|

الائتلاف السوري: ممارسات عنصرية بمخيمات اللجوء في اليونان

المسؤول في دائرة شؤون اللاجئين بالائتلاف المعارض عدنان رحمون:ـ أوضاع مأساوية يعيشها اللاجئون في المخيمات اليونانية "بشهادة العالم"ـ اللاجئون بحاجة إلى كل شيء من تعليم وصحة وعناية طبية واحتياجات معيشيةـ وجبات غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية وزعت على اللاجئين ووثقت بالصورـ عملية تجريف بعد الحريق في مخيم "موريا" أشرف عليها مسؤولون بالحكومةـ دعوات عنصرية على وسائل التواصل ضد اللاجئين أخذت صدى داخل المجتمع

10:26 - 23/09/2020 الأربعاء
تحديث: 10:29 - 23/09/2020 الأربعاء
الأناضول
الائتلاف السوري: ممارسات عنصرية بمخيمات اللجوء في اليونان
الائتلاف السوري: ممارسات عنصرية بمخيمات اللجوء في اليونان

كشف الائتلاف السوري المعارض، عن أوضاع "مأساوية" يعيشها اللاجئون السوريون في المخيمات اليونانية، وتشمل ممارسات عنصرية وأعمال تجريف لأماكن إقامتهم، وتقديم أغذية فاسدة ومنتهية الصلاحية.

جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع عدنان رحمون، المسؤول في دائرة شؤون اللاجئين بالائتلاف، المكلف بملف اللاجئين السوريين باليونان، بعد تأكده من ممارسات أثينا عبر شبكة تواصلات مع ناشطين سوريين داخل المخيمات.

وحذر رحمون من مأساوية الوضع الإنساني في المخيمات اليونانية "بشهادة العالم وأعضاء من البرلمان الأوروبي، ووزير ألماني (لم يذكر اسمه)".

وأوضح أن 35 ألفا و800 لاجئ وصلوا الجزر اليونانية بحرا، إضافة إلى 9 آلاف و700 آخرين جاؤوا عبر البوابة الحدودية، وتلك الأرقام وفق إحصاءات أممية، بينهم 14 ألف طفل.

ولفت رحمون إلى أن نسبة السوريين اللاجئين بين هؤلاء تصل 7 في المئة، بواقع 3 آلاف و500 لاجئ، ونسبة الأطفال أكثر من الثلث، ومعظمهم قُصر جاؤوا دون ذويهم.

وبحسب معطيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، لشهر فبراير/ شباط الماضي، فإن مخيمات اللجوء في اليونان، تضم 5 آلاف و463 طفلا من اللاجئين غير المصحوبين بذويهم.

رحمون أشار إلى تشكيل مجموعة للتواصل داخل المخيمات، وقد أكدت بدورها "سوء معاملة الحكومة اليونانية مع اللاجئين العرب والسوريين خاصة".

وأضاف أن "كل لاجئ عربي أو سوري تشعر السلطات اليونانية أن لديه تعاطفا مع تركيا أو يتكلم لغتها، تكون له معاملة مختلفة عن بقية اللاجئين".

وأكد رحمون "توثيق اعتداءات" سلطات أثينا على الدفعة الأخيرة (فبراير الماضي)، من طالبي اللجوء إذ استهدفت عددا منهم في المنطقة الحدودية الفاصلة مع تركيا، بخراطيم المياه وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، والحي أحيانا.

** عنصرية

وتحدث رحمون عما وصفه بـ"الإجراءات العقابية" المتبعة من اليونان بحق اللاجئين، قائلا إنها "سياسة لجوء مشددة تتمثل بوضع عراقيل أمامهم والتخطيط لبناء مراكز كبيرة لاحتجاز اللاجئين لفترة طويلة ريثما تتمكن من ترحيلهم".

وحذر من "تصرفات عنصرية من مدنيين يونانيين"، فضلا عن "انتهاكات وتجاوزات بمجال الغذاء، إذ يتم توزيع وجبات فاسدة ومنتهية الصلاحية، وتم توثيقها بالصور والفيديو".

ولفت إلى "دعوات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي ضد اللاجئين، أخذت صدى داخل المجتمع اليوناني، وإزاء ذلك قام الائتلاف بحملة مضادة مع المنظمات الإنسانية والحقوقية، وتم التخفيف من وتيرة الهجمة العنصرية".

