أثارت فبركة قناة العربية-الحدث السعودية لفيديو زعمت أنه يظهر قصف قاعدة الوطية الجوية الليبية سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن اكتشف نشطاء أن الفيديو مقتطع من لعبة محاكاة مشهورة.
نشرت قناة "العربية-الحدث" السعودية، التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، الاثنين مشهداً قالت إنه يظهر القصف الذي تعرضت له قاعدة الوطية الجوية غربي العاصمة الليبية في ساعة متأخرة من ليل السبت/الأحد.
الفيديو الذي نشرته القناة على صفحتها الرسمية في موقع "تويتر" تحت عنوان " شاهد | فيديو متداول لعملية قصف #قاعدة_الوطية في #ليبيا"، كان عبارة عن فيديو مقتطع من لعبة المحاكاة العسكرية " ARMA 3" الشهيرة، وليس لقاعدة الوطية كما كشف نشطاء.
وأثار المقطع المنشور على صحفة "الحدث" جدلاً واسعاً وسخرية كبيرة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين شككوا في مصداقية القناة وما كانت تنشره خلال السنوات الماضية.
وقال الصحفي اليمني أنيس منصور في تغريدة: "صدق أو لا تصدق، قناة العربية نشرت فيديو لعملية قصف قاعدة الوطية في لبيا، والفيديو طلع مفبرك من ألعاب بلاي ستيشن للأطفال لعبة تسمى "open - Arma 3"" .
وأضاف: "ما يستبعد أنه خمس سنوات والعربية تنشر حرب تدمير قوة الحوثي من ألعاب الأطفال ونحن مصدقين".
الناشط حمزة الليبي من جانبه قال في تغريدة: "العربية الحدث لا تتوقف عن استحمار متابعيها !! تنشر فيديو تم تصميمه بواسطة لعبة ARMA3 المشهورة لمحاكاة العمليات العسكرية .. وتدّعي أنه فيديو قصف قاعدة #الوطية. لخُبث العربية قامت بإخفاء ملامح الفيديو عن طريق نشره بجودة ضعيفة جداً حتى لا تظهر التفاصيل".
ناشط آخر باسم "الرادع الأمازيغي" قام بمشاركة الفيديو على صفحته قائلاً: "انتصار بنكهة سپيستون هكذا تستعين قناة العبرية الخبث الناطقة باسم الديوان الملكي السعودي بمقاطع من لعبة ARMA 3 وتقول بأنه قصف قاعدة #الوطية بليبيا، فضيحتكم بجلال يا إعلام المسيخ الدجال !!".
وفي ساعة متأخرة من ليل السبت/الأحد قصف طيران "مجهول الهوية" قاعدة الوطية التي تسيطر عليها قوات الحكومة المعترف بها دولياً.
وسعت وسائل إعلام سعودية من بينها العربية، إلى استغلال الحادثة للنيل من تركيا وحكومة الوفاق، إذ فبركت أخباراً وإشاعات حول القصف.
وفي تغريدة لأحد حسابات القناة "العربية عاجل"، الذي يتابعه نحو 20 مليون متابع، اختارت قناة "العربية" عنواناً بعيداً كل البعد عن الحقيقة، ونشرت خبراً نسبته إلى "وكالة تركية" أن "أنقرة أقرت بأن غارات استهدفت قاعدة الوطية الليبية دمرت منظومة دفاع جوي تركية".
وظهر بعد ذلك أن الغارات لم تتسبب بتدمير أي منظومات تركية، كما تبين أن وكالات الأنباء الرسمية التركية لم تنشر مثل هذه الأنباء.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الليبية، إن الطيران الذي استهدف قاعدة الوطية الجوية غرب العاصمة طرابلس "متطور جداً"، ولا يمكن أن يملكه الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، إلا إذا زودته به جهة أجنبية.
ويشار إلى أن دولة الإمارات التي تتخذ منها قناة العربية مقراً لها تساند مليشيات خليفة حفتر الانقلابية غير المعترف بها، وتدعمها بالسلاح والمال في مواجهة حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة.
