|

هل يصمد وحيد القرن الأبيض في وجه الإنقراض؟

لم يبقى من فصيلته سوى اثنين

Ersin Çelik
11:54 - 8/11/2018 الخميس
تحديث: 11:58 - 8/11/2018 الخميس
أخرى
وحيد القرن الأبيض الشمالي
وحيد القرن الأبيض الشمالي

فارق "سودان" آخر ذكر من فصيلة وحيد القرن الأبيض الشمالية الحياة مؤخرا، بعمر 45 عاما، في محمية عاش بها في كينيا. مخلفا وراءه ابنته "ناجين" وحفيدته "فاتو"، آخر ما تبقى من الفصيلة شبه المنقرضة.

وعلى مدى أكثر من 20 عاما، تمسك البروفيسور توماس هيلدبراندت، المتخصص في علوم الحيوان والحياة البرية، بحلمه بإنقاذ حيوان وحيد القرن الأبيض الشمالي، أندر فصائل الثدييات الضخمة في العالم، من الانقراض.

وبحسب البروفيسور "كان سودان كبيرا ومريضا، وعرفنا أن هذا اليوم سيأتي. لكني عرفته على مدى 18 عاما، وكان من ألطف المخلوقات التي باتت سفراء لحماية فصائلها".

في الأسابيع الأخيرة من حياته، توقف سودان عن تناول الطعام تدريجيا، وكف عن المشي نتيجة التهاب في قدمه، بالإضافة إلى شعوره بالتعب لتقدمه في السن. ما دفع القائمين على حياته لاستخدام خيار "الموت الرحيم" بحقه.

ورغم الجهود المبذولة، لم ينجح العلماء بإتمام عملية تزاوج ما بين "سودان" وأنثى من الفصيلة الجنوبية لوحيد القرن الأبيض، ليحصلوا على حيوان هجين من جيناتهما على الأقل. ولكن الآمال لا تزال معلقة على ابنته "فاتو" وحفيدته "ناجين"، لإعادة الفصيلة النادرة جدا إلى الحياة البرية من جديد.

يعمل البروفيسور هيلدبراندت كمسؤول عن الاستنساخ في معهد ليبنيز لأبحاث الحياة البرية، شرقي برلين. ويحمل مفاتيح إنقاذ فصيلة "سودان" وإعادتها إلى الحياة من جديد. عقب تعرضها لعمليات صيد جائرة للاتجار بقرنها القيّم، منذ اكتشاف المئات منها عام 1908 في الكونغو.

خلف باب خرساني شديد الإحكام في المعهد، يحتفظ البروفيسور هيلدبراندت بأنبوبة حفظ مخبرية، تحوي 300 مل من السائل المنوي لوحيد القرن الأبيض الشمالي، تم تجميدها بالهايدروجين السائل في درجة حرارة 196 مئوية تحت الصفر. فقد عمل البروفيسور على جمعها مع رفاقه على مدى 15 عاما من الأبحاث.

وعقب رحيله عن الحياة البرية، استحوذ "سودان" وفصيلته على جل تفكير البروفيسور، الذي بات بدوره يخطط لتوظيف تقنيات التلقيح الاصطناعي في سفره إلى كينيا لجمع بويضات من ابنة "سودان" وحفيدته قريبا.

وستطير بويضات "فاتو" و"ناجين" عقب جمعها في رحلة إلى نيروبي فزيوريخ وصولا إلى مدينة كريمونا الإيطالية، حيث سيكون العالم المتخصص باستنساخ الحيوانات كبيرة الحجم، سيزاري جالي، بانتظارها.

وسيعمل جالي على تخصيب البويضات وتطويرها لتتحول إلى أجنة قابلة للنقل، لتتم زراعتها في رحم أنثى وحيد القرن الأبيض الجنوبي.

ولد "سودان" مطلع سبعينيات القرن الماضي، في جنوب السودان، التي كان يعيش بها آنذاك أكثر من 1000 حيوان من فصيلته. وأسر بعمر العامين أثناء تجوله في الأدغال، لينقل بعدها إلى حديقة حيوان في تشيكوسلوفاكيا. ثم إلى كينيا عام 2009.

#وحيد القرن الأبيض
٪d سنوات قبل