطقة. وبحسب خبر نشرته شبكة الجزيرة الإعلامية، فقد أرسلت الحكومة الهندية إخطارا إلى بيغوم تطلب منها أن تثبت جنسيتها. وهي تحكي أنها تشعر بالقلق الشديد بهذه الكلمات "شعرت بالقلق الشديد عندما تلقيت هذا الإخطار، وأسرعت إلى جارتي وقلت لها "ماذا سأفعل؟".


وتخطط الحكومة الهندية بعد إسقاط الجنسية عن 7 ملايين مسلم إقامة معسكرات أسر ووضعهم بها. وهو – بدوره – يجلب معه سيناريوهات مؤلمة. أم-طفل، أب... أي أن أشخاص من أسرة واحدة سيواجهون خطر الانفصال. أي أنهم ربما يمارسون ضد مسلمي آسام الظلم نفسه الممارس ضد مسلمي أراكان في ميانمار. السيناريو واحد، وإن كانت العناصر مختلفة...

وتشير الدراسات الأولية إلى أن الحكومة الهندية وافقت، حتى هذه اللحظة، على الإبقاء على "جنسية" 19 مليونا من إجمالي 32 مليون شخص يعيشون في المنطقة. فيما أعلنت المحكمة العليا في الهند أنه ستمهل لمدة عام واحد المواطنين المقيمين في آسام ليثبتوا جنسيتهم، إلا أن نشطاء حقوق الإنسان يشيرون إلى أن المسؤولين في الهند سيضعون العراقيل أمام المسلمين خلال هذه الفترة القصيرة.


لماذا عام 1971؟

وأما سبب منح الهندوس الجنسية لمن كان في المنطقة قبل عام 1971 فهو مرتبط باستقلال بنغلادش. ذلك أن تلك الفترة شهدت هروب عدد كبير من المواطنين الهنود من المسلمين الذين كانوا يعيشون في بنغلادش التي أعلنت استقلالها إلى آسام واستقرارهم بها بسبب القمع الممارس ضدهم. وأما الحكومة الهندية اليوم فهي تريد طرد من جاءوا في تلك الفترة إلى أراضيها واستقروا بها.

مذبحة نيلي: قتل ألفي مسلم!

كان قد مر 13 عاما منذ انتقل الهنود المسلمين إلى آسيا مطلع السبعينيات. وبحلول عام 1983، الذي كان عاما زادت فيه الحوادث العنصرية، قتل ألفا مسلم في أحداث شهدتها منطقة نيلي بولاية آسام.

وقد أطلقت مؤسسة أفاز المدنية حملة توقيعات متعلقة بالموضوع.

تحمل حملة التوقيعات على وسائل التواصل الاجتماعي شعار "الحكومة الهندية: تراجعي عن محو المسلمين!"، وتلفت الحملة انتباه الناس لهذا الخطر للحيلولة دون بدأ مجزرة جديدة، خطر ارتكاب مذبحة جديدة على يد الحكومة الهندوسية العنصرية لأنهم "يتكلمون اللغة الخاطئة ويعبدون الإله غير الصحيح". فهناك مطالبات من مسؤولي الهند وولاية آسام بإيقاف سياسة إسقاط الجنسية، ودعوة للأمين العام للأمم المتحدة بالوفاء بوعده الذي منحه لمسلمي آسام ولقادة العالم وحكوماته للضغط على الهند في هذا الصدد.

#الانتماء
٪d سنوات قبل