وأشار إلى أن عملية تجريف خيام اللاجئين بعد اندلاع الحريق في مخيم "موريا"، "أشرف عليها مسؤولون في الحكومة، وهي موثقة بالصور"، موضحا أنهم اضطروا إلى إقامة خيام أخرى بتكلفة تراوح بين 400 و500 يورو.

ودمر حريق مخيم "موريا"، بالكامل تقريبا، في وقت مبكر من 9 سبتمبر/ أيلول الجاري. وقالت السلطات اليونانية إنها تجري تحقيقا لمعرفة ما إذا كان الحادث متعمدا.

ويضم "موريا" نحو 13 ألف طالب لجوء، وانتقدت منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية مرارا وضع المخيم، مشيرة إلى الاكتظاظ والظروف غير الإنسانية فيه.

** احتياجات اللاجئين

وأكد رحمون أن اللاجئين السوريين باليونان "بحاجة إلى كل شيء على مستوى التعليم والصحة والعناية الطبية والاحتياجات المعيشية".

ولفت إلى انسحاب معظم المنظمات الإغاثية والإنسانية من العمل في الجزر اليونانية، خلال الفترة الأخيرة التي شهدت انتشار جائحة كورونا.

وأضاف: "نحن اليوم بأمس الحاجة إلى تقديم يد العون للاجئين في الجزر، ونطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته أمام اللاجئين الذين يعانون انعدام أبسط مقومات الحياة الإنسانية".

وشدد رحمون على أن "المخيمات في البر (اليوناني) أفضل نسبيا (من المخيمات في الجزر)، ولكن ليست بالمستوى الذي يرقى له الإنسان لطلب حياة كريمة".

وأكد أنه "تم إرسال عدة مذكرات للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومفوضية شؤون اللاجئين من قبل الائتلاف في هذا الشأن"، لافتا إلى محاولة التواصل مع الحكومة اليونانية.

واستدرك: "لا توجد استجابة أو ربما رغبة في التواصل من الجانب اليوناني. حاولنا ذلك مع أكثر من مسؤول دون فائدة".

** تقصير ملموس

وتحدث رحمون عن أن هناك "تقصيرا كبيرا واضحا وملموسا"، على صعيد دعم المنظمات الأممية المعنية بشؤون اللاجئين، ونقلهم من الجزر اليونانية إلى داخل البلاد.

وانتقد السياسات الأوروبية إزاء التعامل مع اللاجئين، خاصة أن أكثر من دولة أعلنت استعدادها لاستقبال اللاجئين الأطفال من دون ذويهم، لكن ذلك تعطل بسبب توقف حركة الطيران جراء كورونا.

وأردف: "هناك خلافات داخل الاتحاد الأوروبي نفسه، فمثلا ألمانيا لا تريد تكرار تجربة 2015، وفرنسا أيضا لا تريد استقبال اللاجئين في ظل تفشي كورونا".

وبيّن أن الحل الأمثل هو "تسليط الضوء والدعم للمخيمات في الجزر اليونانية"، لافتا إلى أنه تم مؤخرا إعلان بناء مقرات إيواء مؤقتة (لم يحدد مكانها ولا عددها) لكن لم ينجز منها شيء حتى الآن.

المسؤول في الائتلاف السوري، تحدث أيضا أن معظم اللاجئين في المخيمات داخل اليونان حاصلون على اللجوء، لكن حتى الآن لا تسمح لهم السلطات هناك بالتنقل بين الدول الأوروبية.

واستشهد بحالة موثقة منحت اللجوء قبل 3 سنوات، لكن حتى الآن لم يتم السماح لها بالتنقل، معتبرا أنها "عملية مقصودة".

ودعا رحمون في ختام حديثه، المنظمات الدولية إلى مساعدة الشعب السوري عامة "للخلاص من الاستبداد الذي كان سببا لخروجهم ولجوئهم"، مشيرا إلى أن أزمة اللاجئين والنازحين لن تنتهي إلا برحيل نظام بشار الأسد.

#الائتلاف السوري
#اللاجئون
#المخيمات
#اليونان
#ممارسات عنصرية
٪d سنوات قبل